خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

جامعيون.. لكنهم ذوو صعوبات تعلم

جامعيون.. لكنهم ذوو صعوبات تعلم

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

عبد الرحمن محمود جرار- الصعوبات التعلمية تستمر مع الفرد عبر جميع مراحل حياته، ولا يمـكن الشفاء منها، وقد يتم الكشف عن تلك الصعوبات في سن مبكرة قبل دخول المدرسة أو أثناء سنوات الدراسة الابتدائية، أو قد تكتشف أو تظهر في مرحلتي الدراسة الثانوية والجامعة. مما يتطلب من العاملين مع هؤلاء الطلبة التعامل معهم من خلال إجراءات تربوية وسلوكية داعمة، توظف خدمات تربوية خاصة فعالة. فالطلبة ذوي صعوبات التعلم يصلون إلى مرحلة الدراسة الجامعية حاملين معهم مستويات متدنية من التحصيل الأكاديمي، ومشكلات اجتماعية لازمتهم عبر سني حياتهم في المراحل الدراسية السابقة. وهذا يقودهم إلى مواجهة صعوبات تفرضها متطلبات المرحلة الجديدة وهي الدراسة الجامعية، فهؤلاء الطلبة يواجهون صعوبات تتعلق بطبيعة المساقات الدراسية، والحياة الجامعية بشكل عام. ان ذوي صعوبات التعلم والذين ينهون المرحلة الثانوية ويلتحقون بالجامعات، يشكلون تحدياً كبيراً للجامعات يتمثل بمدى حاجة هؤلاء الطلبة إلى خدمات تشخيصية وعلاجية وتكييفات بيئية في قاعة الدراسة و بعض مرافق الكلية.إضافة إلى حاجة الطلبة الذين يتخرجون من الجامعة إلى مساعدتهم في البحث عن العمل والمحافظة عليه. ومتابعتهم في مواقع عملهم ، وتذليل الصعوبات التي قد تعترضهم ليكونوا أكثر تكيفاً وأفضل إنتاجاً في أعمالهم التي يشغلونها .
تجدر الإشارة أن الطلبة ذوي صعوبات التعلم قد ينجحون في الدراسة الجامعية وقد لا ينجحون، وهذا أمر يتوقف على عوامل عدة منها: نوعية الصعوبة وشدتها، والاستراتيجيات والتكييفات التعليمية المقدمة، وطبيعة الخدمات والمصادر المساندة. إضافة لما سبق فإنه يوجد بعض الطلبة ممن تم اكتشاف صعوباتهم في هذه المرحلة، والبعض الآخر قد شخّص قبل دخول الجامعة على أنه ذو صعوبة تعلمية في مهارة أو أكثر من المهارات اللغوية الأساسية . إلا أنه وفي كلتا الحالتين لابد من اتخاذ التدابير اللازمة لمساعدتهم على التكيف الاجتماعي والأكاديمي مُواكبةً مع ما تفرضه هذه المرحلة من متطلبات.

تشخيص الطلبة
تعتبر عملية تشخيص الطلبة الذين يستعدون للالتحاق بالجامعات أمرا في غاية الضرورة، سواء كانوا عاديين أم من ذوي صعوبات التعلم.وهذه العملية هي سابقة لعملية الانتقال إلى الجامعة والبدء بالدراسة.على أي حال إن تشخيص أحد طلاب الجامعات على أنه يعاني من صعوبات تعلمية في مجال أو أكثر، يتم في الأغلب من خلال المعايير نفسها، والمحكات المُعتَمَدَة في تشخيص مثل هؤلاء الطلبة في المراحل التعليمية التي تسبق المرحلة الجامعية وهي: (محك الاستبعاد، ومحك التباين، ومحك التربية الخاصة، والمحك العصبي).إلا أن ما يجعل الأمر مختلفاً في مرحلة الدراسة الجامعية، أن الطالب نفسه يصبح مصدراً ثرياً للمعلومات، وذلك من خلال ما تعبر عنه إدراكاته الشخصية لمواطن قوته ومواطن ضعفه، وتصوراته المدركة لأهدافه المستقبلية.
ومن الضرورة بمكان القول أنه لا يوجد في جميع الكليات أو الجامعات أدوات متخصصة لتشخيص الطلبة الذين يُشك بأنهم من ذوي صعوبات التعلم،إلا أنه غالباً ما يخضع جميع الطلبة إلى امتحانات لقياس مستوى الكفاءة المعرفية، والخبرات المكتسبة عند الطالب، وغالبا ما تطبق الكليات والجامعات   مقياس وكسلر للكبار   كأداة للتأكد من سلامة القدرات العقلية، إلا أن هذا المقياس لا يمكن من خلاله التعرف على أن طالب ما يعاني من صعوبات تعلمية فهو يزودنا بنسبة ذكاء الفرد فقط .أما في حال الطلبة ذوي صعوبات التعلم الذين تم تشخيصهم على أنهم ذوو صعوبات، فالأمر بالضرورة يختلف؛ فهؤلاء الطلبة تتعامل معهم بعض الكليات والجامعات ضمن آلية تقييمية تتناسب وقدراتهم وإمكاناتهم التي تحددها التقارير التراكمية المحفوظة في ملف الطالب.
فضلاً عن ذلك فإن تشخيص الطلبة ذوي صعوبات التعلم في مرحلة الجامعة من خلال اختبارات معيارية قد لا يكون فعالا، أي أنه قد لا يخدم الاستراتيجيات العلاجية فيما بعد، فالكثير من الجامعات تعتمد اختبارات وأدوات غير رسمية ،وأساليب تقييم معتمدة على المنهاج.

التكييفات التعليمية
لضمان نجاح الطلبة ذوي الصعوبات التعلمية في مرحلة الدراسة الجامعية فإن هذا يتطلب إجراء بعض التغييرات في عملية إعداد هؤلاء الطلبة، وذلك في البيئة التي يتفاعلون فيها ومن خلالها.لأن هذه التغييرات تسهم وبشكل فعال في إحداث التكيُّف اللازم على الصعيدين الأكاديمي والاجتماعي.
إن الطلبة ذوي صعوبات التعلم في الجامعات بحاجة إلى برامج علاجية تعنى بمواطن الضعف لديهم ، وبحاجة إلى تعليم خاص أحياناً، وإلى خدمات إرشادية جماعية وفردية، وإلى مشرفين معينين يوجهونهم في البداية حول اختيار التخصصات والمساقات المراد دراستها في كل فصل. إلا أن اختلاف الخصائص الأكاديمية والاجتماعية للطلبة ذوي صعوبات التعلم يمثل تحدياً للعاملين مع هؤلاء الطلبة في تلك المرحلة مما يستدعي تفعيل أسس التقييم والأدوات المطبقة.
وهناك الكثير من التكييفات والتغييرات التي تعهد بها إدارة الجامعة إلى الأساتذة المحاضرين، وللأقسام العلمية لاتباعها وتنفيذها فيما يتعلق بالبرامج الخاصة بالطلبة ذوي الصعوبات التعلمية.فهؤلاء الطلبة وعند دخولهم إلى الجامعة بحاجة إلى الكثير من التكييفات التي تساعدهم على التكيف والتقبل الاجتماعي من قبل الآخرين، والتي من شأنها أن تسهم في تقدمهم الأكاديمي.والتكييفات غالباً ما تكون في استراتيجيات التدريس، وفي المهارات التي تساعد الطلبة في الأعمال القرائية والكتابية، وفي تكييفات تتعلق بآلية تقييم أعمال وواجبات الطلبة.
*  مشرف تربوي

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF