للإقلاع عن التدخين.. يجب استخدام بدائل النيكوتين قبل أسابيع من إلقاء علبة السجائر

ايمان شعبان خوري - التدخين من الاسباب الرئيسة للوفاة في العديد من الدول ، وهو المسبب الاول لقائمة طويلة من انواع السرطان وامراض القلب والرئة ، لذلك يجد العلماء انفسهم ملتزمين بايجاد طرق فعالة لمساعدة المدخنين على ترك التدخين وبالتالي تحسين نوعية حياتهم .
إن نسبة قليلة جداً من المدخنين الذين يحاولون ترك التدخين بدون علاج ينجحون في ذلك بعد مرور فترة طويلة على محاولاتهم المتكررة . والاغلب ان يعودوا الى التدخين بعد فترة من كل مرة يتوقفون فيها عنه ، لذلك يحتاج المدخن الى دعم كبير ليستطيع ترك هذه العادة السيئة .
كثير من المدخنين ممن يحاولون الإقلاع عن التدخين يقررون فجأة ترك هذه العادة ، فيرمون بعلبة السجائر بعيداً عن متناول أيديهم . إلا أن الكثيرين منهم يفشلون في ذلك ويعودون إلى التدخين في أقرب فرصة تسنح لهم .
فريق من الباحثين في جامعة اوكلاند وجامعة اوتاغو- نيوزلندا أجروا دراسة على 1100 مدخن تطوعوا لهذه الدراسة ، لإثبات نظريتهم التي تستند على ضرورة استخدام المدخن لبدائل النيكوتين وهو لا زال مدخناً لأن ذلك أفضل واكثر أماناً له فيما يتعلق بتسهيل عملية إقلاعه عن التدخين .
ويقول د. كريس بولن، الباحث الرئيس في هذه الدراسة :- إن المدخنين إعتادوا إلقاء علبة السجائر بعيداً عنهم فور أخذ القرار بالتوقف عن التدخين ، ثم اللجوء الى بدائل النيكوتين كالملصقات والعلكة التي تمد أجسامهم بالقدر المطلوب من مادة النيكوتين . وهذا هو السبب الرئيسي في فشل عدد كبير منهم في ترك هذه العادة السيئة . ويضيف : إن النتائج المبدئية لدراستنا تشير الى ضرورة الاعتياد على بدائل النيكوتين لأسابيع قليلة قبل الإقلاع ، لأن ذلك يساعد المدخنين في الإقلاع عن التدخين . وإذا تمكن الشخص المدخن من التعود على بدائل النيكوتين مدة اسبوعين على الاقل قبل الانقطاع ، فإن ذلك يضمن بقاءه منقطعاً عن التدخين لستة أشهر لاحقة . ويضيف د. بولن : لقد تأكدنا من صحة هذه النتائج بمتابعة حالات خاصة من المدخنين ممن يحاولون الإقلاع عن التدخين .
في الدراسة،قام الباحثون بتقسيم المتطوعين الى مجموعتين بحيث تمّ إعطاء المجموعة الاولى بدائل النيكوتين قبل اسبوعين على الاقل من محاولتهم الاقلاع عن التدخين . أما المجموعة الثانية فبدأوا بإستخدام البدائل مثل العلكة والملصقات في الوقت نفسه الذي توقفوا فيه عن التدخين . ثم قام الباحثون بدراسة استجابة المشاركين منذ الايام الاولى من التوقف عن التدخين، واستمر الباحثون في مراقبة المشاركين في الدراسة لستة اشهر .
ويقول الباحثون إن النتائج التي خرجت بها الدراسة قدمت معلومات مفيدة جداً عن مدى فائدة بدائل النيكوتين للمدخنين الذين يحاولون الاقلاع عن التدخين بدون فائدة، والذين يقدر عددهم بحوالي 430 ألف شخص في نيوزلندا لوحدها. كما دعمت النتائج النظرية التي تشير الى أن استخدام المدخن لبدائل النيكوتين قبل الاقلاع عن التدخين بفترة معينة ستساعده كثيراً في الحفاظ على جسمه خال من النيكوتين.
ويشار الى أن مادة النيكوتين هي من المواد التي يسهل على الشخص الادمان عليها، هذا بالاضافة الى معاناة المدخن من الضغط النفسي الذي يشكله قراره بالانقطاع عن السجائر ويصاحب ذلك عبء إختيار النوع الافضل من بدائل النيكوتين. فاذا عمل المدخن على استخدام بدائل النيكوتين وهو لا زال مدخناً فسيكون قراره بالتوقف عن التدخين سهلاً جداً.
هذا وتشير نظرية أخرى الى أن مصاحبة بدائل النيكوتين للسجائر ستعمل على اشباع حاجة مستقبلات النيكوتين في الدماغ وبالتالي سيبدأ الشخص في فقدان الرغبة بتدخين السجائر حتى قبل أن يأخذ القرار النهائي بالاقلاع عنه.
ويعلق الباحثون على ذلك بقولهم : إن هناك نظريات كثيرة لا زالت مجرد افكار، نأمل في التحقق منها ودراستها في القريب العاجل، والاهم لدينا الان هو التأكد من الفروق الواضحة التي اظهرتها نتائج دراستنا بين مجموعتي المدخنين اللتين تمّت دراستهما، حتى يمكن القول انه اصبح بإمكان المدخنين التقليل من معاناتهم ومحاولاتهم المتكررة للتوقف عن التدخين.