عمان في كل صباح .. كعك، بيض، زعتر .. وجبة الافطار الشهية

عمان في كل صباح .. كعك، بيض، زعتر .. وجبة الافطار الشهية

وليد سليمان -  منذ الصباح المنعش ينطلق باعة كعك السمسم في شوارع وأحياء عمان عارضين كعكهم الطازج والشهي في انتظار زبائنهم من العمال المجتهدين في سروة اللحاق باعمالهم ومصانعهم وورش اشغالهم المبكرة في اول النهار.. والكثير منهم لا يجد الوقت الكافي لالتهام ما اشتراه من كعك وبيض وجبنة وفلافل في الحال!! بل يضع ما اشتراه او احضره من البيت في كيس خاص ريثما يصل عمله ويحين موعد افطاره في الموقع.
وبمناسبة الحديث عن مهنة بيع الكعك فلا بد من الاشارة الى ان رئيس وزراء تركيا السيد (رجب طيب اوردغان) كان قد نشأ في أسرة فقيرة.. فكان وهو في المرحلة الثانوية يساعد اباه في اعالة اخوته حيث كان يبيع نوعا من الكعك معروفا لدى الاتراك باسم (السميط) فقد كان اوردغان يشتريه يابسا باردا بسعر زهيد ليعمل على تسخينه في البيت على البخار حتى يصير طريا مستساغا ثم يبيعه بسعر مناسب لينفق ما ربحه على اخوته.
البائع الشهير (ابراهيم ابو فرح) في شارع بسمان عند درج منكو قال: منذ عشرين عاما وانا ابيع الكعك في هذا المكان !! (حتى ورد اسمه في بعض قصص الكتاب الاردنيين) لذا يرجع بالذاكرة بعيدا ليؤكد ان باعة كعك اقدم منه كانوا يبيعون الكعك هنا في نفس هذا المكان منذ السبعينات والستينات لكنهم رحلوا الى العالم الاخر!! وعن اقدم باعة للكعك (المعلمين القدامى) في تلك المهنة في وسط قاع عمان يذكر منهم من كان مكانه مقابل البريد، وآخر عند درج تكسي النجاح.. وفي الماضي كان ثمن الكعكة الكبيرة بحدود 20 فلسا (قرشان) اما الان فقد ارتفع ثمنها مع ارتفاع غلاء المعيشة لتصل بحدود (20) قرشا!! أما عن المخابز المتخصصة بخبز وانتاج هذا النوع من كعك السمسم والبيض المشوي بالفرن فقد ذكر ان من اعرقهم واقدمهم: خبز ابو عصام في طلوع جبل الحسين، ومخبز صلاح الدين في العبدلي ومخبز ابو سنينة في شارع المصدار.
ابو فرح وربما يكون الوحيد الذي يبيع بجانب الكعك في وسك عمان ما يسمى ب(القراقيش) الحلوة والمالحة ذات الطعم والمذاق اللذيذ والتي تكسر بسهولة جراء أي حركة!! وعن الاكثر اقبالا لشراء الكعك!! في فترات الظهر والعصر فقط ذكر انهم النساء والاطفال!!! ويصدف احيانا ان تمر امرأة تمسك بيدها طفلها الصغير من جانب بسطة الكعك ليلتقط الطفل او يقضم بعضا من الكعك ببراءة!! وربما تتدارك الوضع بان تشتري الام لطفلها الكعك او تظل مستمرة في المشي وهي لا تعرف ما الذي جرى ربما!!! اما عن الكعك الذي يبقى آخر النهار ولا يباع فيقول البائع (ابراهيم ابو فرح) اننا نبيعه بخسارة أي بثمن زهيد جدا!!! واخيرا يذكر ان عملية البيع والاقبال على شراء الكعك قل اكثر من السابق بسبب ارتفاع ثمن الكعكة عما كانت عليه سابقا!! أما بائع الكعك الاخر (أحمد ابو داود) المتواجد عند المراكز الصحية فانه يؤكد ان الكعكة كانت قديما كبيرة ومشبعة للشخص، انما الان فقد تقلص حجمها وزاد ثمنها!!! وعن اشكال كعك السمسم يوضح لنا ان هناك: المدور، والحمام، و(البيجلة) أي المستديرة طوليا، وهناك ما يشبه رغيف الخبز (القرص الدائري).
وعن فترات بيع الكعك فقد اشار ابو داود الى ان بعض الافران المتخصصة بانتاج هذا الكعك الطازج تقوم بعمل وجبتين منها صباحية ومنها مسائية: فهناك بعض الباعة من يشتري الكعك من الفرن ليبيعه صباحا، وهناك من يشتريه من الفرن بعد الظهر ليبيعه مساء وبالذات الباعة المتجولين (الحميلة).
وعن حشوة الكعك التي يطلبها الزبون حسب مزاجه في الاكل فقد عدد منها مثلا: البيض الجبنة الصفراء السنيورة الفلافل البندورة الزعتر.
وافضل انواع الكعك بالسمسم الذي يباع فهو الكعك المخبوز باليد (العربي) على بلاط الفرن بواسطة (الزانة) أي رفش الخشب الذي توضع عليه عجينة الكعك لادخالها في بيت النار وليس الآلي الافرنجي بالصواني!!! هذا ويذكر ان بعض المقاصف المدرسية تتعامل مع بعض باعة الكعك او الافران الخاصة بالكعك لتجهيز مئات من حبات الكعك الطازج يوميا اثناء الدوام المدرسي وفي ساعة معينة لبيعها لطلاب وطالبات المدارس.
وعن بعض الازعاجات التي يتعرض لها بائع الكعك عموما فهي (عدم بيع الكعك جميعه عند آخر النهار مما يشكل نوعا من الخسارة او عدم الربح المتوقع!! ولي هذا يحدث يوميا!! ولكنه يحدث في بعض الاحيان!! وهناك ازعاجات وسلبيات يعانيها بعض باعة الكعك احيانا كأن يأتي زبون ويطلب كعكعة ما مع حشوها بالبيض او الجبنة ليكتشف ان ثمنها (كذا...) فيرفض شراءها!! وهنا يخسر البائع الكعكة مع الحشوة!! او يحاول بيعهها بثمن زهيد لمعارفه.
هذا ويمتاز بعض باعة الكعك المتجولين في شوارع واحياء عمان بعرباتهم وفرشهم بصوت جميل سامر يوقظ شهية بعض السامعين لشراء كعكهم الطازج ليهرعوا لشرائه والتلذذ اثناءؤ تناوله مع الشاي والزعتر... و.. و.. و.. بينما كلمات بائع الكعك ما زالت تردد في آذانهم كعكع كعك كعك محمص.