د. سميح خوري - بحكم التكوين التشريحي والبيولوجي للمرأة يتعرض جهازها التناسلي في كثير من الحالات الى الالتهاب بسبب الحمل والولادة والاسقاطات والنزف والدورة الشهرية والعلاقات الجنسية غير المشروعة وغير النظيفة التي تجلب معها العدوى الجنسية.
يكون للمهبل في الحالات الطبيعية درجة مناعة عالية او قدرة غير عادية على مقاومة الالتهابات. والسر في ذلك يكمن في حموضة المهبل التي هي في الواقع نتيجة فعل بكتيريا خاصة موجودة في المهبل تسمى بكتيريا
- دودرلين
- التي تعمل على تحويل الجليكوجين (النشا الحيواني) الموجود في خلايا المهبل الذي يعطي المهبل درجة الحموضة المطلوبة والتي تعمل عمل المناعة ضد الالتهاب.
قد تختل البيئة المهبلية الحامضية جراء كثرة استعمال الدوشات المهبلية بقصد النظافة مما يؤدي الى قتل البكتيريا الصانعة لحمض اللبن الذي يشكل الحارس والمانع لدخول الجراثيم، وعلاوة على الدوشات، هناك الافراط في تناول المضادات الحيوية كالبنسلين ومشتقاته.
مع الأسف هناك كثير من النساء، لا يعرفن ان وجود افرازات مهبلية خفيفة شفافة كزلال البيض امر عادي وصحي، حيث هي ضرورية للزوجة ولصحة المهبل، ومصدر هذه الافرازات الطبيعية المخاطية الشفافية آت من غدد عنق الرحم وجدار المهبل والشفرين. فتزيد قبل حدوث الحيض وعند قرب ميعاد التبويض واثناء الاثارة الجنسية وتقل في سن الاياس.
هناك افرازات غير طبيعية في كميتها ولونها ورائحتها، تدل على مرض ما قد اصاب المهبل، هي:.
1-الفطريات: ان سيلان مرض الفطر يظهر وكأنه محبحب ومتجمع بقعاً بقعاً ويتميز بلزوجته وبياضه او ميله الى الصفار، واذا لم يعالج الفطر تحولت الافرازات السميكة الى سائل ابيض غزير يشبه الحليب، وهذا الالتهاب يسبب حكة شديدة في الشفرين واحمرار جدار المهبل. تصاب الحوامل بحوالي 50% بهذا الالتهاب واللواتي يتناولن حبوب منع الحمل بنسبة 15%. يعالج الالتهاب موضعياً بتحاميل مهبلية وكريم مضاد للفطر، ومن المهم ان يعالج الزوج ايضاً.
2-التهاب المهبل بالدويبات المشعرة: هذا الالتهاب ينتقل الى المرأة بالاتصال الجنسي او بواسطة الجلوس على المرحاض المستعمل من قبل كثير من الناس.
وجرثومة هذا الالتهاب قد تنتقل الى عنق الرحم والاحليل والمثانة البولية. إن التهاب المهبل بالدويبات المشعرة يتراوح بين 5-90% من مجموع حالات التهابات المهبل. تتراوح الاصابة في الزوجين بين 25-100% وفي الحالات الحادة تتجلى الاعراض بحكة مع الشعور بالحرقة في الفرج وفي المهبل، تترافق بافرازات مهبلية غزيرة سائلة بيضاء صفراوية، تتضمن فقاقيع هوائية وذات رائحة كريهة. وقد تشكو المريضة احيانا من حرقة اثناء التبول. يعالج هذا الالتهاب بشكل موضعي على شكل تحاميل مهبلية وحبوب تتناولها المريضة عن طريق الفم وتمنع العلاقة الزوجية لحينما تشفى الزوجة.
لا يتوقف العلاج على الزوجة فقط، بل من الضروري ان يعالج الزوج ايضا.
3- الالتهاب المهبلي البكتيري: يتسبب هذا الالتهاب عن ميكروب يسمى الهيموفيلوس المهبلي. ومن أعراضه السريرية خروج سائل غزير باهت رمادي اللون.
4- مرض السيلان (التعقيبة) تشكو المرأة من سيلان غزير ذي رائحة كريهة يميل الى اللون الاصفر القاتم وحتى الاخضرار.
ووتشخيص السيلان لدى المرأة دون اللجوء الى الفحص المخبري بالغ الصعوبة. والسبب في ذلك يعود لعدم انتباه المرأة لاصابتها به، اذ انها تشعر بحرقة بسيطة عند التبول او بافرازات مخاطية خفيفة بعكس الرجل الذي يشعر بعد يومين او خمسة ايام من اصابته به بحرقة بالغة عند التبول وبظهور القيح في مجرى البول.
5- الالتهاب المهبلي الشيخوخي: يعتبر هذا الالتهاب بمثابة عدوى بكتيرية ثانوية تتسبب فيها ضمور الظهار المهبلي وفقدانه الشديد لمادة الجليكوجين ويكون السيلان الخارج من المهبل في كثير من الحالات قيحيا. وعلاجه يكون موضعيا بكريم الاستروجين ومضاد حيوي.
6- التهاب قناة عنق الرحم: يكون سيلان التهاب عنق الرحم عادة سيلان ابيض قويا، وغزيرا وممزوجا بخيوط صديدية واحيانا نلاحظه عبارة عن سائل قيحي بالكامل. يعالج تقرح عنق الرحم بالكي الكهربائي او بالتبريد مضافا الى ذلك المضاد الحيوي المناسب.
هناك التهابات تحدث لملحقات الرحم نتيجة وجود اللولب في تجويف الرحم او عقب الاسقاطات او العمليات الجراحية غير المعقمة.
بعض النساء المصابات بالالتهابات يلجأن الى الادوية دون استشارة الطبيب. وهذا العمل لا يجدي نفعا، والبعض منهن يستعملن تحاميل على مشورة جارتهن وما شابه ذلك، لان الجارة شفيت من سيلانها سريعا. صراحة لا يمكن وصف الدواء بشكل عشوائي.
فلكل مرض علاجه الخاص به.
وللوقاية من الالتهابات يراعى ما يأتي:
1- عدم الاكثار من الدوشات المهبلية غير الضرورية.
2- الاعتناء بنظافة الاعضاء التناسلية الداخلية.
3- عدم لباس السراويل غير القطنية.
4- عدم تناول المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب.
5- استعمال الفوط المناسبة والصحية اثناء الطمث.
مستشار الامراض النسائية والتوليد وجراحتها