كان في جنب كل واحد من الحاضرين باقة ورد بيضاء و«ومسطرين» مغلف للدلالة على حضور وضع حجر الاساس.. في السرادق الذي بني في حديقة فندق عمرة حيث تتوفر المساحة لاقامة برجين كبيرين وبناء آخر بينهما على مساحة (28) دونماً يشكل البناء عليها 22 دونماً.. انتظرنا حضور الملك لهذه المناسبة التي جرى ابرام اتفاقياتها وتوقيعها على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت التي وقع المهندس نضال الحديد نيابة عن الاردن وممثلاً لأمانة عمان الكبرى التي شاركت في المشروع بالأرض مع رئيس مجس ادارة بيت التمويل الخليجي فؤاد العمر وكلفة المشروع كله بما في ذلك كافة مراحله والتي منها بوابة الأردن والمدن الملكية ومشاريع اخرى تصل الى مليار دولار اميركي وهو من اكبر المشاريع الاستثمارية في الاردن حتى الآن.
امس احسست ان عجلة الاستثمار بدأت تدور بشكل ملموس حين بدأ هدير الآليات في المكان فوراً وبعد ان نفض الملك عبدالله الثاني يده من ضربة المسطرين التي اسند بها حجر الاساس في الموقع في المشروع حضور لبيت التمويل الخليجي وهو بنك اسلامي من البحرين ومعه الشركة الكويتية للتمويل والاستثمار وشركة الحمدلله للمقاولات (الامارات العربية المتحدة) وشركة هيلتون العالمية (ادارة الجزء الفندقي من المشروع)..
كلمة رئيس مجلس الادارة لبيت التمويل الخليجي السيد فؤاد العمر كانت موجزة وعميقة.. اشارت الى القيمة التي يعلقها المستثمرون على اختيار الاردن كبيئة استثمارية لرؤوس اموالهم واصفاً هذا المشروع وامتداداته الاخرى بانه علامة من علامات التطور البارزة التي ستفتح العديد من مجالات الاستثمار للمملكة وهو يهيء الفرصة لمشاريع استثمارية اخرى للاستفادة من توجيهات الملك عبدالله الثاني وتشجيعه المستمر للاستثمار المجدي»..
المشروع لمن يريدون السؤال عنه في اجابة السيد العمر «بوابة الاردن: تشتمل على مكاتب عالية الجودة للشركات العالمية الراغبة في الاتخاذ من الاردن مقرا لها، وذلك على اعلى مستوى من الامن وادارة المباني وعلى مساحات للمكاتب ومرافق للمؤتمرات وفندق فاخر فئة (5) نجوم والعديد من المحلات التجارية، حيث تتميز بوابة الاردن بموقعها الاستراتيجي في منطقة الدوار السادس في جبل عمان- جوار فندق عمرة وهي من اعلى المناطق بحيث سيكون بالامكان مشاهدة البناء عند اكتماله من كافة مناطق العاصمة عمان» واعتقد ان الجالس في اعلى الابراج يستطيع مشاهدة انوار مدينة القدس في لحظات الصفاء..
اما الرئيس التنفيذي والشاب النشط الذي شارك بفاعلية في المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت السيد عصام جناحي فقد كان صرح ان بوابة الاردن تلعب دورا حيويا في دعم التطور الاقتصادي الطموح للمملكة ويوفر الفرص الاستثمارية للمستثمرين الراغبين في الاشتراك في تطوير المنطقة، وان بوابة الاردن ستكون المكان الامثل لكافة النشاطات سواء في الاردن أوالدول المجاورة مثل المساهمة في جهود اعادة اعمار العراق نظرا لموقع الاردن الاستراتيجي الذي يمكنهم من ادارة عملياتهم للتطوير..
وهذا ما يخلق العديد من فرص العمل للشباب الاردني المؤهل كما يرى السيد الجناحي..
المشروع الكبير هذا يفتح الباب لمزيد من الاستثمارات وخاصة الخليجية التي كانت سباقة في الاردن فهناك استثمارات كويتية تزيد عن 600 مليون دينار اردني ابرزها في الاتصالات (فاست لينك) وفي شركات واسواق.
وهناك استثمارات قطرية كبيرة ايضا وكذلك اماراتية وهذا الاستثمار الاخير بحريني مشترك..
الاردن الآن بيئة استثمارية جاذبة واعتقد هذه هي اللحظة المناسبة لمزيد من الاستثمارات بعد ان توفرت تدفقات هائلة من السيولة لدول الخليج ،والمملكة العربية السعودية نتيجة ارتفاع اسعار النفط وكان لا بد من البحث عن بيئات استثمارية عربية يأتي الاردن في مقدمتها لتميزه بالاستقرار الامني وقيادة الملك عبد الله الثاني والذهاب باتجاه الاصلاح الذي بدأ يظهر في حفز التشريعات الاقتصادية..
في ظل هذا الوضع الجديد تبدو ضرورة ان تتطور مرافق اخرى هامة ومن هنا جاءت زيارة رئيس الوزراء الاسبوع الماضي الى مطار الملكة علياء والكشف عن اعادة انتاج مطار بكلفة (300) مليون دينار يكون لائقا بان يشكل البوابة الاخرى للاردن وان يتجانس مع ما يتطلع اليه الملك عبدالله الثاني من تطور وتسهيلات.. في المطار ابدى الرئيس بدران ملاحظات على الاداء مطالبا بضرورة الاسراع في انجاز العمل وان لا يكون التفتيش والعمل الامني المتعدد المراحل والاشكال وذو الطابع التقليدي وسبباً لتأخير وتعطيل او تأجيل حركة المسافرين والطائرات وكان الرئيس قد تساءل عن جدوى كثير من الاجراءات ذات الجرعة الامنية الزائدة وعن امكانية تخفيفها او استبدالها باساليب من الامن الناعم والتقني والمدار من قبل جهات محترفة وان تتجانس الاجهزة التي تقوم بالعمل في المطار وتتوحد مرجعياتها وتخضع للمساءلة والشفافية حتى لا تتوفر ذرائع غياب العمل المنتج وحتى تأخذ الكفاءة واختيار العناصر المؤهلة والمدربة طريقها الى العمل والواجهات ومن هنا كان لا بد ان يثمر وبشكل محسوس لقاء الرئيس بدران مع رئيس هيئة الاركان ومدير الامن العام والاجهزة الأخرى المعنية والعاملة في المطار لان الاصلاح المطلوب لا بد ان ينعكس على الاداء وان يتجلى فيه..