خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الجامعات الأردنية: حالة احتضار أم مرض صعب؟

الجامعات الأردنية: حالة احتضار أم مرض صعب؟

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

عمان- الرأي انتقد العين الدكتور وليد المعاني واقع الجامعات الأردنية، التي قارب وضعها بحالة مريض حرج ، داعيا الى تجاوز الأدوات التعليمية المستهلكة والموروثة التي عفا عنها الزمن . وقال المعاني، الذي شغل سابقا منصب وزير التعليم العالي ورئاسة الجامعة الأردنية، انه يجب التغاضي عن كثير من العواطف والأحاسيس فمصلحة الوطن والأجيال أهم من ألأشخاص .
وأوضح أن الجامعات تعاني من أمراض متعددة بعضها سهل وبعضها الأخر صعب. والبعض منها مضاعفات للمرض نفسه، و تأثيرات جانبية للأدوية التي استخدمت للعلاج(...) وكذلك هناك جزء غير يسير منها ناتج عن تخبط المشرفين على العلاج وكثرة اجتهاداتهم وتدخلهم في عمل بعضهم البعض .
وأشار المعاني الى المعايير الدولية، والتي بموجبها يتم ترتيب الجامعات، لأفتا الى أن استخدام أي معيار غير المعايير المعتمدة وهي المتعلقة ببراءات الاختراع والأبحاث المنشورة وجوائز نوبل وفرص توظيف الخريجين وعدد المنح الدراسية، هو ضحك على الذقون وايهام للنفس .
وقال أن تلك تطبيق المعايير منع أي جامعة عربية من الظهور، وسيمنع أي جامعة أخرى من الظهور مستقبلا إن لم نصحح الوضع. وفي نفس الوقت فإن ألانجراف وراء هذه التقارير والجداول والترتيبات أمر محبط، وعلينا فقط دراسة الموثوق منها والإستفادة منها لحفز الهمة وتعديل المسار
وتساءل هل كان ترتيب جامعاتنا أحسن وأرفع في السابق؟ بحيث أننا تدهورنا وعليه فإن علينا أن نندب حظنا العاثر، وأن نعلن أننا نحتضر. أم أن المعايير التي تستخدم في عملية ترتيب الجامعات قد خذلتنا؟، هل لو استخدمت معايير اخرى مغايرة أما كان من الممكن أن تخدم جامعاتنا بتحسين مركزها؟
وبين أن الجامعات الأردنية ستحصل على صفريين كبيرين يوضعان مقابل اسمها في عمودي براءات الاختراعات المسجلة الأردنية أو أعداد الحاصلين على جوائز نوبل فيها. قد يكون لو أننا أحدثنا عمودا لبحوث الدكتوراة المنشورة من قبل طلابنا فقد تتحسن علاماتنا، المفجع اننا سننال صفرا أخر. سننال صفرا في نسبة عدد رواد المكتبة من الطلاب، وصفرا في المشاركة الطلابية خلال الدرس، سننال صفرا كبيرا في التجديد في طرائق التدريس وكأننا لا نريد أن ننفصل عن كتاب القرية لأنه محفور في ذاكرة تريد أن تجر الماضي، ليس على الحاضر فقط بل على المستقبل.
ماذا تغير حتى نجلد ذاتنا بهذه الطريقة؟ لم نكن نسمع هذا الكلام قبل عشرين سنة. لماذا كان ما قمنا به عندئذ مناسبا واصبح غير مناسب الأن؟ اسئلة طرحها المعاني واجاب عليها بالقول أنه حقيقة الأمر أننا لم ندرك أن الزمان غير الزمان، وأن ماكان ينفع في الستينيات من القرن الماضي لا ينفع الأن. وبالتالي كان علينا أن ندرك أن جميع الأدوات التعليمية، المستهلكة، الموروثة، والتي عفا عليها الزمان، وأؤلئك المتشبثين بها أمر لابد أن نتجاوزه وأن نطرحة وراءنا. كان هذا يقتضي منا التغاضي عن كثير من العواطف والأحاسيس فمصلحة الوطن والأجيال أهم من ألأشخاص.
واشر الى عدم لاستفادة من الدراسات المتعاقبة، ولم نطبقها وأخذتنا العزة بالإثم ولم نتطور أو نطور اساليبنا ، فبقينا كما نحن وتخلفنا خلف الركب. كل ما نخرجه من استراتيجيات للتعليم العالي موجود منذ الثمانينات وهو اجترار لما كتب، ياليتنا طبقنا بعضا منها، إنما الأمر كان يحتاج لمصلحين، فالإصلاح دون مصلحين لن يحدث، وكنا نحتاج أموالا، فالرؤى دون اموال تدعمها ليست الا مجرد هلوسات.
واكد إن مشاكل التعليم العالي معروفة ومشخصة وتحتاج لمن يطبق الحلول المقترحة.
وقال كيف نريد أن يجري بحث علمي في الجامعات الأردنية أن كان الطلبة لا يعرفون ماهو البحث وماهي اساليبه، فهم لم يدرسوها سابقا في مدارسهم، ولا الأن في جامعاتهم. اضيف بأن الكثيرين من الأساتذة لايعرفونها كذلك، فبعد أن حصل على الدكتوراة لم يكتب بحثا واحدا،كيف نطلب منه استثارة البحث لدى طلبته إن كان هو لا يعرفه. لابل استغرب بقاءه في الجامعة مع أن قانونها ينص على انهاء خدماته
وانتقد مستوى اعضاء هئية تدريس، حيث قال دخل للجامعات الأردنية أعضاء هيئة تدريس ما كانوا ليدخلوها، فقد اساؤا للجامعة ولطلابها ونفسوا عن عقدهم فيها، وكان لهم تأثير سيء عليها وعلى طلبتها مؤكدا على ضرورة تطبيق شروط ومعايير التعيين والتزام اعضاء هيئة التدريس بالعرف الجامعي ومتطلبات الجامعة، أمر يجب تطبيقه حرفيا
ودعا الى ضرورةقراءة اعضاء هيئة التدريس الرسائل التي يشرفون عليها، لأنهم لو فعلوا فقد يكتشفوا أن هذه الرسائل قد أعدت في أحد دكاكين شارع الجامعة. اسمحوا لي أن اسمي هذه الدكاكين ب دكاكين البحث السريع على نمط مطاعم الوجبات السريعة، وحيث أننا نسمي الوجبات السريعة ب الجنك فود دعوني اسمي هذا البحث ب الجنك ريسرتش . الأول مضر للصحة والثاني مضر للعقل وموهم بالنجاح فهو خداع يجب معاقبة القائمين عليه.
وتطرق الى مجالس الأمناء ومجلس التعليم العالي وأيهما أصلح؟ وقال فقد جربنا الاثنين تجربة ممتازة. ولكنني لا أعتقد بأن أحدا يمكنه الإجابة لأننا لم نفهم بعد ما هو دور مجلس أمناء الجامعة في العالم المتحضر، الذي وبالصدفة المحضة لا يوجد فيه مجالس للتعليم العالي، أو وزارات للتعليم العالي ،مؤكدا ضرورة تحسين نوعية مجالس الأمناء ووقف تدخل وزارة التعليم العالي ومجلسها الموقر في أمر الجامعات، فلتتنافس الجامعات فيمابينها، ولتختلف الرسوم والمناهج ولتختلف مزايا الموظفين والأساتذة. أن التمايز يؤدي للمنافسة، والمنافسة تؤدي للتفوق.
وأشار الى الذين يقولون بأن الجامعات تحتضر، يقولون ذلك من باب الإحباط، فهم يلحظون عدم الاهتمام على الرغم من التنبيه، وهم يلحظون حركة في دوائر مغلقة لن تؤدي لنتيجة، وهم يلحظون إعادة اختراع لعجلات، ويلحظون إيهاما بالحركة. أما اولئك الذين هللوا عند سماع التعبير ، فهم من المعجبين بالإثارة وبالأعراس يرقصون فيها. نعم الإحتضار مثير فهو حدث هام ولايحصل للشخص أو الكائن الا مرة واحدة أما المرض فهو أمر عادي قد يتكرر مع نفس الشخص، وهو يأتي ويذهب دون مراسم أو طقوس، وعليه فلا يثير اهتمام الأخرين. لقد تحدث الكثيرون عن أمراض الجامعات ولم يعرهم احد اهتماما. لابل فقد نعتوا بانهم اكاديميون يعرفون في النظريات ولايعرفون الحياة، وكأنما الأكاديمية تهمة.
محبطون نعم ولكنهم غير يائسين، فالمبالغة فن من فنون اللغة، الم يطلق العرب الأسماء على أضدادها؟ لازال الأمل في شفاء المريض موجودا، فالتشخيص معروف والدواء موجود، نحتاج فقط للمصلح الذي يعلق الجرس، ونتركه لا نتدخل في أعماله ونعطيه الفرصة. إن استثمارنا في التعليم كبير، وقد يكون هو رأسمالنا الوحيد، وأرجو أن لا يسمح لأحد بإضاعته.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF