الحجر الأسود.. ما مثله حجر في الدنيا

وليد سليمان -  الكعبة هي بناء مكعب الشكل اقامه النبي ابراهيم مع ابنه النبي اسماعيل عليهما السلام في مكة المكرمة، وفي الركن الجنوبي الشرقي من بناء الكعبة يوجد الحجر الاسود الذي وضعه سيدنا ابراهيم بأمر من الله سبحانه وتعالى.
وجاء في كتب المراجع وعلى لسان سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه فلما هبط آدم عليه السلام هبط الحجر معه، فجعل موضعه الذي نرى من هذا الركن.. وكانت الملائكة تحج هذا البيت من قبل ان يخلق الله تعالى آدم عليه السلام، ثم حجه آدم ثم نوح من بعده.. ثم هُدم هذا البيت الكعبة ودُرست قواعده.. فاستودع الحجر في جبل ابي قبيس، فلما اعاد ابراهيم واسماعيل بناء الكعبة استخرجا هذا الحجر الحجر الاسود من الجبل بوحي من الله عز وجل وجعلاه بحيث هو اليوم في هذا الركن، وهو من حجارة الجنة.
اما المسافة والتي تقع ما بين الحجر الاسود وباب الكعبة فقد أُطلق عليها اسم الملتزم وهو المكان الذي يلتزم فيه الحاج للدعاء اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المكان الذي اقرَّ به سيدنا آدم عليه السلام بذنوبه.
وهناك من يقول لما طاف آدم بالبيت وانتهى الى الملتزم قال له جبريل عليه السلام: يا آدم أقر لربك بذنوبك في هذا المكان، قال: فوقف آدم عليه السلام فقال: يا رب ان لكل عامل اجرا وقد عملت فما اجري؟ فأوحى الله عز وجل اليه يا آدم قد غفرت ذنبك. فقال: يا رب ولولدي ولذريتي؟ فأوحى الله عز وجل اليه: يا آدم من جاء من ذريتك الى هذا المكان واقرَّ بذنوبه وتاب كما تبت انت ثم استغفر كما استغفرت انت غفرت له .
ويعتقد المسلمون ان هذا الحجر من احجار الجنة سقط من السماء وان لونه الاصلي كان ابيضا ولكن سوّدته خطايا العباد والمشركين.
ولكن هناك احاديث حسنة وصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم رواها ابن عباس عنه جاء فيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نزل الحجر الاسود من الجنة وهو اشد بياضا من اللبن فسوّدته خطايا بني آدم ، وحديث آخر عن الرسول والله ليبعثنه الحجر الاسود الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق ، فمن السنة تقبيل الحجر الاسود واستلامه في بدء الطواف حول الكعبة.
واخرج الأزرقي والجندي عن ابن عباس قال ان هذا الركن الاسود يمين الله في الارض يصافح به عباده وهذا الحجر الاسود او الياقوتة البيضاء من يواقيت الجنة رأسه الظاهر لونه اسود يميل الى الحمرة، ولكن الجزء المخفي في بناء الكعبة لونه ابيض.. وفي بقاء الحجر بلونه الاسود عبرة لمن له بصيرة.. فان الخطايا اذا أثرت في الحجر الصلد فتأثيرها في القلب أشد.
ويرتفع هذا الحجر الاسود عن ارض الطواف مترا ونصف المتر تقريبا، وهناك من يقول ان طوله قدر ذراع وعرضه ثلث ذراع، وهذا ما قيل عندما خلعه القرامطة في القرن 14 الهجري.
والحجر الاسود محاط باطار من الفضة الخالصة صونا له ويظهر مكان الحجر بيضويا.. وإن اول من طوق الحجر بالفضة هو عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، ثم تتابع الخلفاء والاثرياء من بعده على عمل الاطار من الذهب والفضة.
وجاء في كتب التاريخ: ان قريشا في الجاهلية هدموا البيت لتجديده.. فلما ارادوا بناءه حيل بينهم وبينه، وأُلقي في روعهم الرعب، حتى قال قائل منهم ليأتي كل رجل منكم بأطيب ماله، ولا تأتوا بمال اكتسبتموه من قطيعة رحم او حرام.. ففعلوا، فتم بناؤه حتى انتهوا الى موضع الحجر الاسود فتشاجروا فيه أيهم يضع الحجر الاسود في موضعه.. حتى كاد ان يكون بينهم شرا، فحكموا اول من يدخل باب المسجد الحرام.. فدخل الرسول صلى الله عليه وسلم وكان عمره (35) عاماً قبل نبوته.. فلما أتاهم امر بثوب فبسطه ثم وضع الحجر وسطه ثم اخذت القبائل بجوانب الثوب فرفعوه ثم تناوله الرسول محمد فوضعه في موضعه.. فخصّهُ الله به.
وهكذا ففي هذا البيت بيت الله الحرام الكعبة حجر ما مثله حجر في الدنيا انه الحجر الاسود والذي يُسمى بيمين الله المنور بلاده يصافح الله بها عباده.