خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

رؤية فـي التنمية المهنية للمعلم

رؤية فـي التنمية المهنية للمعلم

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

إن الاهتمام بالمعلمين وإعدادهم وتدريبهم يحتل مكانة كبيرة في جميع دول العالم ، لأن المعلم يسهم إسهاماً فاعلاً وأساسياً في تحقيق أهداف العملية التربوية ، وإن نجاح التربية في بلوغ أهدافها، وتحقيق دورها في تطوير الحياة يتوقف على مقومات عديدة كالسياسات التعليمية والإدارة والتنظيم والمنهاج المدرسي والإمكانيات المادية، وعلاقة نظام التعليم بالأنظمة الأخرى الاجتماعية والاقتصادية ، إلا أن المعلم يعتبر أهم هذه المقومات ويشكل العامل الرئيس فيها .
إن المعلم يستطيع تطوير وتحسين أدائه بالاستفادة من زملائه في المدرسة حين يتعلم منهم ويتعلمون منه بحيث يمكن الاستفادة من زملاء مهنته للمناقشة والمساعدة في تخطيط وتنفيذ الدروس من خلال التفكير والتأمل ودراسة الصعوبات التي تعترضهم وتقديم المقترحات و التغذية الراجعة الفورية والمستمرة .
إن هذا الأسلوب من التدريب يطلق عليه أسلوب تدريب الزملاء( Peer Coaching ) أو التدريب الزمالي ؛حيث ينتقل المعلم من الاعتماد على خبراته ومعرفته إلى وضع يتبادل فيه المعلم خبرات المعلمين الآخرين وتجاربهم ،ويشاركهم تفكيرهم ويتبادل الأفكار و الآراء معهم في أمور كثيرة.
وقد أثبتت الدراسات بعد ذلك أن المعلمين الذين حظوا بتوجيه ومشاركة في التخطيط للتدريس كانوا أقدر على تطبيق المهارات والأساليب الجديدة من زملائهم ، لذلك أوصى المربون بالاهتمام بتشكيل فرق لتوجيه وتدريب المعلمين.
ما المقصود بالتدريب الزمالي ؟
هناك تعريفات عديدة للتدريب الزمالي منها:
إجراء موثوق يقوم من خلاله زميلان أو أكثر من زملاء المهنة بالعمل معا للتأمل في ممارساتهم وصقل و بناء مهارات جديدة، والمشاركة في الأفكار و تعليم البعض، وتنفيذ البحوث وحل مشكلات العمل. إجراء يقوم به فريق من المعلمين لملاحظة البعض باستمرار و تقديم المساعدة والدعم و التغذية الراجعة.
أن يشاهد المعلم زميله المعلم ويتعاون معه ليستخدم نتيجة هذه المشاهدات في تحديد الأهداف المرجوة لتطوير و تحسين مهارات و استراتيجيات و طرق التدريس.
ويمكن تعريفه بأنه طريقة تدريب تقوم على أساس علاقة مهنية بين الزملاء لتقديم العون والدعم المتبادلين من خلال الملاحظة المتبادلة للمواقف الصفية الفعلية وتغذي التغذية الراجعة بهدف تحسين ممارسات المعلمين التدريسية و إكسابهم مهارات جديدة .
أشكال التدريب الزمالي:
يشير الأدب التربوي في مجال تدريب الزملاء إلى تنوع في مسميات هذا الأسلوب إلا أن هناك ثلاثة أشكال رئيسة تختلف حسب الهدف المراد من التدريب وهي :
1- التدريب الفني Technical Coaching .
فمن فوائد التدريب بالزملاء أنه يساعد على نقل المهارات الجديدة المتعلمة في ورش التدريب إلى الصفوف الدراسية. ويوفر التغذية الراجعة لاستخدام هذه المهارات والاستراتيجيات.
ويساعد على تحليل التطبيق الفعلي للمهارة المتعلمة حيث يتعلم المعلم المواقف المناسبة للمهارة وكيفية قياس فعاليتها. أي أن هذا النوع يهدف إلى انتقال أثر التدريب إلى الصفوف حيث يعقب التدريب على مهارة محددة فيقوم الزميلان بتجريب المهارة وملاحظتها وتقييمها وتقديم التغذية الراجعة.
2-التدريب عن طريق التصدي للمشكلات Challenge Coaching.
ويقوم أساساً على أن فريقاً من المعلمين يتعاونون لحل المشكلات الشائعة التي تواجههم فيبدؤون بتحديد المشكلة ثم السعي لحلها سواء كانت هذه المشكلة على مستوى طالب معين أو على مستوى الصف أو على مستوى المدرسة ، وقد ينضم إلى هذا الفريق أحد الإداريين أو المشرفين التربويين أو المرشد التربوي حسب طبيعة المشكلة.
3-التدريب لتحسين التدريس Collegial Coaching.
بينما يهدف التدريب الفني إلى إتقان مهارات جديدة ويهدف النوع الثاني إلى حل المشكلات فإن هذا النوع من التدريب يركز على إعطاء الوقت الكافي والدعم اللازم للمعلمين للتفكير والتفكر بممارساتهم التدريسية في بيئة آمنة بهدف تحسين الممارسات التدريسية بشكل عام وتقوية الزمالة المهنية والتواصل مع زملاء المهنة والحوار معهم في ممارساتهم التدريسية، ولمساعدتهم على تحفيز التفكير التأملي في ممارساتهم التدريسية وعاداتهم في العمل من خلال تزويدهم بالتغذية الراجعة من زملائهم.
ففي حين أن التدريب الفني قد يرمي إلى الحكم على أداء المعلم، فان التدريب لتحسين التدريس يساعد المعلم في التحليل والتفسير والحكم الذاتي كيف تؤثر القرارات على تعلم الطلبة وتحصيلهم.وبشكل عام فان جميع برامج التدريب بالزملاء تتخذ إحدى الصورتين التاليتين :
أولا : التدريب عن طريق الخبير Expert حيث يقوم المعلم المتميز بتقديم المساعدة لمعلم آخر وأحياناً يقوم المعلم ذو الخبرة التدريسية بتدريب المعلم الحديث الخبرة ، وكذلك قد يحضر أحد المعلمين الأساسيين الدورات التدريبية ليفيد الآخرين في مدرسته.
ثانيا : التدريب التبادلي Reciprocal حيث يتبادل المعلمون الأدوار فمرة يقوم بالتدريس أمام زميله ومرة أخرى يقوم بملاحظة زميله في التدريس فيتعلم المعلمون الطرق معاً من خلال ملاحظة بعضهم البعض والتعليق البناء.
خصائص أسلوب تدريب الزملاء إن لأسلوب تدريب الزملاء خصائص تميزه عن غيره من أساليب التدريب وربما تجيب الخصائص الآتية عن بعض التساؤلات حوله. وفيما يلي توضيح لها :
1. يهدف التدريب الزمالي إلى تقديم المساعدة والعون، فالحوار والمناقشة بين المعلمين يثري الفهم ويوعي المعلمين بسبب نجاح درس معين مع مجموعة وعدم نجاحه مع مجموعة أخرى.
فقد يكون لدى المعلم في أثناء تدريسه تساؤلات يود بحثها ولكنه قد لا يستطيع بمفرده جمع المعلومات اللازمة لمساعدة نفسه ، فتعاون المعلمين لأهداف مشتركة يساعد على رفع مستوى التلاميذ وبالتالي فهو وسيلة لتحسين بيئة التعليم.
2. لا يعتمد على إصدار حكم فهو لا يهدف إلى تقويم أداء المعلم، فالمتدربون جميعهم معلمون يسعون لتحسين العملية التربوية من خلال جمع المعلومات التي يحتاجها المعلم ليستفيد منها ودون أن تستخدم التغذية الراجعة اللفظية المحتوية على تقويم. أي أن المعلومات الخاصة بالمعلمين لا تستخدم في التقويم .
3. تمتاز العلاقة بين المعلمين بأنها علاقة زمالة مهنية و صحبة ورفقة وليست علاقة رسمية، حيث المشاركة في التدريب الزمالي تقلل من العزلة بين المعلمين وتبني الثقة بينهم؛ لأن التفاعل مع الآخرين يؤدي إلى تبادل الأفكار والتنفيس عن الإحباطات خلال المواقف الحرجة وبالتالي دعم القدرة على المحاولة والتجريب والتطوير.
4. زيادة الثقة بين الزملاء والاحترام المتبادل بحيث يؤدي ذلك إلى تغذية راجعة فاعلة بدون أن يكون الزميل في وضع دفاع عن نفسه .
5. المشاركة في هذا التدريب تطوعية وليست إلزامية، أي أن هذا التدريب يؤدي ثماره حين تتم موافقة جميع المشاركين طوعا على التعاون والمشاركة في وضع الأهداف وتطوير المواد اللازمة وجمع المعلومات .
بمعنى أن هذا التدريب يكون ناجحاً وفعالاً عندما يشعر المعلم بحاجته لهذا الأسلوب ورغبته في الانضمام إلى زميل أو فريق عمل يرتاح إليه ويثق به . ويتم ذلك من خلال نشر الوعي بهذا الأسلوب والتدريب على المهارات اللازمة لتطبيقه مثل مهارة تحليل التدريس وتقديم التغذية الراجعة.
6. تدريب الزملاء مبني على اهتمامات المعلم وأهدافه واحتياجاته المهنية ويشمل جميع نواحي العملية التعليمية سواء طرق التدريس أو أساليب التقويم واستراتيجياته أو إدارة الصف أو استخدام التقنيات.
7. سري وخاص : فما يدور من حوار ونقاش بين المعلمين يبقى خاصا وسريا، فقد يطلب المعلم من زميله أو فريق التدريب ملاحظة مدى فعاليته في تطبيق طريقة التعلم التعاوني أو إدارته للصف وتقديم الاقتراحات للتطوير معرفة رؤسائه عن نقاط ضعفه ربما وسلبياته. أي أن اللقاء القبلي والمشاهدة واللقاء البعدي تتم دون تدخل مباشر من قبل المشرف أو المدير .
8. تبادلي :حيث العلاقة بين المتدربين ليست هرمية، فمرة يكون الزميل مدرباً يساعد زميله على تحديد الصعوبات لديه ويشاهد أداءه ويقدم له التغذية الراجعة ومرة يكون متدربا يحتاج إلى زميله كمدرب له .
9. ملاحظة منظمة: فهو مبني على ملاحظة التدريس وتقديم التغذية الراجعة بعد الملاحظة، أي أنه مستمد من جوانب الإشراف العادي ويكون التركيز في الملاحظة على ما يناسب حاجات المعلم التي يحددها هو بمساعدة زميله .
قد يتوفر للمعلم استخدام بعض الوسائل مثل التسجيل الصوتي أو المرئي لما يدور في الصف، ولكن لا شك أن وجود زملاء آخرين معه يعطي نتائج أفضل، حيث يحدد المعلم الجوانب التي يريد ملاحظتها مثل أساليب التدريس، طرق التقويم، إدارة الصف، التفاعل الصفي، أو استخدام الوسائل والتقنيات التعليمية و يطلب من أحد الزملاء ملاحظته مما يعني توفر معلومات أكثر ووجهات نظر متعددة.

مصطفى عيسى البستنجي
الكلية العلمية الإسلامية

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF