غدير السعدي - ما بين عنف الطلاب أنفسهم أو من قبل المدرسين بحق الطلاب، تسجل سنويا حالات متعددة من العنف المدرسي.. ولمواجهة هذا العنف كانت مؤسسة (نهر الأردن) أطلقت بدعم من جلالة الملكة رانيا العبدالله مبادرة (السلامة المدرسية) والتي تهدف إيجاد بيئة آمنة للتعليم، وفي ضوء هذه المبادرة خصصت وزارة التربية والتعليم خطا ساخنا وموقعا الكترونيا للتبليغ عن العنف المدرسي الواقع ضد الأطفال.
وتحت العنوان قال وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي في تصريح إلى الملحق إن التربية أساس التعليم، وهي مسؤوليتنا جميعاً، ولا يمكن القبول بأي حال من الأحوال التعامل مع الطلبة بأسلوب فج وكلمات نابية وإيقاع العقاب البدني والأذى النفسي عليهم.
وأشار لهذه الغاية استحدثت الوزارة خطاً ساخناً رقم (5680081)، وموقعاً الكترونياً [email protected] .
وأفضى تم تضمين مفاهيم حماية الطفل من الإساءة في مناهج الصفوف الثلاثة الأولى، كما تم إدماج مفاهيم حماية الطفل من الإساءة في الإطار العام والنتاجات العامة والخاصة لمناهج رياض الأطفال . وأضاف إن الهدف من هذه الخدمة هو حرص الوزارة على رصد حالات الإساءة والتعامل معها.
ودعا النعيمي المعلمين إلى التعامل مع مشكلات الطلبة وسلوكياتهم بأساليب تربوية مناسبة، بدءاً بالأساليب النمائية التي تهدف إلى إثراء معرفة الطالب بنفسه وبالعالم المحيط به، وإكسابه مهارات السلوك الاجتماعي وتطوير اتجاهات ايجابية نحو ذاته ونحو الآخرين، بالإضافة إلى الأساليب الوقائية التي تهدف إلى تنمية امكانات الطالب وتطوير قدراته في التعامل مع المواقف المختلفة لحمايته من التعرض للمشكلات والعنف والإساءة، وانتهاءً بالأساليب العلاجية والتي تتضمن المساعدة الفنية للطالب في حل مشكلاته ومساعدته على التكيف وتحقيق التوازن النمائي لديه، من خلال الإدارات المدرسية وتفعيل دور المرشدين التربويين.
وبيّن أن الوزارة أعدت الدليل الوقائي لحماية الطلبة من العنف والإساءة وهو تدريبي يهدف إلى رفع الكفاءة المؤسسية للمعلمين للتعامل مع الطلبة والحد من سلوك العنف في المدارس، حيث تم إعداد هذا الدليل لتدريب المعلمين على موضوعاته والأنشطة التدريبية المرافقة، من أجل تزويدهم بالأساليب التربوية الوقائية والعلاجية للحد من مشكلة العنف المدرسي والعمل على توفير البيئة الآمنة للطلبة.
وأضاف درَّبت الوزارة فريقاً محورياً تدريبياً من رؤساء وأعضاء أقسام الإرشاد التربوي في جميع مديريات التربية والتعليم على موضوعات هذا الدليل، بالإضافة إلى تدريب (1628) مرشداً ومرشدة على موضوعاته .
ولفت الوزير إلى أنه تم التعاون والتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لإعداد مسودة خطة الاتصال لخفض العنف في المدارس ، الهادفة ضمان حماية الأطفال من العنف بجميع أشكاله في المدارس على النحو المتفق عليه في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل والتي أقرتها المملكة، إضافة إلى توقيع اتفاقية مع مؤسسة نهر الأردن بخصوص التعاون ما بين الوزارة والمؤسسة في متابعة الحالات التي تصل إلى المؤسسة عن طريق خط الدعم الأسري رقم (110)، حيث يستطيع الطلبة الاتصال بهذا الخط وتقديم شكواهم عند تعرضهم للعنف أو الإساءة سواء داخل أو خارج المدرسة، وفي هذا المجال يقتصر دور الوزارة على التعامل مع حالات العنف والإساءة التي تحدث داخل المدرسة.
وأضاف: خصصت اليونيسيف أكثر من 6,1 مليون دينار لحماية ونماء الأطفال في الأردن، بهدف الإسهام في تحسين البيئة التشريعية للأطفال وحماية حقوقهم مع التركيز بشكل خاص على قانون الطفولة وقوانين الأحداث بالتعاون مع وزارتي oالتنمية الاجتماعيةa وoالصحةa.
وكشف النعيمي أنه سيتم قريباً تنفيذ حملة وطنية بالتعاون مع اليونيسيف بعنوان معاً.. نحو بيئة مدرسية آمنة للتقليل من العنف في المدارس والترويج لثقافة تخلو من الإساءة للأطفال في المدارس الحكومية ومدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا).