خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الاشارة : لغة الصمت المسموع

الاشارة : لغة الصمت المسموع

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

ماجد ساجع  - يستذكر المهندس محمود رشدي احمد وهو والد شقيقين أصمين المعاناة التي كان يجدها بسبب عدم قدرته على ايصال المعلومة لابنيه وبالمقابل عدم قدرتهما على استقبال او ارسال نفس المعلومة.
ويشرح ان المعاناة شمولية لفئة الصم والبكم ولذويهم حيث لا وسيلة للتفاهم قبل ظهور لغة التخاطب بالاشارة التي اخرجت الصم من عزلة الصمت الى صخب الحياة لتمنحهم فرصة التفاعل مع الاحداث واللافت في تجربة رشدي انه بات يدعو الى تعميم هذه اللغة على الصعيد الاجتماعي لان فئة الصم تضم حالات مبدعة بات لزاما علينا على الصعيد الاجتماعي ان نلتفت لها باعتبار ان وسيلة التخاطب تقف حجر عثرة احيانا في عملية دمجهم في المجتمع المحيط .
ورشدي تمكن ابناه من اتمام دراستهما الجامعية ليحصلا على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة وباتت لديهما قدرة ومهارة عالية في مجالات انتاج اعمال فنية متنوعة .
وبحسب اختصاصي الانف والاذن والحنجرة الدكتور شفيق المنسي فلغة التخاطب تمنح فئة الصم والبكم فرصة التواصل مع الاحداث كونها صوت الصم المرئي وان التواصل اليدوي ما بين الاصم والمجتمع هو مزيج من لغة الاشارة وأبجدية الاصابع التي هي حركات تعبر عن الحروف الهجائية يلجأ اليها الاصم (لقول) الاسماء او الكلمات غير المعبر عنها بحركة في سياق لغة الاشارة .
ويضيف ان الاشارة تعزز قدرة الصم على ايصال مختلف تفاصيل الحياة فضلاً عن امكانية التعبير عن المشاعر والعواطف الا ان شروط نجاحها تتوقف على سلامة يدي الاصم من نواحي الاعاقات الحركية .
ولا يخفي الاصم هاني محمود والذي سعادته بالقدرة على التخاطب بلغة الاشارة فهي فتحت له ابواب اخرى كتعلم القراءة والكتابة ويطالب بتعميمها في مختلف الدوائر والمؤسسات الرسمية لدورها في تحقيق امكانية افضل لتعامل الاصم مع هذه المؤسسات . وفي معرض اجابته على استفسارات ملحق ابواب يجيب كتابة انه تمكن من الحصول على شهادة الجامعة الأولى الا ان وجود مجموعات تتقن لغة الاشارة اسهمت الى حد كبير في توفير المناخ الملائم لحياته الجامعية والتعاطي مع مرافقها كافة .
ويؤكد إن عدم وجود أشخاص على معرفة بلغة الإشارة في الدوائر الرسمية والخاصة يقف حجر عثرة أمام فئة الصم والبكم ويمنع تواصلهم مع هذه الدوائر وبالتالي صعوبة إنجازهم لمعاملاتهم . وأكد على الحاجة إلى توفير صفوف تكميلية للمرحلة الأساسية لهذه الفئة في المدارس العادية .
ويتفق عضو إدارة جمعية الطفل المعاق محمد حسين بطاينة حول ضرورة وجود أشخاص قادرين على التعامل مع فئة الصم والبكم في مختلف المؤسسات والحال يندرج على اسر هذه الشريحة. ويقول إن لغة الإشارة لها أهميتها في عالم الصم كونها إحدى طرق الاتصال بين الأمم وبين أفراد المجتمع . ودعا إلى أن تكون لغة الإشارة مادة مقررة وان تكون ضمن البرامج والمناهج التي تحويها مناهج إعداد معلم التربية الخاصة للصم وتعميم لغة الإشارة في مختلف تلفزيونات البلاد العربية خلال نشرات الأخبار .
ويؤكد المترجم المعتمد للغة التخاطب بالاشارة في اربد عزمي ارشيدات انه بالرغم من عدم عالمية هذه اللغة الا انه تم مؤخراً تحقيق مكسب كبير لهذه الفئة من خلال اعتماد لغة التخاطب بالاشارة على المستوى العربي بصورة رسمية.
فللغة التخاطب بالاشارة دور هام في عملية الدمج التربوي والاجتماعي والاقتصادي من خلال انها تحقق التواصل بين الناس وتبادل المعرفة والمشاعر وارساء دعائم التفاهم والحياة المشتركة والتعبير عن حاجات الفرد المختلفة والنمو الذهني المرتبط بالنمو اللغوي وتعلم اللغة الشفوية او الاشارية مما يولد لدى الفرد المفاهيم والصور الذهنية وارتباط اللغة باطر حضارية مرجعية تضرب عمقاً في التاريخ والمجتمع اضافة الى الوظيفة النفسية كون اللغة تنفث عن الانسان وتخفف من حدة الضغوطات الداخلية التي تكبله ويبدو ذلك في مواقف الانفعال والتأثر.
وتشكل قضية تطوير وسائل تعبير للاصم قضية هامة لتذلل صعوبات التعبير عن ذاته وحاجاته وميوله والخروج بالتالي من عزلة مفروضة الى حالة انفتاحية على الناس والمحيط تسهم في احداث توازن وتكيف وتنمية لقدرات كامنة وبالتالي الاسهام في الحياة الاجتماعية ككل . ووفق ارشيدات ان هنالك مجموعة من طرق الاتصال لهذه الفئة تشمل الاسلوب الشفوي وهو تعليم الصم وتدريبهم دون استخدام لغة الاشارة او التهجئة السريعة بالاصابع فلا يستخدم الاتصال الشفوي سوى للقراءة والكتابة والاشارات اليدوية المساعدة لتعليم النطق وهي أشكال عفوية من تحريك اليدين وتهدف الى المساعدة في تلقين الأصم اللغة المنطوقة وتمثل بوضع اليدين على الفم او الانف او الحنجرة او الصدر للتعبير عن طريقة مخرج حرف معين من الجهاز الكلامي وقراءة الشفاه .
ويضيف ان هذه الالية تعتمد الانتباه وفهم ما يقوله شخص بمراقبة حركة الشفاه ومخارج الحروف من الفم واللسان والحلق اثناء نطق الكلام اما لغة التلميح وهي وسيلة يدوية لدعم اللغة المنطوقة ويستخدم المتحدث فيها مجموعة من حركات اليد تنفذ قرب الفم مع كل أصوات النطق .
ويبدو ان لغة الاشارة لم تعد وسيلة تفاهم واتصال بين الاصم ومجتمعه في جوانب المعرفة وتجاذب اطراف الحديث على سبيل المثال وانما باتت لغة رسمية تاخذ بها المحاكم من النواحي القانونية .
وفي هذا السياق يقول مدير مكتب نقابة المحامين في اربد المحامي محمد عساف ان المحاكم من الناحية القانونية تأخذ بأقوال فئة الصم والبكم من خلال المترجم المعتمد أو الخبير وان هذا يشمل المحاكم النظامية والشرعية . واما الدكتور زكريا الدرادكة المتخصص في القانون الدولي فيشير الى ان السنوات الاخيرة بدات تشهد اهتماما بلغة الاشارة للصم بعد أن أصبحت لغة معترفاً بها في كثير من دول العالم وفي المدارس والمعاهد والنظر اليها على انها اللغة الطبيعية للأصم لاتصالها بابعاد نفسية قوية لديه ولما تميزت به من قدرة على التعبير بسهولة الامر الذي بات يهيء للسير نحو اعتماد لغة اشارة عالمية مستقبلا .
وقال انه صدرت في السابق توصيات عن الاتحاد العالمي للصم شملت طلب اقرار لغة الاشارة كلغة رسمية للصم شأنها شأن اللغة الام وحق استخدامها في جميع أنحاء العالم ودعوة جميع الحكومات لتنفيذها واقرار حق الاطفال الصم بالتعليم المبكر للغة الاشارة ومن ثم تعلم اللغة الثانية للقراءة والكتابة بلغة الاشارة وتلقي العلوم المدرسية الاكاديمية بلغة الاشارة الام وضرورة اعداد برامج تعليمية بلغة الاشارة الى أهالي الصم والناس المحيطين بهم .
وتضمنت التوصيات كذلك تأهيل المعلمين تأهيلاً عالياً واعداد أبحاث ودراسات عن لغة الاشارة في الجامعات ومراكز البحوث والمعاهد التعليمية في كل بلد ونشرها وتوزيعها وتشجيع الصم لحضور الاجتماعات المحلية والدورية التي تهتم بموضوع لغة الاشارة للاطلاع على كل جديد في هذا المجال وزيادة تأهيل المترجمين من اللغات الام الى لغة الاشارة واعداد برامج تدريبية لهم وتطوير تقنيات الترجمة واجهزتها السمعية مشيراً الى ان الاتحاد العربي للهيئات العاملة لرعاية الصم أكد على ضرورة بذل الجهود لجمع لغة الاشارة وتوثيقها وتطويرها في ارجاء الوطن العربي ووضع قاموس لها.
اما مدير التنمية الاجتماعية لمحافظة اربد عبد الله سميرات فيقول ان لغة الاشارة لها أهميتها في عملية دمج فئات الصم والبكم بالمجتمع وهي الحل الوحيد والامثل لتتمكن هذه الجهة من مخاطبة الاخرين بعد ان حرمت طريقة التعبير اللغوي داعيا لوجود مختصين بلغة الاشارة في أكثر من موقع لتمكين هذه الفئة من انجاز معاملاتهم ويتفق المختصون على اعتبار لغة التخاطب بالاشارة حديث الصمت المسموع او صوت الصم المشاهد .

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF