خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ماعين.. ينابيع (كاليرهو) القديمة (2-3)

ماعين.. ينابيع (كاليرهو) القديمة (2-3)

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

السكينة، وراحة البال، والهدوء الداخلي، كلها مشاعر تضفي بظلالها على القادم إلى ماعين، ما إن تستقبله الغزلان التي جسدتها يد فنان لتصبح نصبا عند مدخل القرية.
عند هذا المكان يكون التأمل أكثر عمقا في تفاصيل النسيج الحياتي للناس، والبنى الاجتماعية في ماعين..
وهنا يكون السؤال أكثر إلحاحا حول هذا المكان التاريخي، القديم، وكيف تمت عمارته حديثا، فتشكلت فيه عبقرية الفسيفساء البشرية، في تمازج تلقائي، وفق عقد اجتماعي آلف بين مختلف الأطياف في ماعين.
لكن مهما يحاول الذي يتجشم عناء الاجتهاد في تتبع خرائط البنى الاجتماعية في القرية، فإنه لن يستطيع رصدا لكل تفاصيلها، غير أنه يمكنه أن يرسم محددات عامة، عند تتبع خيوط يبدأها بسيرة نموذج عشائر ''العوازم''، في البدء، وكيفية استقرارهم الأول في ماعين، ومن ثم سيتشعب به البحث ليسرد سيرة عشيرة الحدادين وعلاقتهم بالمكان، ومعهم لا بد وأن يعرّج على تداعيات الصلة بين عشيرة الهلسا وصلتها بماعين.
أما بقية العائلات، فلهم حضور أيضا، ولكن الدخول في تداعيات حضورهم، واستقرارهم سيحتاج من الباحث العودة إلى ذاكرة ما قبل القدوم إلى ماعين، الى حكاياتهم في قراهم وحواضرهم الأولى، وإلى ما قبل ذلك التاريخ، في تتبع لتلك السير، ومن ثمة يكون الوصول إلى المنتهى، حيث استقرارهم في ماعين، وكيفية دخولهم في قسمة الأرض التي لها قصة في القرية، وكل هذا يحتاج إلى كتابة أخرى لتغطية تلك الجوانب من تاريخ هذه العائلات جميعها، كما أن بانوراما النسيج الاجتماعي لا يمكن الإلمام به كاملا، وستبقى هناك تفاصيل أخرى بحاجة إلى كتابات، مرورا بالعمرو، والبحارات، والحزاومه، والخطبا، والشنانير، والجهالين، وغيرهم من العائلات التي تشكل مجمل البنية الاجتماعية لماعين الإنسان والمكان.

