عمان - نشوى الخالدي - حددت وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأول من نيسان موعدا لاستلام عروض البناء من الشركات المتقدمة لعطاء انشاء محطة طاقة الرياح في الكمشة - جرش بعد الانتهاء من توزيع عطاء المشروع على تلك الشركات ، فيما يتم السير باجراء تعيين مستشار يتولى عملية تقييم تلك العروض.
وقال الناطق الاعلامي في وزارة الطاقة ماهر الشوابكة أنه تم تحديد الموعد النهائي لتسلم عروض البناء لمحطة توليد الكهرباء بطاقة الرياح في الأول من نيسان القادم على أن يتولى مستشار متخصص يتم حاليا المضي في اجراءات تعيينه بتقييم تلك العروض وجدواها الاقتصادية ومدى مطابقتها للأهداف والخطط الموضوعة في هذا المجال .
وأضاف أن الوزارة قامت بتزويد الشركات المؤهلة لتنفيذ مشروع الكمشة وثائق العطاء المتضمنة معلومات تفصيلية ودراسات شاملة لكل ما يتعلق ببناء محطة توليد الكهرباء بطاقة الرياح في منطقة الكمشة والتي ستكون بقدرة توليدية تبلغ من 30-40 ميجاواط وبكلفة تقدر من 45-60 مليون دولار وبنظام الـ BOO بناء - تملك - تشغيل ، ومن المتوقع البدء بتشغيل المشروع مطلع العام 2009 وفقا للتقديرات الأولية .
وفي السياق أكد رئيس المركز الوطني لبحوث الطاقة المهندس مالك الكباريتي على الجدوى الاقتصادية لمشاريع توليد الطاقة الكهربائية من الرياح في المملكة ، خاصة وأن هذا النوع من المشاريع التي بدأت ترى طريقها على أرض الواقع تتوافق وتوصيات اللجنة الملكية للطاقة المتضمنة تحقيق ما نسبته 600 ميجاواط من الطاقة المنتجة من الرياح في المملكة بحلول العام 2020 .
وأشار أن مركز بحوث الطاقة بدوره كان قد أثبت فعليا من خلال محطة حوفا العاملة بطاقة الرياح الواقعة في محافظة عجلون بقدرة توليدية تبلغ 2,1 ميجاواط على الجدوى الاقتصادية لهذا النوع من المشاريع وأن طاقة الرياح في المملكة طاقة واعدة ومجدية على كافة الأصعدة ، كما أنها تعتبر أحد البدائل المتاحة لتخفيف عبء الطاقة المستوردة واحلال الطاقة المنتجة محليا جزئيا بديلا عنها .
وأوضح أن من أهم ميزات الطاقة الجديدة والمتجددة ومنها طاقة الرياح أنها صديقة للبيئة ومتاحة في المملكة بعدة طرق ، كما أن اعتماد نظام ال )Boo( في تلك المشروعات من خلال تنفيذها من قبل مستثمرين بآلية بناء-تملك - تشغيل يساهم الى حد كبير بأن لا يترتب على المشاريع المقامة كلفة مادية اضافية .
وحول المناطق الواعدة بطاقة الرياح في المملكة بين أن هنالك العديد من المناطق التي تصلح لاقامة مشاريع توليد الكهرباء من طاقة الرياح ومنها منطقة الحوفا في عجلون والكمشة في جرش والفجيج والطفيلة والكرك ، وقد قام المركز بتسجيل القياسات اللازمة لهذا النوع من المشروعات التي أثبتت جدواها الاقتصادية بدرجة مبشرة .
مشاريع الرياح المدرجة
فـي خطط وزارة الطاقة
مشروع الفجيج /الشوبك/ فان الوزارة ماضية حاليا في اجراءات تعيين شركة استشارية لمشروع بناء المحطة التي ستكون استطاعتها التوليدية من 60-70 ميجاواط وبكلفة تبلغ من 90-100 مليون دولار وبنظام الـ BOO أيضا ، وسيتم طرح العطاء الخاص بمشروع الفجيج خلال شهر حزيران من العام 2008 ، اضافة للسير في اجراءات المشروع بحسب متطلبات البنك الدولي وذلك للحصول على منحة قيمتها 6 ملايين دولار تخصص للدراسات والاجراءات المتعلقة بتنفيذ المشروع .
مشروع وادي عربة تتم اجراءات القياس في المنطقة حاليا لتقييم موقع المشروع والتي بدات في أيلول الماضي وتستغرق حوالي 12 شهرا ، ومن المقدر أن تكون استطاعة محطة التوليد التي ستبنى في الموقع من 40-50 ميجاواط وبكلفة تتراوح من 60-75 مليون دولار بنظام الـ , BOO حيث أن العطاء الخاص بالمشروع من المتوقع طرحه من قبل الوزارة في نهاية العام القادم فيما سيبدأ تشغيل المشروع في العام 2010 حال نجاح برنامج القياس .
ويشار أن استراتيجية الوزارة ومن خلال مساهمة مشاريع الرياح التي سيتم تنفيذها من قبل القطاع الخاص وبنظام الـ BOO خلال السنوات القادمة للمساهمة في تحقيق الهدف المنشود من استغلال طاقة الرياح ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى للوصول الى نسبة حوالي 8% من مشاركة الطاقة المتجددة في توليد الطاقة الكهربائية .
