سجل الباحث د. أحمد ملاعبة اكتشافا جديدا لاطول نفق مائي في الحضارات القديمة وذلك داخل الهضاب والجبال للقرى الواقعة بين الطرة وأم قيس.
ويمتد النفق داخل وخارج الأرض لأكثر من 100 كيلو متر وهناك قناة مائية سطحية كانت تجر المياه إلى مدخل النفق عند بلدة الطره. و يبلغ ارتفاع النفق أكثر من ثلاثة أمتار في معظم أجزائه و يتجاوز عرضه 2م.
يعتبر د. ملاعبة النفق أحد روائع الحضارات ومعجزة حقيقية تؤكد عبقرية وذكاء الإنسان القديم حيث انه استطاع أن يتابع اتجاه ظهور الينابيع في المناطق ما بين الطره والشجرة (ينابيع أم جرين والزيرقون) باتجاه منطقة سال والمغير (ينابيع راحوب الشهيرة) ثم باتجاه ينابيع القويلبه بالقرب من آثار القويلبه الشهيرة (ابيلا) فيها باتجاه ينابيع عين التراب في الوادي الفاصل بين بلدات سمر وكفر سوم وإبدر ثم باتجاه أودية ابدر ومنها إلى مدينة أم قيس.
وقد تم تسجيل تفرعات جانبية للنفق في العديد من المناطق على امتداد الأودية المار بها مثل متفرع وادي المعلقة في بلدة المغير ومتفرع عيون الماء في أودية حكما وعلعال ومرو وسمر وابدر ولقد عملت هذه التفرعات لتجميع المياه وتقوية الينابيع في هذه الأودية.
ويقول ملاعبة أن أجزاء لا بأس بها من النفق دمرت بفعل النشاط العمراني أو بسبب انشاء شبكات الطرق.
وبحسبه فان إنشاء النفق بدأ في القرن الثاني الميلادي واستمر العمل به لعشرات السنين وعلى فترات متعاقبة وقد استخدمت في انشائه طرائق هندسية بديعة وخصوصا لاغراض تحديد ميل ارضية النفق على طول امتداده.
ويبدو أن الهدف من إنشاء النفق ربط مدن الديكابولس المار بها النفق (أبيلا- أربيلا- جدارا) بقناة مائية ضمن مفهوم الأمن المائي ولذلك يمكن تسمية بنفق الديكابولس. وتيدو لغاية الان أن المحطة النهائية للنفق هي أم قيس.
ويوضح ملاعبة ان البحث ما زال مستمرا عن إمكانية اتجاه النفق بعد ام قيس باتجاه الغرب ولقد وجدت دلائل تشير الى ذلك. فيما استفادت من المياه أيضا القرى الزراعية التي كانت تعيش على امتداد النفق في العصر الروماني. ويلاحظ في العديد من المناطق وجود مستويين من الانفاق وخصوصا في المنطقة الممتدة بين وادي قرى سمر- ابدر وام قيس حيث ان النفق ينقسم الى نفقين النفق العلوي والنفق السفلي بابعاد تبدو متشابهه (الارتفاع والعرض) كما وجد داخل الأنفاق وجود ادراج كبيرة علوية ترتفع لمنافذ النفق على سطح الارض وتنتهي بغرف واسعة مما يعطي دليلاً على أنه قد كان يستخدم أيضاً لأغراض السكن.
ويصف ملاعبة النفق بأن أجزاء كثيرة منه ما زالت بحالة ممتازة ويلاحظ أن طبقات القصارة تم تبطين النفق بها لمنع تسريب المياه من الشقوق والكسور كما يلاحظ وجود حفر على جدران النفق وضعت وبشكل مهني وحرفي تتوزع وبشكل منتظم في كل متر لوضع قناديل الزيت ولتسهيل عملية الحفر داخل النفق، وفي بعض الأجزاء حصل تهدم واغلقت بفعل الركام وعامل الزمن أو الزلازل ويلاحظ أن التأثير ليس كبيرا ويمكن إعادة تأهيله.
ويؤكد د. ملاعبة أن الصخور التي حفر بها النفق هي من صخور الطباشير الجيرية أو الجيرية والصوانية التابعة لتكوين وادي الشلالة العائد للعصر الثلاثي وبعضها لتكوين أم رجام.
ويختم د. ملاعبة بقوله ان ما زال يدرس النفق لغايات التوثيق العلمي لاغراض البدء بتسويقه لأغراض السياحة البيئية وكذلك الاستفادة في كميات المياه الكبيرة التي تتجمع داخل النفق.
اكتشاف نفق ديكابولس بين الطرة وأم قيس
12:00 24-3-2008
آخر تعديل :
الاثنين