الحواسي

إن أقدم تعداد سكاني لماعين يمكن رصده أيام الدولة في سالنامة ولاية سوريا لسنة 1288 هـ / 1871م، حيث يرد فيها أنه توجد في ماعين 30 خيمة.
وبالدخول الى تفصيلات العائلات في ماعين، وعند البدء بتتبع سيرة العوازم يلاحظ أنه قد تم ذكر هذه العشيرة في عام 1905م عند أنطون جوسان في كتابه ''العادات العربية في بلاد مؤاب''، مشيرا الى أن العوازم بلغوا في ماعين 70 خانة(عائلة).
كما أنه عند تصفح كتاب ''تاريخ شرقي الأردن وقبائلها الذي كتبه الكولونيل فريدريك بيك في بداية الثلاثينات من القرن الماضي، يلاحظ أنه كتب فقرة قصيرة حول عشيرة العوازم، ونصها على النحو التالي: '' يقال أنهم بطن من عرب الهنادي الذين قدموا من الديار المصرية ونزلوا بجوار سمخ، ومنازل العوازم حول ماعين، ويبلغ عددهم 200 نسمة تقريبا''.
أما الباحث محمد نويران ابنية القعايدة، فقد أورد تفصيلات عشائر العوازم في رسالته الماجستير التي عنوانها (مأدبا وجوارها 1311- 1366 ه/1393-1946م)، وفيها يذكر أن '' العوازم: يسكنون قرية ماعين غرب مأدبا، وهم ثلاثة فروع: الونديين وهم ( أبو وندي، والنجادا عائلة خلف، والعرامين). والسنيان وهم (الموازرة، والجفيرات، والمداينة، والحلاقين، والزغيلات، والحليات). والحميميات وهم ( القطيش، ونصف النجادا، والسليم).. وإن شيخهم علي أبو وندي''.
ولكن هذه الإشارات القصيرة لا تعطي كثيرا من التاريخ، ولا تفي حق الحراك الاجتماعي للعوازم في ماعين، ولذا فإن جزءا من التفاصيل القديمة للمكان، وللعوازم، ندونها كمروية ننقلها عن شهاب مضفي أبو وندي '' أبو غازي''، أحد وجهاء ماعين، ليضيف بحديثه الذي حفظه عن سلفه، أبا عن جد، ملامح لا بد منها لكي تكتمل الصورة حول هذه القرية، وأهلها، وهو ببوحه عن ذاكرة ماعين القديمة، يُفَصّل ما تيسر من نسيج ماضي القرية من خلال سرده لسيرة عشيرة أبو وندي من العوازم، حيث يعود بتاريخ العائلة إلى أكثر من 350 سنة، قائلا أنهم أتوا من منطقة في شرق السعودية، واسمهم كان الحواسي '' وطلعوا من هناك قبل حوالي 800 سنة تقريبا، طلعوا لمنطقة ارمنت في محافظة قنا في جنوب مصر، وكانوا معروفين بشجاعتهم وفروسيتهم، ومن شان هيك كان اسمهم أولي العزم، ولما صارت الثورة على المعز لدين الله الفاطمي في مناطق ليبيا وتونس استعان بيهم المعز، فساعدوه في اخماد الثورتين، وأعطاهم بعد الانتصار مكافأة لهم محافظة المينيا.. وكان من أسماء عشائرهم الهناده، أو أبو هندي، والبلتاجي، وأبو قفه، هذه الأسماء من 400 سنة، هذا لما جدنا وأخو إله اجو لهذه المنطقة بعد ما اندموا، وطلعوا من مصر، فراحوا لنابلس، ولقوا فيها الشيخ الحماسي في شرق نابلس، وهذا الشيخ كان يشَتّي بالغور، ويصيّف بنابلس، فلما وصلوا نابلس، احنا جدنا بقي في نابلس عند الحماسي، أما أخوه فرحل واستقر في خربة الوهادنة، وهو جد الهنداوي في الوهادنه.
المهم بهالسولافه إنه الحماسي اللي ظل عنده جدنا ما كان يجيب اولاد، وكان عنده بنات ثنتين، وصار جدنا يشتغل عند الشيخ، وكان بهذاك الزمان معروف إنه ابناء الذوات، والعائلات الغنية يلبسوا عقود تحت الملابس، وكان جدي لابس عقد، ويوم من الأيام قال الحماسي لجدي روح وشوف الخيل، فلما خرج جدي إلها، وأعجبته الشمس، نام على ظهره، وتأخر، ولما لحقه الحماسي، ولقيه نايم، شاف الحماسي العقد، وعرف انه من عيله محترمة، وسأله عن قصته، وحكاها جدي للحماسي.
وبعد هيك، ومع مرور الوقت، جوز الحماسي لجدي واحده من بناته، ولما مات الحماسي، صار جدي شيخ مكانه، واجاه بعدين جماعته من الحواسي، واستقروا هناك، وصار لقبهم ''أولي العزم''، وغلب عليه لقب الحواسي.
مرّت شهور، وأيام، وصارت حادثة لأولي العزم، حيث انه في عيله من الحواسي اللي كانوا مع جدنا في نابلس اندموا، فجلوا من هناك، واجت هذيك العيلة لماعين، وسكنوا في منطقة العباسي جنوب ماعين، وصاروا يردوا على زرقاء ماعين، وفي هذاك الوقت كان يسكن ماعين عربان، فاجوا خياله اثنين من هظول العربان اللي كانوا ساكنين هناك، وحوّلوا ظيوف عندهم، واسقوا خيلهم، لكن ما ظل ميه فقالوا للبنات انهن يردن عنبع الميه، ولما شافوهن هظول الظيوف عجبنهم، وطلعوا ولحقوهن، وعلى عين الميه اعترضوهن، ورجعن وخبرن أهلهن، وقالوا إن اللي تعرظولهن هم الظيوف اللي حوّلوا عندهم''.

الثأر

يكمل أبو غازي قصة الاستقرار، ساردا التفاصيل، بعد تلك الحادثة التي تركت أثرا في نفوس الرجال في تلك الفترة، وضاقت بهم الأرض، وهم يبحثون عن حل يشفي غليلهم من الغادرين،وفي النهاية، يقول أبو غازي أنه '' واحد من ''أولي العزم'' كتب لجدهم في نابلس عن هذي الفعلة، ولما وصلت الرسالة، جمع كل الناس اللي يتبعوه، ودعاهم عالغدا، وطلب انهم بعد ما يتغدوا ينتظروا عنده، وقرأ الهم الرسالة، وقال انه اللي انذبح حفر ودفن عليه، حتى نصلح مع قرايبنا ونساعدهم ببلوتهم، واحنا نرحل من هان لماعين، رحيل بنزيل عليهم هناك، ونحتل ماعين، فتحركوا، وقطعوا من مخاضة دير حجله النهر، والميه هناك قربت توقف من كثر الناس، ومن الخيل اللي شربت من النهر، ووصلوا غرب ماعين، وراح جدنا ومعه (5) خيالة وحوّلوا على العرب اللي بالعباسية، وقاللهم عليكم الصلح، وورونا المنطقة.
وبعد ما عرف طبيعة المنطقة رجع، ولما تشاور مع ربعه قرروا انهم يتعرضوا لبنات العربان، مثل ما عملوا الظيوف مع بنات ''أولي العزم''، واتقسموا أربع أقسام، واحد جنوب سيل زرقا ماعين في منطقة الرقدة، والقسم الثاني على راس عين زرقا ماعين، والثالث في منطقة الشريق شرق الحجر المنصوب، والرابع في المريغات، وفعلا نفذوا الخطة، وثأروا من هظول العربان، وبعدين عجبتهم المنطقة، وسكنوا هان، وصار اسم أولي العزم هو العوازم اللي يضم عشاير أبو هندي، وهي اللي صار اسمهم أبو وندي، وأبو هلهول، وأبو العدوس، وغيرهم، لكن مع الأمراض والحروب انتهت بعض هذه العشائر.

(فرقتا مساحة)

يتابع شهاب أبو وندي حديثه بعد الاستقرار قائلا بأن '' العشائر الأولى ما بقي منها إلا أبو المشمش (المشامشه)، والحلاقي، وأبو وندي، وعلي أبو وندي هو جد أبوي، وهذا هو الجد الخامس النا هان، وهذا صار بحاجة لناس معه، وصار يجمع العشاير، واللي يجي يعطيه أرض ويسكنه، فجمع حوالي 19 عائلة''.
كان هناك آخرون في المنطقة يطمعون في أراضي أبو وندي، وكان مقدار مساحتها حوالي 186 ألف دونماً، وصاروا يحاولوا أن يجتزئوا منها، ولهذا فقد قام علي أبو وندي بإجراء لصد هذا الاستهداف، ويقول أبو غازي عن هذه القصة بأن '' علي أبو وندي استعان بسطام الفايز، وراح معه للشام، وطلب من الوالي هناك فرق مساحة لمسحها في ماعين باسم علي أبو وندي، وبالفعل أرسل الوالي فرقتين مساحة، قاموا بمسح الأراضي باسم علي أبو وندي، وقعدوا سنتين بهذه العملية، وسجلوا باسم علي 186 ألف دونما، وكان هناك وعد من قبل علي أبو وندي لسطام الفايز انه يعطيه الربع، لكن الشيخ سطام تنازل عنها، وأعطاها لعلي أبو وندي.
وبعد ما تم مسح الأراضي وتسجيلها، بدأ علي أبو وندي بدفع الضريبة للأتراك، وجاء بالهلسا من الكرك، وسكنهم عنده في ماعين، علشان يعمروا ماعين على الثلث من الإنتاج، وأسكن من الغور عائلات في السويمة يزرعوا ويفلحوا هناك.
الهلسا قعدوا ثلاث سنوات في ماعين، وجابوا خشب من حمرة ماعين، وعمروا، وبنوا، لكن علي أبو وندي اختلف معهم في السنة الثالثة، وطلب منهم أن يرجعوا للكرك، وفعلا رجعوا، ما عدا موسى الحدادين، وهذا كان انسيب للهلسا، وهو الوحيد اللي جاي معهم، وكان صاحب لعلي أبو وندي، وكان رجل كريم وطيب، فظل عن أبو وندي.
وبعد هيك راحوا الهلسا واشتكوا على أبو وندي، بدعوى انهم دفعوا له عن ثلاث سنوات، واستمرت الدعوة شهرين، وبعدين حكموه، لكن اتكفله محمد المجالي( أبو رفيفان ودليوان المجالي)، واجا هان، وبعدين راح للضفة وباع اطنعش حصة، من أربعه وعشرين حصة من منطقة التيم حتى يدفع أموال الهلسا، وهذي الأرض باعها على عيله من الحسينية، ورد باع عليهم ست حصص، يعني باع حوالي عشرين ألف دونم، ورجع مصاري الهلسا، وبعدين وزع الحصص الباقية عالحمايل اللي معه، وكل واحد ياخذ حصة يدفع له سنوي علشان تركيا''.
لكن التقسيم للأرض بعد مساحتها، توزعت على عائلات كثيرة، وبحصص مختلفة، حيث توزعت على الونديين، والعرامين، والحميمات، والقطيش، والسّليم، والسنيان، والمداينة، والجفيلات، والموازرة، والسَليم، والنوابلة، والمشامشة، والزغيلات، والحلاقيين، والوراورة، وغيرهم.
وبالنسبة للحدادين، والذين سنورد سيرتهم بالرجوع الى مصادرهم، وكبارهم، يعرج عليهم أبو غازي في نهاية حديثة قائلا بأنه '' في عام 1894م، صار مشكله في قرية الحمود في الكرك، مع مرزوق عبد الله الحدادين، وجلوا من هناك، اللي جلوا خمسة مرزوق عند أبو وندي، وعند موسى حدادين، فإجوا الحدادين، وسكنوا، وصاروا يشتروا بماعين، وما كان بوقتها يمشي بيع إلا بختم علي وابنه أبو ستة''.

دعوة للمشاركة

هذه الصفحة تؤسس لكتابة متكاملة حول القرى الأردنية، وتطمح لتأسيس موسوعة جادة شاملة. ولن يتأتى هذا بجهد من طرف واحد، فما يكتب قد يحتاج إلى معلومات للإكتمال، أو قصص أخرى لم يلتقطها الكاتب في زيارة واحدة، وهي مفتوحة للإضافة والتعديل قبل أن ترتسم بشكلها النهائي لتكون وثيقة لكل قرية، والأمل بأن تأتي أية إضافات أو تصويبات أو معلومات أخرى من أهل القرى والمهتمين مع اقتراحاتهم، وعلى هذا العنوان:

بوح القرى
ص. ب - 6710
عمان -11118
فاكس- 5600814
بريد الكتروني [email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF