عواصم / وكالات - اكدت السعودية امس دعمها لعملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين التي اطلقت في الولايات المتحدة، لكنها لم تستجب لعرض اسرائيلي للتطبيع مع العرب. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت دعا الدول العربية في خطاب في افتتاح الاجتماع الدولي في انابوليس قرب واشنطن، الى تطبيع علاقاتها مع اسرائيل والا تبقى بعيدة عن عملية السلام. الا ان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل استبعد اي تقارب في مستقبل قريب بين السعودية واسرائيل .
وبدون ان يشير مباشرة الى خطاب اولمرت، جدد الامير سعود الفيصل الذي توجه الى انابوليس بعد ضغوط اميركية كبيرة، التأكيد ان تطبيعا عربيا مع اسرائيل لا يمكن ان يتم قبل انسحاب اسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة. وذكر بان مبادرة السلام العربية التي وضعت السعودية اسسها وتم تفعيلها في آذار الماضي تنص على تطبيع العلاقات مع اسرائيل ولكن بعد انسحابها من الاراضي المحتلة.
وقال الوزير السعودي في مبادرة السلام العربية، تعهدت كل الدول العربية بتحقيق السلام والامن والاعتراف والتطبيع بين كل دول المنطقة بما فيها اسرائيل . وعدد سلسلة من الاجراءات التي يجب على اسرائيل اتخاذها لاعطاء فرصة للمفاوضات مع الفلسطينيين بعد انابوليس.
وقال الامير سعود الفيصل انه من الاساسي ان تطبق اسرائيل اجراءات مثل تجميد كل النشاطات الاستيطانية وتفكيك المواقع المتقدمة (المستوطنات العشوائية) والافراج عن الاسرى ووقف بناء الجدار العازل ورفع الحواجز في الاراضي الفلسطينية المحتلة ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني . واضاف ان هذه الاجراءات يجب ان تطبق بجدية من اجل نجاح مفاوضات الوضع النهائي.
وقال الامير سعود الفيصل حان الوقت لكي تضع اسرائيل ثقتها في السلام بعدما راهنت على الحرب لعقود من دون نجاح ، مؤكدا انه يجب على اسرائيل والعالم ان يدركا ان السلام والاحتفاظ باراض عربية محتلة امران متعارضان ومن المستحيل التوفيق بينهما ولا يمكن ان يتحققا . من جهته، اكد السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير ان التطبيع يأتي بعد السلام .
من جانب اخر دعت سوريا الى استئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل المعلقة منذ العام 2000. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في كلمة امام المؤتمر ان مشاركة سوريا في الاجتماع خطوة اضافية من جانبها للمساهمة في صنع سلام عادل وشامل في منطقتنا المضطربة .
واضاف ليس جديدا ان نقول ان سوريا قامت بدور حاسم في اطلاق عملية السلام التي بدأت في مدريد عام 1991 .
وتابع المقداد رغم كل الصعوبات وما يثار من آراء مختلفة حول انعقاد هذا المؤتمر، فان سوريا يحدوها الامل بان يشكل اجتماعنا نقطة انطلاق لعملية سلام عادل وشامل على كافة المسارات التي اطلقها مؤتمر مدريد للسلام . وذكر الممثل السوري بان دمشق اجرت مفاوضات مع خمس حكومات اسرائيلية متعاقبة من دون جدوى، مؤكدة ان هذه المحادثات توقفت بقرار اسرائيلي في العام 2000 . وجدد دعم سوريا لمبادرة السلام العربية التي قررت الجامعة العربية تفعيلها في آذار الماضي، مذكرا بانها تنص على تطبيع كامل للعلاقات بين الدول العربية واسرائيل في مقابل انسحاب كامل من الاراضي المحتلة في 1967 بما فيها بطبيعة الحال الجولان.