كما وضعت وزارة الطاقة دراسات فنية وقانونية تهدف إلى إزالة العوائق والعقبات التي تعترض الاستثمار في مصادر طاقة الرياح وفي ضوء ذلك تم إعداد مسودة قانون للطاقة المتجددة من المنتظر أن يتم إقراره قريبا وفقا لتصريحات الوزارة السابقة ومن شأن القانون الجديد أن يحفز القطاع الخاص المحلي والأجنبي للاستثمار في هذه المصادر نتيجة للحوافز والإعفاءات التي ستقدم لهذه المشاريع، كذلك تم المباشرة بإعداد دراسات جدوى إقتصادية لاستغلال الطاقة المتجددة وخاصة في مجال استغلال الرياح لأغراض إنتاج الكهرباء .
نبذة تاريخية
يعتير توليد الكهرباء من طاقة الرياح تطبيقا جديدا لفكرة قديمة فاستخدام طاقة الرياح بدأ مع بدايات التاريخ حيث استخدمها الفراعنة في تسيير المراكب في نهر النيل كما استخدمها الصينيون عن طريق طواحين الهواء لضخ المياه الجوفية.
وبحسب المتتبعين لتاريخ الطاقة الواعدة فانه ومع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين كان هناك الملايين من توربينات الرياح منتشرة في معظم أنحاء العالم سواء لضخ المياه الجوفية أو لطحن الغلال أو لتوليد الكهرباء خاصة في المناطق الريفية لكن في الأربعينات من القرن الماضي أصبحت توربينات الرياح من الأساليب العتيقة وذلك نتيجة للانتشار الواسع للوقود الحفري (البترول) وإتاحته بتكلفة أقل من تكلفة تشغيل تلك التوربينات.
وكان هناك عودة لاستخدام طاقة الرياح في السبعينات عندما أدى نقص البترول في الدول الغربية إلى البحث عن طاقات بديلة ومنذ هذا الوقت والتقدم التكنولوجي مع دراسات تخفيض التكلفة تحاول مساعدة تلك الطاقة لتوسيع انتشارها كطاقة نظيفة ورخيصة، ومنذ ذلك الحين أخذت العديد من دول العالم تفطن لطاقة الرياح باعتبارها طاقة مستقبلية ميزتها أنها لا تنضب.
ايجابيات طاقة الرياح
دراسات وأبحاث كثيرة وضعت في مجال طاقة الرياح ولعل أهم ما أجمعت عليه تلك الدراسات أن طاقة الرياح هي أي تكنولوجيا استعمال الرياح لتوليد الكهرباء هي المورد الجديد والأكثر نمواً للكهرباء عالمياً اليوم ، وتتولد طاقة الرياح من خلال توربينات رياح من ثلاث شفرات ضخمة، تُركّب في أعلى أبراج عالية وتعمل كالمراوح المعكوسة وعوضاً عن استعمال الكهرباء لتوليد الرياح، تَستغل التوربينات الرياح لتوليد الكهرباء.
وأوردت الدراسات المختلفة أن طاقة الرياح تحافظ على البيئة إنّ خفض معدلات تغير المناخ الذي يتسبب بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون هو أهم ميزات توليد الطاقة بواسطة الرياح كما أنّه خالٍ من الملوّثات الأخرى المرتبطة بالوقود الأحفوري والمصانع النوويّة.
كما أنها توازن طاقة جيّد جداً انّ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بتصنيع وتركيب وعمل توربين الهواء مدّة المعدّل الوسطي لحياته وهو 20 سنة تسترجع بعد تشغيله من ثلاثة الى ستة اشهر-ما يعني عمليا أكثر من 19 سنة من انتاج الطاقة من دون تكلفة بيئيّة.
سرعة في الانتشار أيضا من مميزات طاقة الرياح ومن الممكن الانتهاء في غضون أسابيع من بناء مزرعة هواء مزودة برافعات كبيرة تعمل على تركيب أبراج التوربين، وحجيرات المحرّك والشفرات في أعلى قواعد من الاسمنت المسلّح. وتعد مصدر يعوّل عليه وقابل للتجديد بسبب تحرّك الريح التوربينات مجاناً ولا تتأثر بتقلّبات أسعار الوقود الأحفوري، كما لا تحتاج للتنقيب أو الحفر لاستخراجها أو لنقلها إلى محطّة توليد ومع ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري في العالم ترتفع قيمة طاقة الريح فيما تتراجع تكاليف توليدها.
كما أثبتت الدراسات أن 95% من الأراضي المستخدمة كحقول للرياح يمكن استخدامها في أغراض أخرى مثل الزراعة أو الرعي ويمكن وضع التوربينات فوق المباني دون مشكلات ، كما أظهرت دراسة حديثة أن كل بليون كيلو وات في الساعة من إنتاج طاقة الرياح السنوي يوفر من 440 إلى 460 فرصة عمل.
تطور وسائل خفض الكلف لمشاريع الرياح
تشير الدراسات وتجارب الدول في مشاريع طاقة الرياح والتي قطعت شوطا في خفض كلف الانتاج أن الكهرباء المنتجة بواسطة طاقة الرياح أنها لا زالت غير تنافسية بالكامل مع تلك المنتجة بواسطة الوقود الاحفوري ويعتقد الباحثون في هذا المجال ان هناك حاجة لتحسينات إضافية في التكنولوجيا لخفض كلفة كهرباء الرياح بحوالي 30% إضافية، لكي تصبح أكثر تنافسية مع تكنولوجيا توليد الكهرباء التي تستهلك الوقود التقليدي .