عمان - منال القبلاوي - مع بدء فصل الربيع واعتدال الطقس وارتفاع الحرارة عادت حفلات الشواء الى التربع على صدارة ولائم وجمعات ورحلات الاردنيين محليا والتي يلعب بطولتها مكرها خروف الربيع.
وما يجعل حفلات الشواء موضع حفاوة وترحيب من الجميع ، طقوس الشواء التي يشارك فيها كامل العائلة من كبيرها الى صغيرها ويؤطرها الكثير من المرح والمزاح فضلا عن الطريقة التي تؤكل بها المشويات.
وتتنوع اماكن اعداد حفلات الشواء بين حديقة او برندة المنزل وصولا الى اماكن التنزه العامة وعلى جانبي الطرقات وخاصة شارعي الاردن والمطار ومتنزه عمان القومي ومتنزه غمدان وحدائق الحسين حيث تبرز رائحة الشواء بشكل كبير اثناء المرور بتلك الشوارع الرئيسية في ساعات المساء والليل والتي تمتد الى ساعات الصباح الباكر.
واعتاد الاردنيون في حفلات الشواء محليا على ان يوكل للرجال القيام بكامل عملية الشواء بدءا من اشعال النار في مناقل الشواء مرورا بتكبيب اللحمة وانتهاء بشواء اللحمة ووضعها في إناء كبيرة بعد لفها بالخبز لتبقى ساخنة فيما يقتصر دور النساء في حفلات الشواء على اعداد السلطات وتحضير السفرة فقط الامر الذي يجعل وجبة الشواء الوجبة الوحيدة التي ترتاح فيها السيدات من مهمة اعداد الطعام.
ويرافق عادة حفلات الشواء محليا ابريق الشاي ودلة القهوة السادة و المشرويات الغازية والعديد من السلطات مما بين التبولة وسلطة الجرجير والفتوش.
تقول( ام محمود) طوال الشتاء واولادي الاربعة الصغار يطالبوننا برحلة شواء . وتتابع مع ارتفاع درجة الحرارة الان اصبح بامكاننا التوجه لاحد المتنزهات ليلهو الاطفال ونستطيع من اتمام الشواء دون الخوف من تغير الطقس وبرودته ليلا .
اما( ابو هشام) فيؤكد انه لا يؤمن باكل وجبة الشواء من احد المطاعم حيث ان نكهة هذه الوجبة -وفقا له- لا يشعر بها المرئ الا اذا اشرف بنفسه على كامل العملية فيما تؤكد( ام جمال) ان تعلق اولادها بمذاق الشواء جعلها تشتري شواية مطبخ منزلية لتستطيع تامين هذا الطبق لاولادها طوال ايام السنة.
ووفقا لصاحب ملحمة في جبل الحسين فان سعر كيلو لحمة الخروف المحلي ( 5,8 دينار ) وسعر كيلو العجل المحلي (5,6دينار ) فيما سعر قطع الشيش طاووق ( 5,5 دينار ) الامر الذي يتجه معه البعض لشراء اللحوم المستوردة الارخص ثمنا مثل الصيني والبرازيلي والتي يتراوح السعر فيها بين( 5,3- 5,5 دينار ) او حتى المجمد.
ووفقا للشيف احمد عدنان في احد المطاعم الخاصة فان انطلاق رحلة الشواء محكومة أولا، بمرور الخروف بمرحلة التعرق التي يتم فيها تخليص اللحمة من الشوائب قبل البدء بالتقطيع، تلك المرحلة التي يتعرض فيها الخروف الى عملية نزع العروق والشحم الأبيض ـ عقب الذبح ـ وتتبعها عملية تقطيع الاوصال مؤكدا ان لحم الكباب ياخذ من افخاذ الخروف عادة.
فيما تقتصر الموزات على الأكتاف، أما الريش فتؤخذ من ظهر الخروف.
وبحسبه فان أنواع الكباب ونكهاته تختلف باختلاف التتبيلة المستخدمة فهناك تقريباً 16 صنفاً من البهار، تدخلل في اعداد المشويات، ويختلف استخدامها باختلاف نوع اللحم المشوي وطريقة الشواء ايضا وحتى يختلف مذاقها في حال استخدام الفحم او الحطب للشواء حيث النكهة الافضل تكون في حال استخدام الفحم.
ويبلغ سعر شوال الفحم الخاص بالشواء 7-8 دنانير فيما يصل سعر الاكياس الصغيرة منها دينار الى دينار وربع ويكفي منقل الشواء الواحد كيسين الى ثلاثة اكياس صغيرة.
ورغم ان اكلة الشواء تعود في جذورها الى الاصول التركية وبلاد الشام حيث يشتهر في هذا السياق الكباب الحلبي والتركي الا ان رحلات الشواء اصبحت محليا نمط حياة عند الاردنيين وخاصة في الصيف وفي الربيع وفي ايام العطل والتي تمتد طوال الليل وحتى ساعات الصباح الباكر.
