واشنطن ترحب و(الاطلسي) يعتبر القرار غير كاف
جورجيا تنسحب من (الكومنولث) وتبليسي تتظاهر دعما لساكشفيلي
عواصم - وكالات - امر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف امس بوقف العمليات العسكرية ضد جورجيا التي قال انها نالت عقابها ولكن يمكن ضربها مرة اخرى.
وقال مدفيديف في اجتماع لبحث النزاع في اوسيتيا الجنوبية لقد اتخذت القرار بانهاء العملية لاجبار السلطات الجورجية على السلام . واضاف لقد نال المعتدي عقابه ومني بخسائر جسيمة .
ودخلت القوات الروسية الاراضي الجورجية الجمعة بعد ان شن الجيش الجورجي هجوما لاعادة اوسيتيا الجنوبية التي انفصلت مطلع التسعينات، الى سيطرة الحكومة.
وتقول روسيا ان نحو الفي مدني قتلوا، وتقدر الامم المتحدة ان اكثر من مئة الف نزحوا. واضاف مدفيديف ان الهدف من العملية تحقق (..) وتم ضمان امن قوات حفظ السلام والمدنيين ، مؤكدا انه سيتم تصفية اي هجمات جورجية محتملة.
وفي وقت لاحق قال الرئيس الروسي ان قوات حفظ السلام الروسية باقية في المنطقتين الانفصاليتين الجورجيتين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية لضمان الاستقرار في منطقة القوقاز. وأضاف ميدفيديف في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان قوات حفظ السلام التابعة لنا مستمرة في أداء واجباتها لانها عامل أساسي في فرض الامن في القوقاز .
وتابع قوله لقد كان الوضع على هذا النحو وسيستمر على هذا النحو .
من جهته صرح ساركوزي انه تلقى ضمانات من نظيره الروسي بان القوات الروسية لن تبقى في جورجيا.
و قال ساركوزي ان روسيا تلتزم ضمان سيادة جورجيا واحترامها .
واضاف خلال المؤتمر الصحفي المسترك ان هذه النقطة ليست موضع اي التباس.انها نقطة مهمة جدا .
ورغم اعلان وقف النار قال الرئيس الفرنسي بعد اجتماعه في موسكو مع ميدفيديف ان روسيا وجورجيا وافقتا على وقف اطلاق النار لكن لم توافقا على اتفاق سلام.
واضاف ليس لدينا اتفاق سلام بعد.. لدينا وقف مؤقت للعمليات العدائية لكن هذا تقدم مهم .
وحول ذلك رحب الرئيس الروسي بخطة سلام اقترحها الاتحاد الاوروبي وقال انها يمكن ان تتيح سبيلا لانهاء الصراع مع جورجيا بشأن اوسيتيا . وقال اعتقد ان هذه مباديء جيدا لتسوية المشكلة... يمكن استخدام تلك المباديء من جانب كل من جورجيا واوسيتيا الجنوبية . واضاف اذا كان الجانب الجورجي مستعدا فعلا لتوقيعها واعادة قواته الى مواقعها الاصلية وعمل ما تشترطه تلك المباديء فحينئذ سيفتح الطريق امام التطبيع التدريجي للوضع في اوسيتيا الجنوبية .
وقال الامر يرجع لجورجيا الان .
وذكر ميدفيديف ان خطة السلام تتضمن بدء محادثات دولية بشأن وضع المنطقة الجورجية المتمردة. وانتقد الرئيس الروسي الزعيم الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بالقول انه تصرف كالمجنون وكذب بشأن وقف لاطلاق النار.
وأضاف ميدفيديف للصحفيين عقب محادثاته مع ساركوزي أنتم تعرفون ما يفرق المجانين عن بقية الناس هو أنهم حينما يشتمون رائحة الدماء فمن الصعب ايقافهم. ويتعين استخدام الجراحة معهم. وأضاف بالنسبة لمزاعم الرئيس الجورجي بأنهم نفذوا وقفا لاطلاق النار على مدى يومين.. فهذا كذب.
القوات الجورجية استمرت في اطلاق النار على قوات حفظ السلام.. وللاسف قتل أناس بالامس.. لم يكن هناك وقف لاطلاق النار من الجانب الجورجي .
وجاءت ردود الفعل الغربية على اعلان موسكو وقف النار متباينة لا سيما لجهة موقف الحلف الاطلسي الذ عبر عنه ياب دي هوب شيفر الامين العام للحلف حيث قال عقب محادثات سفراء الحلف مع نظيرهم الجورجي امس ان قرار روسيا وقف تقدم قواتها داخل جورجيا ليس كافيا ، مؤكدا ضرورة العودة الى الوضع الذي كان قبل بدء النزاع في اوسيتيا الجنوبية.
من جهتها، رحبت واشنطن بالاعلان الروسي. واعتبر السفير الاميركي في الامم المتحدة زلماي خليل زاد امس ان اعلان روسيا وقف عملياتها الهجومية ضد جورجيا يعد تطورا ايجابيا .
كما قال البيت الابيض انه يدرس ما اذا كانت روسيا قد اوقفت عملياتها ضد جورجيا كما اكدت سابقا.
وقال توني فراتو المتحدث باسم البيت الابيض ان بلاده تفكر في ارسال مزيد من المساعدات الى جورجيا فور وقف الاشتباكات .
ميدانيا قالت جورجيا التي عرضت وقفا لاطلاق النار، ان العديد من قراها لا تزال تتعرض للقصف. وصرحت ناتو بارتسخالادزه المتحدثة باسم الرئاسة الجورجية انه بعد اتفاق وقف اطلاق النار تعرضت ثلاث قرى للقصف مضيفة ان سيارة اسعاف اصيب في واحدة من هذه القرى. الا ان روسيا نفت ذلك بشكل تام.
من جهته أعلن إقليم أبخازيا الانفصالي في جورجيا امس سيطرة قواته في الوقت الحالي على معظم أراضي منطقة وادي كادوري التي كانت تسيطر عليها جورجيا في الماضي. وقال سيرجي باجاباش رئيس الاقليم الذي يقع في شمال غرب جورجيا إن قوات أبخازيا سيطرت على بلدتي أسهارا وتكالتا ومازالت تتقدم. ونقلت وكالة الانباء الروسية إنترفاكس عن باجاباش الموالي لموسكو قوله لا يزال جيش أبخازيا يتقدم بنجاح باتجاه الحدود مع جورجيا . وحتى وقت قريب ، كانت منطقة وادي كادوري تخضع لسيطرة جورجيا التي تصر على أن إقليم أبخازيا تابع لها بموجب القانون الدولي.
وفي تحد واضح للهجوم الروسي تجمع اكثر من خمسين الف شخص في شارع روستافيلي الرئيسي في العاصمة تبيليسي، وغطت الاعلام باللونين الاحمر والابيض الحشود. ووسط مشاعر قومية متزايدة وزعت على الحشود قمصان قطنية تحمل عبارة نحن معا، نحن متحدون .
وقال الرئيس الجورجي امام الحشود ان بلاده ستنسحب من رابطة الدول المستقلة، المؤلفة من الجمهوريات السوفياتية السابقة بقيادة روسيا، وحث اوكرانيا على القيام بالمثل.
وقال اتخذنا قرارا: جورجيا ستنسحب من رابطة الدول المستقلة في اشارة الى المجموعة التي تهيمن عليها روسيا.
وقبل اعلان مدفيديف وقف اطلاق النار، رفضت روسيا الدعوات الدولية لوقف اطلاق النار.
وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ان السبيل الوحيد لانهاء القتال في جورجيا هو الانسحاب الجورجي الكامل من اوسيتيا الجنوبية. مضيفا ان على ساكاشفيلي التنحي عن منصبه.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الفنلندي الكسندر ستوب الرئيس الحالي لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا لم يعد من الممكن ان يكون ساكاشفيلي شريكنا ومن الافضل ان يرحل .
وتابع لافروف لا اعتقد ان روسيا تنوي التفاوض ولا حتى التباحث مع ساكاشفيلي. لقد ارتكب جرائم بحق مواطنينا .