تحت أيكتهم
لا يذهبون إلى الصباح
ولا يمدون السحابة تحت أيكتهم
ينوّمهم طنينُ النحل
يسترخون
رأوا فرساً تحدق في السهوب
رأوا حصاناً عابراً للنهر
مئذنة
رأوا سفناً وأشباحا
تغيم على وسائدها التلال
وتسبح في مناكفة النهار المر
كانوا وحدهم تحت الغواية
يرجمون الغيب بالضحكات
حتى إنهم سرقوا طيور الحب من قفص القصيدة
وارتموا في حضنه
ناموا ولم يستيقظوا
لكنهم ما فوّزوا هذا الخريف بغير صفرته
وظلوا تائهين
لا يعرفون من الهديل سوى الحمام
.. من الكلام
سوى الكلام
من المودة وهي تحبو
يعرفون طقوس لوعتهم على شجر الفصول
ويعرفون عزوف رقّتهم
عن الماء الأشفّ من الحقيقة والخيال
عن الإثارة في الذهول
عن الذهول أمام هجعتهم هنا
وهناك يسترقون أعينهم
لكي يتآمروا في الحلم
كي يبنوا فصولاً من نهايات الفضول
ويجهدون
لا سرّ يمشي بين أسرار الحكاية
لا فلسطين الصغيرة في التوجّس
أو فلسطين الكبيرة في الخيال
لا شيء غير دم يمر مع السؤال
هذا الوضوح فمٌ قليلُ الابتسام
وضحكة جذلى تخوّض في ذهول التائهين
لا سر يمشي في الأنين
جهة ما
في جهةٍ ما
جهة تنأى في الغرب وتبتعد
جهة سحنتها الغربة بالهيل وأرّقها الأبد
جهة من خمر نقّاه الخمار بفطنته في السُّكْر
وسقانا منها كأساً محموماً باللهفة
جهة لا أعرفها
لكن لقلبي بوصلة تمضي لتراها جاثية في الوحشة
خائفة من تقطيع أصابعها
جهة في آخر نقطة نبض
كانت ترقص فوق لظانا
تسكننا
تخرج منا بعد صهيل وأنين دافق
جهة تتحين رأساً تنداح إليها
وبعينين مغلّقتين تدير السكتةَ في القلب وتنهض
حتى نتساقط في اللوعة
ونفيض كنافورة حزن تتكسر سهوا
لتقوم من الغرانيت إلى الرمل الساهي
في جهة لا تعرفنا إلا منكبّين على التوق
وفقد المعنى وهو يلوذ بنا شغفا
وأنيناً متروكاً في رجفته
في جهةٍ ما
يستوقفها الهفو
ويستغرق في جمع مآخذها الدمع
أوقفنا النطع على قدميه
كنا منسوخين ومسروقين
ومنهمكين بجمع منازلنا في التيه
جمّعنا ما كان تيسّر منا
صمتاً وحرائقَ تهوي
آلفنا بين الموت وبين الدفن مع الأحياء
يا هذا اللامع في أطراف العتم توقف
أوقفنا في فحواكَ المعنى وتمددنا
ما هذا الجلد
كيف ستعصفُ فينا عسفا
جبروتا
كيف؟
وهنا
استوقفنا الزبد
* شاعر أردني