خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

رسالة عمان .. توضيح الصورة النقية للإسلام والتقاء الإنسانية فـي الحضارات

رسالة عمان .. توضيح الصورة النقية للإسلام والتقاء الإنسانية فـي الحضارات

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

عمان- الرأي - تمر اليوم الذكرى السنوية الثالثة لتفجيرات فنادق عمان، التي حاول إرهابيون اغتصاب حرمة عمان وأمنها، إلا أن الأردن تخطى بمسافات كبيرة آثار تلك التفجيرات، مستكملا مشواره في تقديم وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام لدى الآخر.
في الذكرى الثالثة من أحداث تفجيرات عمان الإرهابية، تستحضر الذاكرة ''جرحا'' عميقا في خاصرة عمان، التي كانت وما تزال فاتحة ذراعيها لأبناء الأمة لتضمهم في حضنها الدافىء.
وأعطت تفجيرات عمان، التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء، الأردنيين والعرب والضيوف ، قيادة وشعبا وحكومة، صيرورة الدفاع عن الإسلام، على عكس ما أراد منفذوها، من أصحاب الفكر المتطرف،الذين حاولوا إقصاء مفاهيمه المعتدلة والمتسامحة.
تفجيرات عمان وما سبقها وما تبعها من أعمال إرهابية ودعوات لمجموعات وأطراف وشخصيات ومؤسسات إلى صدام الحضارات والأديان، شكلت في حد ذاتها ضرورة ملحة لبيان الصورة السمحة للدين الإسلامي.. دين التسامح والتآخي والرحمة ..ومرتكزه الاعتدال والوسطية ..وقائم على احترام الآخر وقبوله.
وحمل الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، مسؤولية توضيح صورة الإسلام في جميع أركان المعمورة ، مسؤولية توضيح صورة إسلام .. السلام والتسامح والاعتدال.. التعاطف والنوايا الطيبة واحترام الآخرين... قيم تمثل جوهر الإسلام.... دين يدعو للعيش والعمل من اجل العدالة وتعزيز التسامح، لتتشارك البشرية في كل يوم في النعمة الإلهية.
ومن أردن العروبة انطلقت رسالة هاشمية تحمل اسم المدينة الموجوعة على شهدائها ومصابيها، و محاولة الإرهابيين من أصحاب الفكر المتطرف والدخلاء على الدين الإسلامي تشويه صورة الإسلام ... وهي رسالة عمان التي استهلت بالتأكيد على سلامة الإنسانية جمعاء باعتبار أن العالم الإسلامي جزء من العالم الإنساني. فعرفت ذاتها بأنها بيان للناس لإخوتنا في ديار الإسلام وفي أرجاء العالم .
رسالة هاشمية تجمعت أركانها في الأردن.. بيت الأمن والأمان بيت الأحرار وطالبي الاستقرار... والتي من خلالها تبنى الكثير من المؤتمرات والندوات وكذلك المبادرات الهادفة إلى صياغة موقف إسلامي عقلاني بحثي فقهي سياسي يعرض على الأمم والشعوب كلها، وإسلام ما يزال يشكل في اعتداله وتسامحه ورقيه ثقلا حفظ ويحفظ الحياة الإنسانية من صدامات وانحرافات خطيرة.
وفيما تخطت الرسالة الحدود لتعبر العالم في ثقافاته المختلفة لتجد وقعها في نفوس البشرية، كانت الجهود الملكية تمسح من ذاكرة الذين حاول المتطرفون تصويرهم بأنهم عدو لهم ذلك التشوية، وترسخ لديهم مبادىء الإسلام القائمة السمحة الساعية إلى تحقيق خير الإنسانية قومها وحدة الجنس البشري.. وان الناس متساوون في الحقوق والواجبات والسلام والعدل وتحقيق الأمن الشامل والتكافل الاجتماعي وحسن الجوار وغيرها من المبادىء التي تشكل في مجموعها قواسم مشتركة بين أتباع الديانات.
المسؤولية الروحية والتاريخية الموروثة التي حملها جلالة الملك بشرعية موصولة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، في الدفاع عن صورة الإسلام وتوضيحها، تمثلت بجهود حطت في جميع أرجاء المعمورة، مستغلا جلالته الأحداث والمناسبات واللقاءات والحوارات مع جميع الشرائح والمجتمعات، لتقديم صورة الإسلام الحقيقية.
ودأب جلالة الملك عبر السنوات الماضية على إبراز القيم النبيلة للدين الإسلامي الحنيف وإيضاح الصورة الحقيقية للإسلام، دين التسامح والوسطية الذي ينبذ الإرهاب والتطرف ضمن سلسلة من الحوارات التي أطلقها جلالته مع رجال دين ومفكرين وقادة رأي بهدف التوصل إلى جوامع ورؤى مشتركة تتوافق وتلتقي عليها الأديان والثقافات المختلفة.
وفي الوقت الذي كان المشهد الدامي بين أبناء الدين الواحد وتنامي ظاهرة التكفير جاء عقد المؤتمر الإسلامي الدولي الأول في عمان بدعوة من جلالة الملك شارك فيه علماء الأمة الإسلامية من جميع المذاهب، لإتاحة الفرصة أمام علماء الأمة ومفكريها فرصة البحث والتخطيط لعمل بناء حقيقي لخدمة المسلمين يقوم عليه المتبصرون بهدف توضيح حقيقة الدين الإسلامي ومبادئه ومنزلة الإنسان فيه وأسلوب التعامل مع غير المسلم .
''مذهبنا صواب ويحتمل الخطأ ومذهب خلافنا خطأ ويحتمل الصواب ''... قاعدة تأسس عليها المؤتمر، في وقت تنتاب الأمة الإسلامية أزمة حادة تمس الإنسان المسلم في ذاته ودينه وفهم الآخر لحقيقة ثوابته التي تبني هويته .
وفي خطاب استهل به جلالته فعاليات المؤتمر أكد خلاله ان الإسلام ارسى عبر العصور أحسن القواعد للعلاقات الإنسانية بين الأفراد والأمم والشعوب، بغض النظر عن الاختلاف في العقيدة أو اللون أو الجنس على قاعدة من التسامح والحوار مع الآخرين لما فيه الخير للإنسان في كل مكان وفي كل زمان، موضحا ان المشكلة اليوم هي ما تتعرض له الأمة الإسلامية من حملات التشويه والإساءة والتجني على الدور الذي يمكن أن تنهض به هذه الأمة في هذا العصر .
الحرص الملكي في توضيح صورة الإسلام الحقيقية القائمة على التسامح والمحبة والعدل، تجسد وكان واضحا في جهود جلالة الملك على الصعيد الدولي، ففي لقاء جمع جلالة الملك مع ممثلي المنظمات العربية والإسلامية الاميركية في واشنطن ، كان التأكيد الملكي على أهمية تعزيز الحوار والتعايش ومد جسور التفاهم بين أتباع مختلف الديانات والثقافات وتوضيح الصورة الحقيقية للعرب والمسلمين في المجتمع الأمريكي وعكس الصورة الحقيقية للإسلام باعتباره دين تسامح واعتدال ووسطية.
وفي ذات الولاية ولكن في أكاديمية بنجامين بانيكر .حاور جلالته طلبة الكلية في إطار التأكيد على مبادئ السلام والتسامح والتعايش بين شعوب الأرض والدور الذي يضطلع به الشباب في هذا المضمار.
وفي كاتدرائية ريفرسايد في نيويورك دعا جلالته إلى أهمية تعاون أتباع الديانات السماوية الثلاثة لنشر السلام والعدالة في الأرض خلال لقاء حضره حشد من رجال الدين المسيحيين والمفكرين وقادة الرأي في مدينة نيويورك، إذ اتاح اللقاء لهم على اختلاف دياناتهم التعرف على حقيقة قيام البعض القليل بتوظيف الدين في بعض الأحيان لتبرير الإيديولوجيات المتهورة والأعمال الشريرة، وأن من يقومون به يحيدون عن تعاليم الديانات ذاتها ويسعون إلى تغيير طبيعتها الأساسية وهو ما يجب أن نعمل على منعه.
فالرسالة التي كان يحملها جلالة الملك في جولاته، هي توضيح صورة الإسلام الحقيقية والتأكيد على القيم الحقيقية المتمثلة في أن الإسلام يدعو إلى التعاطف والتراحم والمحبة والسلام وهي التعاليم التي حثت عليها الديانات السماوية وأن الروح المشتركة من المحبة والتآخي يمكن أن تنأى بالإنسانية عن صدام الحضارات.
وفي إطار التأكيد على الحوار بين أصحاب الثقافات والديانات دعا جلالته إلى إطلاق حوار ثلاثي إسلامي مسيحي يهودي يقوم على الاحترام المتبادل وبما يمكن الجميع من الاتفاق على الطبيعة الإنسانية المشتركة والحاجة إلى السلام وترسيخ القيم الأخلاقية وحقوق الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وشكلت الجهود التي يقوم بها الأردن للتصدي لحملات التشويه التي يتعرض لها الدين الإسلامي الحنيف أحد المحاور الرئيسة في المباحثات التي جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني مع قادة الدول في العالم من اقصاه الى اقصاه.
النظرة الملكية نحو توضيح صورة الإسلام وابراز حقيقته القائمة على التسامح والتآخي، امتازت بالشمولية، ومثلما كان الجهد الملكي يبذل في أصقاع الأرض، كان لابد من توحيد الصف بما يعزز صورة الإسلام الحقيقية لدى الآخر، فجاء انعقاد المؤتمر الذي نظمته مؤسسة آل البيت بعنوان ''حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر '' وشكل المؤتمر فرصة حقيقية وتاريخية، لعلماء ومفكرين إسلاميين يمثلون جميع المذاهب الإسلامية لتتحاور وتتوحد في الموقف إزاء قضايا مست الأمة الإسلامية بما يبرز المفاهيم الحقيقية للإسلام والتي تضمنتها رسالة عمان حيث تناولت مناقشاتهم موقف الإسلام من الغلو والتطرف والإرهاب والإفتاء شروطه وآدابه وعلاقات الدولة الإسلامية بغيرها من الدول وبالمواثيق الدولية والمرأة وحقوقها وقضايا مرتبطة بالبحث العلمي الطبي.
و على قدر حجم المسؤولية كانت المشاركة، إذ توافد للمشاركة في المؤتمر، الذي يعد بحجم وطبيعة مشاركته الأول من نوعه، أكثر من أربعين دولة ينتمون إلى مؤسسات إسلامية من جميع المذاهب والمدارس والاتجاهات الفكرية والمراكز العلمية والدينية والسياسية. وردوا على الإسقاطات التي مارستها مجموعة أساءت الى سمعة الإسلام عبر الفتوى والتكفير بدون حق وبما يخالف الشريعة الإسلامية، ليشكل البيان الختامي ، وثيقة تاريخية لمنهجية العمل داخل البيت الإسلامي، ويجسد الفعل الإسلامي الحقيقي إزاء قواعد الإنسانية جمعاء.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF