مملكة الشباب وشباب الملك

مملكة الشباب وشباب الملك

يولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية الشباب جلّ الرعاية والاهتمام باعتبارهم قادة اليوم ورجالات المستقبل، إذ ينطلق جلالته في الاهتمام بالإنسان الأردني بتوجيه العناية لفئة الشباب الذين يشكلون نحو 70% من سكان الأردن، فلا يكاد يخلو خطاب أو حديث لجلالته إلا ويتناول موضوع الشباب، ويؤكد فيه أهمية دورهم في البناء وتقدم المجتمع. ويحرص جلالته على المشاركة في مؤتمراتهم وملتقياتهم فيتبادل الحديث معهم، ويصل إلى أماكنهم في المدارس والجامعات، ويحاورهم في مختلف الشؤون المحلية والعربية والعالمية، ليكسر أمامهم حاجز الصمت ويطلق العنان أمام أفكارهم، ويستمع إلى ما يقولونه في الشأن الداخلي، ويفسح المجال أمامهم للمشاركة في لقاءات عالمية، ويرافقونه في عدد من زياراته الخارجية.
التنمية والشباب وفي زيارة قام بها جلالته إلى لواء الرمثا في السابع من شهر آب 2007 أكد جلالته لممثلي اللواء حرصه على الالتقاء بأبناء شعبه والاستماع إلى مشاكلهم ومقترحاتهم، موعزاً بإجراء صيانة شاملة للمدارس في اللواء وتوفير التجهيزات اللازمة لخدمة المرافق والأندية الشبابية، بما يعزز رؤية جلالته بتوفير الدعم والفرص اللازمة لنمو الشباب وتوسيع آفاقهم.
وفي الثامن من آب الجاري دعا جلالة الملك عبدالله الثاني إلى وضع الآليات المناسبة لتطوير التدريب المهني بحيث تأخذ بالاعتبار توفير التدريب بما ينسجم مع الاحتياجات الفعلية لسوق العمل وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في مراحل التعليم والتدريب كافة. واعتبر جلالة الملك في اجتماع عقد بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله وضم معنيين في قطاع العمالة والمهن والتدريب المهني، وخصص لمناقشة موضوع التدريب المهني والتقني.. أن تنفيذ الاستراتيجيات والخطط المتعلقة بتطوير التدريب المهني من شأنه أن يؤدي إلى استفادة الأردنيين من معدلات النمو الاقتصادي وفرص العمل التي توفرها المشاريع الاستثمارية التي يجري تنفيذها.
وفي الخامس من آب 2007 وجّه جلالته الحكومة إلى بلورة استراتيجية شاملة لتطوير وتعزيز البيئة الاستثمارية وفق جدول زمني محدد وآليات واضحة.
وأكد جلالته خلال اجتماع عقد في الديوان الملكي الهاشمي، خصص لبحث موضوع الاستثمار، بحضور رئيس الوزراء، أهمية مضاعفة الجهود الهادفة إلى جذب الاستثمارات إلى الأردن، والتي تسهم في نجاح المساعي الهادفة إلى معالجة مشكلتي الفقر والبطالة، وتوفير فرص العمل للمواطنين.
وفي الحادي والعشرين من حزيران 2007 تفقّد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته التواصليّة إلى البادية الشماليّة عدداً من الأسر المنتفعة من الوحدات السكنية، في منطقة الصالحيّة، التي كان جلالته قد أمر بتنفيذها بهدف تحسين الواقع المعيشي لسكان المنطقة، ومركز شباب الصّالحية، الذي يشكّل أحد أهمّ المشاريع التنموية التي أوعز جلالته بضرورة تنفيذها خلال زيارته الأخيرة لمنطقة البادية الشماليّة قبل قرابة العام، كان منها مركز الشباب، إذ يوفّر فضاءً آمنا ومحفزا لشباب سبعة تجمعات سكانية يتكون منها اللواء.
وفي التاسع والعشرين من أيار 2007 رعى جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله حفل تكريم الفوج الثاني من طلبة المدارس الفائزين بجائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية والصحية الذي أقيم في قاعة الأمير حمزة بمدينة الحسين للشباب. وقلد جلالة الملك عدداً من الطلبة الميداليات الذهبية بعد أن حققوا نتائج متقدمة خلال مراحل التقييم وكرم جلالته المدارس الفائزة بالمراكز الأولى وأعضاء اللجنة المركزية للجائزة. وفي الرابع والعشرين من أيار قال جلالته في خطاب ألقاه، في قصر زهران العامر، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الحادية والستين لعيد الاستقلال: إننا نمضي قدما بخطى واثقة نحو تحقيق التنمية الشاملة، وتوفير فرص الحياة الكريمة للشباب الأردني وبناء اقتصاد قوي يعتمد على مواردنا البشرية .. مؤكداً جلالته.. أنه بهمة الأردنيين وعزيمتهم وبالعمل الجاد المخلص سنحقق كل طموحاتنا، ونتغلب على كل التحديات والمعيقات . وفي العشرين من أيار وخلال اختتام أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط، أعلن عن قرار جلالة الملك عبدالله الثاني بإطلاق جائزة الملك عبدالله الثاني لإنجازات الشباب اعتبارا من اجتماع المنتدى المقبل في منطقة البحر الميت.
وفي خطاب جلالته خلال افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط في الثامن عشر من أيار 2007 قال جلالته: إن الأجيال الشابة بصورة خاصة تحتاج منا إلى أن نقوم بهذا فهم يشكلون أكبر فئة عمرية في منطقتنا مع وجود ما يزيد على 200 مليون من الشباب دون الرابعة والعشرين، وهؤلاء الشّبان والشابات يستحقون أن يكونوا جزءاً من منطقة مزدهرة ينتمون إليها وتقوم بالدور الحقيقي لها على المسرح العالمي.
وفي الخامس عشر من أيار افتتح جلالته في مدينة البترا المؤتمر الثالث للحائزين على جائزة نوبل بالتركيز في خطابه على أهمية العمل على تثبيت الصلة بين الأفكار والأعمال وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع للمبادرات التي طرحت في المؤتمرين السابقين بحيث يستفيد الجيل الشاب من أفكار وتجارب هؤلاء العباقرة المميزين. وأضاف جلالته في المؤتمر الذي حضره أربعون حائزا على جائزة نوبل في مختلف الميادين التي تمنح فيها الجائزة وشباب من الأردن وفلسطين وإسرائيل أن الفرصة متاحة لنا جميعا لنسخر قوانا وأفكارنا للخروج بمبادرات خلاقة قوية لرعاية قادة الغد وتنشئتهم، فالقضية التي نركز عليها هي قضية مستقبل أجيالنا الشابة وبخاصة في الشرق الأوسط. وحث جلالته المكرمين بجائزة نوبل على مساعدة الجيل الشاب في المنطقة ليقدم تساؤلاته التي تبدأ ب ماذا لو* التي غير بها العلماء وجه العالم. وفي خطاب جلالة الملك في مؤتمر البترا الثالث للحائزين على جائزة نوبل، قال جلالته: إن أكثر من نصف سكان منطقتنا دون سن الثامنة عشرة. وهذا يمثّل جيلاً ذا شأن بدأت ملامحه تتضح. وهؤلاء الشبان هم الذين سيشكّلون مستقبلنا. وإليهم أوجه كلماتي اليوم. ودعا جلالته الحضور لمساعدة الشباب قائلا لهم: أحثّكم على مساعدة هذا الجيل الجديد في منطقتنا ليقدّم ما لديه من تساؤلات تبدأ ب ماذا لو : وأضاف جلالته: إن الشباب يواجهون في منطقتنا تحدّيات خاصة.
ومثل معاصريهم في أرجاء العالم يواجهون تحديات هائلة في أحوال البشر.
وفي منطقتنا، تستنزف النزاعات والعوائق الاقتصادية حياة الملايين وآمالهم . وفي السادس عشر من أيار الماضي التقى جلالة الملك عبد الله الثاني في البترا مجموعة من الشباب المشاركين في المؤتمر الثالث للحائزين على جائزة نوبل الذين عرضوا أفكارهم وطروحاتهم الرامية الى حل المشاكل التي يعانون منها وبخاصة في مجال التعليم.
وأكد جلالته للشباب أن على القادة أن يبدأوا بإعداد المنطقة لهؤلاء الشباب الذين يشكلون 70 بالمائة من سكانها. وأشاد جلالته بالشباب الذين أظهروا للمشاركين في المؤتمر من حملة جوائز نوبل نتاجا للمنطقة يفخر به الجميع، قائلا جلالته: إن مستقبل المنطقة سيكون مشرقا بهم خاصة وان دولا عديدة في المنطقة بدأت بمبادرات ومشروعات لتمكين الشباب ومساعدتهم . وفي السابع من أيار 2007وجه جلالة الملك عبدالله الثاني الحكومة لعقد جلسة لمجلس الوزراء بمدينة الزرقاء لوضع حلول للتحديات الصحية والبيئية والاجتماعية التي تواجه أبناء المحافظة، مشيرا خلال لقائه عدداً من ممثلي الفعاليات الشعبية في المحافظة إلى وجود العديد من الرؤى والأفكار لتحقيق التنمية فيها ومواجهة تحديات الفقر والبطالة وتلك المرتبطة بقطاعات الصحة والتعليم والبيئة. وفي الأول من أيار أطلق جلالته بمناسبة اليوم العالمي للعمال، منطقة اربد الاقتصادية التنموية، لتكون نواة للعديد من الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية، ومركزا علميا لأبناء وبنات المحافظة، بحيث تسهم منطقة إربد الاقتصادية التنموية إلى جانب منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ومنطقة المفرق التنموية والمنطقة التنموية التي وجه جلالته بإقامتها في الجنوب، بإحداث نقلة نوعية في مسيرة التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة.
وقال جلالته خلال الاحتفال الذي أقيم بهذه المناسبة في جامعة العلوم والتكنولوجيا، إن الهدف الذي نسعى إليه من خلال إقامة هذه المنطقة، هو توفير فرص عمل وبناء شراكة حقيقية بين طلبة الجامعات والشركات التي ستعمل في المنطقة، من أجل خلق نشاطات اقتصادية ذات قيمة مضافة عالية، تستفيد من قدرات وإمكانات الشباب الأردني الذهنية والعلمية.
وفي الثلاثين من نيسان رعى جلالة الملك عبدالله الثاني أعمال مؤتمر ارامكس إطلاق الإبداع العربي الذي عُقد في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت. وقال جلالته خلال المؤتمر الذي شاركت في أعماله جلالة الملكة رانيا العبدالله: إن الإبداع ودور المؤسسات في احتضانه هي من أهم الركائز الداعمة للتنمية الاقتصادية الشاملة التي تشارك بها كل الأطراف من القطاعين العام والخاص .. مبينا أن للقطاع الخاص دورا كبيرا في توفير الأرضية الملائمة لنمو المشاريع الإبداعية والريادية. كما دعا جلالته إلى ضرورة تكاتف الجهود لتوفير بيئة ملائمة تساعد على انطلاق الإبداع بطريقة تنعكس على تنمية مهارات الشباب في الوطن العربي وزيادة مشاركتهم في إحداث التغيير على مختلف الصعد. وأكد جلالته أن الشباب العربي بشكل عام والأردني بشكل خاص قادر على تحقيق التقدم وقيادة دفة التطور إلى الامام إذا ما توافرت له فرصة الرعاية من المؤسسات العامة والخاصة. وبسنغافورة في السابع والعشرين من نيسان الماضي اكد جلالته مسؤولية الشباب في خلق حوارٍ جديدٍ قائم على الاحترام بين الثقافات وإيجاد حلول إبداعية للهموم المشتركة، ومؤازرة ودعم الشراكة بين منطقتي الشرق الأوسط وآسيا سعيا لتحقيق التقدم والسلام. ولفت جلالة الملك في كلمة ألقاها نيابة عنه سمو الامير فيصل بن الحسين في افتتاح اعمال منتدى العمل العالمي للحوار العربي الآسيوي الذي تنظمه منظمة القيادات العربية الشابة في سنغافورة إلى التحديات والهموم المشتركة التي تواجه شعوب المنطقتين ما يستدعي التعاون وإدامة الحوار وعقد الشراكات والتفكير بصورة خلاقة لتحقيق الإنجازات. وخاطب جلالته القيادات الشابة المشاركة في اعمال المنتدى بقوله انتم الرواد العالميون وقادة الفكر وصانعو القرار الذين يستطيعون رؤية الثقافات الأخرى وجها لوجه ويستطيعون أن يشركوا معهم جمهورا أوسع في استجلاء حقيقة همومنا وقيمنا المشتركة وانتم القيادات الشابة التي تستطيع أن تتواصل مع الأجيال القادمة، وانتم أصحاب الإنجاز الذين يستطيعون خلق شراكات الغد . وفي الخامس والعشرين من نيسان شدد جلالته على أهمية وجود خطة واضحة للتعليم العالي تحسن نوعيته وجودته للسنوات الخمس المقبلة بما يضمن حق الجيل الشاب في دراسة جامعية مخرجاتها عالية الجودة تمكنه من المنافسة في السوق العالمي. وفي الرابع والعشرين من نيسان أكد جلالته ضرورة العمل على إيجاد حركه شبابية تعمل على توحيد المفاهيم والقيم، التي تؤدي إلى نوع أصيل من الثقافة الشبابية التي يتحلى بها الشباب الأردني وهم مثال ونموذج لها وقادرون على تعميمها. وقال جلالته في كلمة له خلال مشاركته في اللقاء الوطني لهيئة شباب كلنا الأردن وفرق شباب كلنا الأردن في المحافظات بحضور جلالة الملكة رانيا العبد الله إن المستقبل الذي نريده لكم وللشباب الأردني أنتم الذين يجب أن تصنعوه وعليكم مسؤولية البداية في تأهيل أنفسكم والاستعداد للعمل من الآن وستجدون مني كل الدعم والإسناد . ودعا جلالته الشباب إلى اخذ دور المبادرة والتفاعل الايجابي مع الانتخابات وقال إننا نتطلع إلى أن يخصص اللقاء القادم لمناقشة دور الشباب الأردني في الانتخابات المقبلة والتي أملي كبير في أن يكون لكم دور مهم ومؤثر فيها... ودعونا نبدأ بالتحضير لهذا اللقاء من الآن . واستنهض جلالته همم الشباب وحثهم على أن يفكروا ويبادروا بوضع الخطط والأفكار وآليات التواصل والتعاون فيما بينهم وبين القطاع العام ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ليكون لهم حضور في هذه المؤسسات.
وأعطى جلالته دفعة قوية للشباب للمضي قدما للتغيير نحو الأفضل قائلا أريد أن تكونوا على ثقة أنني شخصيا أنظر إلى مظلة كلنا الأردن و شباب كلنا الأردن نظرة مستقبلية في غاية الأهمية والجدية، ولا أريد أن يفكر أي واحد منكم أن هذه المظلة يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها، بل على العكس، هذه المظلة لا بد من تطويرها، بحيث يتفرع عنها أجهزه أخرى في المستقبل تتكامل مع الأجهزة الشبابية الموجودة، خاصة المجلس الأعلى للشباب . وقال جلالته كلنا يعرف أن الشباب هم الشريحة الكبرى في المجتمع، وهذه الشريحة تمتد في كل أرجاء الوطن.. لذلك، لا بد من الاتفاق على أسلوب وطريقة للتواصل بينكم وبين الشباب في كل القرى والمدن والتجمعات الشبابية في جميع المحافظات.. ولا يجوز أن ينحصر التواصل ونشاطات هذه المظلة في العاصمة وضواحيها، لأننا نريد حركة شبابية تقرّب بين كل شباب الوطن في الثقافة والقيم والرؤية. وفي السابع من شباط من العام الحالي بعث جلالة الملك عبدالله الثاني برسالة إلى رئيس الوزراء حول التعليم العالي، قال فيها: فقد ارتكزت رؤيتنا لبناء الأردن النموذج على دعائم أساسية تشكل بمجملها متطلبات هامة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وتوفر بيئة تكون العدالة والحرية والحياة الكريمة أبرز سماتها وما زالت قناعتنا راسخة بأن الإنسان الأردني هو المحرّك والدافع للعملية التنموية ونقطة ارتكازها، وكان حرصنا وسيبقى منصباً على الاستثمار بالإنسان الأردني عبر التعليم والتدريب لتسليح الأردنيين بالمهارات والخبرات التي تجعلهم متميزين على الدوام إن شاء الله . وأضاف جلالته: انطلاقاً من أن التميّز مرامنا والتعليم وسيلتنا وسلاحنا، فقد شكّل موضوع التعليم العالي أحد أهم أولوياتنا الوطنية باعتباره عنصراً رئيسياً في مسيرتنا التنموية تتقدم مسيرتنا بتقدمه وتتأخر بتأخره وتأسيساً على أهمية قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في الإسراع في عملية الإصلاح والتحديث التي يجري العمل فيها على قدم وساق، وما تتطلبه المرحلة القادمة من خريجين يمتلكون المهارات والقدرات اللازمة للتعامل مع مختلف التطورات التكنولوجية والتقنية. وفي السابع والعشرين من كانون الأول من العام الجاري شدد جلالته والملكة رانيا العبدالله في مناقشات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في دافوس بسويسرا، خلال لقائه ممثلي القيادات العربية والعالمية الشابة على تمكين الشباب وتوفير متطلباتهم ليتمكنوا من لعب دور حيوي في مجتمعاتهم.. إضافة إلى ضرورة المحافظة على الطبقة الوسطى التي تعتبر من دعائم الاستقرار الاجتماعي والسياسي. والتقى جلالته بممثلي القيادات العربية والعالمية الشابة وذلك على هامش مشاركة جلالته في اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي. وأشار جلالته إلى أهمية قطاعات الأعمال في الحد من البطالة ومحاربة الفقر، اللذين يعتبران من العوامل الداعمة للتطرف. وأكد جلالته أهمية الدور المحوري الذي يلعبه الشباب في نهوض المجتمع ما يستدعي ضرورة تحقيق متطلباتهم في توفير العمل والمستقبل الأفضل.
وفي خطاب جلالة الملك أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا في السادس والعشرين من كانون الثاني 2007 قال جلالته إن هناك فرصاً في كل قطاع: شراكات عبر الحدود تعطي الجانبين حصةً في المستقبل الذي يظلله السلام... ومبادرات تنموية وتعليمية ينخرط فيها الشباب...
واستثمارات في النمو الاقتصادي والفرص المتاحة... ومشاريع اتصالات توفر حواراً جديداً... وتبادلات مهنية تجمع ما بين الخبراء للعمل في الاهتمامات المشتركة مثل مجالات الصحة، والمياة والبيئة... وتَشارُك في المعلومات بين الهيئات المدنية العاملة في الإغاثة الإنسانية، والخدمات المقدّمة للأطفال، وما شابه ذلك... والكثير غيرها. وأضاف جلالته أن التحديات حقيقية بالتأكيد. لكن، ولأن المخاطر عظيمة، علينا أن ننتهز كل فرصة متاحة لإحداث فرق. ففي السنوات القادمة، يواجه الشرق الأوسط مُتطلبات رئيسية للتنمية. فالشباب يشكّلون أكثر من خمسين بالمائة من عدد السكان لدينا، وهم يأتون من سن التوقعات والآمال الكبيرة حول توافر الفرص لهم، وحول الأمن، والاحترام. والوسائل اللازمة لتحقيق ذلك موجودة. فنحن أغنياء في المواهب البشرية وفيما لدينا من موروث يحترم التعليم والثقافة. وفي الخامس والعشرين من أيار 2006 شدد جلالته في خطاب القاه بمناسبة عيد الاستقلال على أن المسؤولية الكبرى هي مسؤولية الشباب لأنهم، الأقدر على التغيير والأقدر على تحقيق الإنجاز . وفي السادس عشر من أيار 2006 وفي زيارته للجامعة الهاشمية ولقائه مع مجموعة من طلبتها، دعا جلالته الطلاب إلى التركيز على الشق التطبيقي من التعليم لأنه الأساس لزيادة الإنتاجية الاقتصادية مؤكدا أن القدرات والمهارات التقنية والإدارية متطلب أساسي لمواجهة تحديات المستقبل . وشدد على مسؤولية الشباب في التنمية وقال كل واحد منكم مسؤول عن صنع مستقبله ومستقبل الوطن مضيفا أن إنجاز التنمية والتطوير مسؤولية مشتركة للحكومة والشباب والجامعات. وأبلغ جلالته الشباب بأن الهدف الذي يسعى إليه الأردن هو إيجاد بيئة توفر فرص عمل للجميع. ملقيا بالمسؤولية على الجامعات لتطوير مستواها التعليمي وربط مخرجات التعليم فيها باحتياجات التنمية وترسيخ ثقافة البحث العلمي التي تشكل، حسب قول جلالته، أساس النهضة والرفاه . وأوضح جلالته للشباب رؤيته للأردن الذي يريد وطن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وإيجاد البيئة المناسبة لإطلاق طاقات الشباب ومواهبهم وإمكانياتهم وتوظيفها في بناء الوطن وصياغة المستقبل الذي يليق بعزيمة الشباب . وأبلغ جلالته الشباب أن الديوان الملكي الهاشمي بالتعاون مع الحكومة والجامعات بصدد تشكيل آلية معينة للبقاء على اتصال مع جيل الشباب بما يؤدي إلى التنمية والتطوير المستدامين وقد شهد الملتقى الاقتصادي الثالث في البحر الميت عام 2005 حضورا مميزاً للشباب الأردني، إذ يقول جلالته: لا بد من التركيز على عنصر الشباب ورعايتهم وتفعيل دورهم ومشاركتهم في عملية التنمية وإحداث التغيير وبناء المستقبل ضمن رؤية شاملة واضحة وعمل بروح الفريق الواحد المنتمي المؤمن برسالته برؤية وقدرة على تحقيق الإنجازات .
وتشهد الساحة الشبابية حراكا قويا من مؤتمر إلى ملتقى إلى معسكر إلى تجمع فإلى برلمان شبابي، وبرامج إعلامية شبابية فاعلة. وتنتشر المؤسسات الشبابية التي بلغت 272 ناديا تقريبا مع مطلع العام الحالي و72 مركز شباب وشابات عدا عن البدء بتنفيذ بناء مراكز الشباب النموذجية لتتوزع في كل محافظات المملكة ليحقق الشباب ذاته ويصلون طموحاتهم.
وفي ضوء اهتمام جلالته بالشباب كان قد أمر بتشكيل المجلس الأعلى للشباب لفصل الشباب عن الرياضة، حيث قال جلالته في رسالة ملكية بهذا الخصوص: وأما في قطاع الشباب والرياضة نرغب أن نرى سياسة وطنية تضمن وضع قضايا الشباب على سلم أولوياتنا وتسمح بالاستثمار الخاص في النوادي الرياضية وتهدف إلى تشجيع الاحتراف كما نرى أن تكون اللجنة الاولمبية هي الجهة المسؤولة عن الرياضة وأن يحل مجلس رعاية الشباب مكان الوزارة .

كتب التكليف السامي

وفيما يتعلق بالتوجيهات الملكية السامية للاهتمام بالشباب ومنحهم الدور المطلوب أكد جلالته في كتاب التكليف السامي الذي وجهه لأول رئيس وزراء كلفه بتشكيل الحكومة عبد الرؤوف الروابدة في الرابع من آذار عام 1999 على أهمية الدور المنوط بالشباب، والاهتمام بهم عندما قال: إن الشباب هم عدتنا للمستقبل، فلا بد من الحرص على إطلاق طاقاتهم وتوجيهها للخدمة الوطنية وتنظيمها في اطر جماعية تشمل أرجاء الوطن واستغلال أوقات فراغهم فيما يفيدهم ويعود على الوطن بالنفع .
وشدد جلالته في كتاب التكليف السامي الموجه للمهندس علي أبو الراغب في التاسع عشر من حزيران عام 2000 على ضرورة الاهتمام بالشباب من خلال استنهاض هممهم وتشجيعهم على تقديم كل ما لديهم من جهد وتحمل المسؤولية، حيث قال جلالته: أما الشباب وهم القطاع الذي يشكل ثلثي عدد السكان فلا بد من بذل الرعاية والمساعدة لهم ووضع البرامج والخطط لتأهيلهم وتدريبهم وتمكينهم من تحمل المسؤولية وتوجيه قدراتهم الخلاقة نحو البناء والتقدم، وإيجاد فرص العمل لهم من خلال تنظيم سوق العمالة وضبطه لإيجاد فرص عمل للأردنيين أولا، ومن خلال التوسع في مجالات التعليم والتدريب المهني .
وجدد جلالته في كتاب التكليف الثاني لأبي الراغب في الرابع عشر من كانون الثاني من عام 2002 على ضرورة رعاية الشباب وإيلائهم حق الرعاية من خلال تنمية الموارد البشرية والتركيز على الشباب. وفي الثاني والعشرين من تشرين الأول عام 2003 وجه كتاب التكليف السامي لفيصل الفايز، حيث جدد جلالته تأكيده على ضرورة الاهتمام بالشباب وتفعيل طاقاتهم واستثمارها في شتى مناحي الحياة مؤكدا أن لا تنمية شاملة بدون استثمار طاقات الشباب . وفي كتاب التكليف السامي الذي وجهه جلالة الملك في الرابع والعشرين من تشرين الثاني من عام 2005 للدكتور معروف البخيت، بين جلالته أن الحكومة مطالبة بوضع خطط عملية وسريعة للشروع فورا بمعالجة جيوب الفقر والحد من البطالة، مثلما هي مطالبة بإيجاد قاعدة بيانات واضحة ومحوسبة وميدانية وحديثة لحصر الأسر الفقيرة في المملكة ضمانا لإيصال الدعم إلى مستحقيه، فالفقر والبطالة يشكلان عائقا كبيرا وتحديا لطموحاتنا، ما يستدعي أن تتضافر الجهود لإيجاد المزيد من فرص العمل وبخاصة للشباب وأصحاب الكفاءات والخبرات وبما يضمن الإسهام في رفع نسبة ومستوى التنمية في وطننا الحبيب.
وتأكيدا على أهمية دور الشباب في تحمل المسؤولية والمشاركة في مختلف مراحل العمل والبناء فقد بعث جلالة الملك عبدالله الثاني رسالة إلى رئيس الوزراء في الخامس من تشرين الأول من عام 2006 طالبا فيها تأسيس هيئة شباب كلنا الأردن لتكون هيئة شبابية تعمل على متابعة تنفيذ برامج العمل الذي توافق عليه الشباب الأردني، وتعمل على الإشراف على عقد ملتقى شباب كلنا الأردن دوريا، وبحيث توفّر هذه الهيئة المنبر المؤسسي للتواصل ليتفاعل من خلاله شباب الجامعات وشباب الوطن من جميع مواقعهم مع السياسات والبرامج الموجهة لهم في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربية والثقافة والإعلام، يشاركون في صياغتها، ويعملون على توفير الدعم للبرامج والمبادرات الشبابية الرامية لتعزيز مشاركتهم وتأهيلهم لتأدية الدور الريادي في الحياة العامة، وترسيخ مبادئ حقوق المشاركة الفاعلة وواجباتها، بحيث تساهم في نهاية المطاف في تهيئة وتخريج جيل من القيادات الشابة المؤهّلة للانتقال بالأردن إلى مراحل متقدمة من الازدهار والرقيّ والتطور . وفي رسالة ملكية حول تحسين الأداء الحكومي والقدرة على التنفيذ، فقد وجه جلالته رسالة إلى رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت، وذلك في ال25 من تشرين الثاني من عام 2006 داعيا جلالته إلى تنفيذ حزمة واسعة من السياسات والبرامج والمشاريع الأساسية خلال المرحلة المقبلة والتي لمسها جلالته في زياراته وجولاته في المحافظات وخلال لقاءاته مع المواطنين، مشددا على أهمية إعداد استراتيجية للنهوض بقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتوسع في تقديم التمويل اللازم لهذه المشاريع، وذلك من اجل إتاحة الفرصة لشباب الوطن للعمل ودعم أفكارهم الريادية والإبداعية .
وفي الخامس من نيسان عام 2005، أكد جلالته أهمية تكافؤ الفرص، والاهتمام بتوفير البرامج التدريبية المناسبة للشباب، بغية دمجهم بسوق العمل، والاستفادة من طاقاتهم في ميادين العمل المختلفة، عدا عن الاهتمام بالمواءمة بين مخرجات قطاع التعليم واحتياجات سوق العمل. وفي التاسع من شباط عام 2005 وجه جلالته رسالة إلى رئيس الوزراء فيصل الفايز، معربا فيها عن ضرورة تحقيق ما يصبو إليه الشباب، لتمكينهم من اكتساب المهارات اللازمة لدخولهم سوق العمل. فجلالته يقول في الرسالة الملكية: إننا إذ نتطلع إلى بناء مجتمع قوي مبني على مبادئ الاستقامة والقيم العليا التي أكدت عليها شريعتنا السمحة وتراثنا العربي الأصيل وعلى تعزيز العمل المبدع القائم على المهنية والكفاءة والمساءلة فاننا نتطلع في الوقت نفسه إلى وضع أجندة وطنية تحقق أحلام شبابنا وتضمن مستقبل أطفالنا وتمكنهم من تطوير قدراتهم واستغلال طاقاتهم لخدمة بلدهم وتحقيق العيش الكريم لكل أردني وأردنية .
وفي الثامن عشر من أيار عام 2005 ألقى جلالته كلمة في اجتماع الحائزين على جائزة نوبل في منطقة البترا، مؤكدا أهمية الإصلاح الذي يستهدف الشباب؛ بغية تحقيق الديمقراطية والتنمية، فجلالته يقول: وقد شهدت منطقتنا موجة من الإصلاح هدفت إلى تحقيق الديمقراطية والتنمية، وهذه الخطوات أساسية ذات أهمية بالغة في تلبية توقعات شعبنا، وخاصة الشبان منهم، فيما يتصل بالحرية وتوافر الفرص . وفي افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي في منطقة البحر الميت، دعا جلالته إلى ضرورة الاهتمام بمستقبل الشباب لإطلاق طاقاتهم وإظهار إبداعاتهم، فجلالته قال في كلمته في العشرين من أيار عام 2005: إن النجاح يبدأ برؤية متفائلة: ما الذي يمكن للشرق الأوسط أن يكونه وما يجب أن يكون عليه، لتلبية حاجات شعبنا: منطقة يسودها السلام والاستقرار، غنية بالفرص، تدير شؤونها حكومات تعمل على خدمة الشعوب وتمكينها، وفيها مجتمعات قوية تستمد توجهاتها من إيمانها القوي بالإسلام وتراثها الإسلامي الايجابي. منطقة تقدم أنموذجا يحتذى على المستوى العالمي في خطوها الواثق في مجال الحياة الاقتصادية . مضيفا جلالته: إن هذا مستقبل يستحقه جميع مواطنينا، ولكنه هام بصورة خاصة لشبابنا، فالشبان العرب يحتاجون ويستحقون عالما يستطيعون فيه إطلاق طاقاتهم إلى مداها الأقصى- أن يكونوا شركاء بصورة كاملة في التقدم العالمي، وأن يبنوا مستقبلا آمنا لهم ولأسرهم . وفي 22 من تشرين الأول عام 2003 فقد بعث جلالته بكتاب التكليف السامي إلى فيصل الفايز، مشددا على ضرورة مشاركة الشباب في التنمية السياسية التي يجب الاهتمام بها؛ فجلالته يؤكد أن التنمية السياسية تتصدر الاولويات فهو يقول في كتاب التكليف: وعلى رأس هذه الاولويات تأتى التنمية السياسية بكل ابعادها فبعد ان نعمنا بنعمة الأمن والاستقرار بحمد الله وقطعنا شوطا مهما على طريق تجذير الديقراطية فعلا لا قولا فان الوقت قد حان لتعميم مفهوم التنمية السياسية التي يشارك بها كافة قطاعات المجتمع وقواه السياسية حيث النزاهة والمساءلة والشفافية وحيث سيادة القانون والعدالة والمساواة وحيث مشاركة فاعلة وحقيقية للمرأة الأردنية والشباب الاردنى وتفعيل طاقاتهم واستثمارها فى شتى مناحى الحياة فنحن ندرك أن لا تنمية شاملة بدون استثمار طاقات الشباب وبدون أن تأخذ المرأة مكانتها الطبيعية وحقوقها كاملة فى المجتمع.. . وفي رسالة من جلالته بعث بها إلى رئيس الوزراء فيصل الفايز في ال20 من تموز عام 2004 فقد أكد فيها من خلال ما جاء في محاورها التسعة على ضرورة الاهتمام بالشباب في المجالات المختلفة، فجلالته يرى ان الاهتمام يكون بتنمية الموارد البشرية، وذلك من خلال توفير برامج التدريب المناسبة للمواطنين، إضافة إلى التوفيق بين مخرجات التدريب المهني والفني المتخصص ومتطلبات سوق العمل . وفي محور الصحة أكد جلالته ضرورة الاهتمام بصحة الشباب من خلال تنفيذ حزمة من الإجراءات الفورية فجلالته يقول: ان صحة المواطن ورعايتها من اهم مسؤوليات الحكومة وفي هذا المجال لا بد من تنفيذ حزمة من الإجراءات الفورية الهادفة إلى رفع سوية الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والاستمرار في تطوير نوعية وكمية خدمات الرعاية الصحية والاستجابة السريعة للاحتياجات والمتطلبات الصحية لجميع الأفراد في هذا المجتمع إضافة إلى الاهتمام بقضايا تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية ودمج خدمات ومعلومات الصحة الإنجابية النوعية في إطار الرعاية الصحية والعمل على تقليص التفاوت بين المناطق عن طريق توفير الخدمات والمعلومات المتعلقة بالصحة الإنجابية للرجال والنساء والشباب لاسيما في المناطق النائية .
وفي الأول من كانون الأول عام 2003 ألقى جلالته خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة الأولى لمجلس الأمة الرابع عشر مؤكدا أن التغيير المنشود لا يتحقق إلا عبر تحفيز الشباب الأردني، والإصغاء إلى آرائهم، لأنهم عماد الغد ومادة التغيير ، مطالبا بضرورة تعزيز دورهم وتوفير فرص العمل لهم وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم.
ولتحقيق الرؤية الملكية في تحفيز طاقات الشباب والشابات الإبداعية وتهيئة فرص النجاح أمامهم وتمكينهم من الانخراط في بناء الأردن الأنموذج توافرت الفرصة أمام العديد من الشباب خلال زيارات جلالته الخارجية للاطلاع على تجارب الدول المتقدمة والاستفادة منها، في خطوة غير مسبوقة على مستوى العالم للتأكيد على أهمية الشباب في صناعة المستقبل. وفي 20 تموز 2004 أكد جلالته في الرسالة التي وجهها لرئيس الوزراء فيصل الفايز أهمية الاستثمار بالرأسمال البشري من خلال التعليم والتدريب والتأهيل بهدف إعداد جيل من الشباب قادر على التفكير والتحليل والإبداع والتمييز. وأشار جلالته في كلمته في افتتاح ملتقى الحائزين على جائزة نوبل وقيادات عالمية والذي عقد في البترا قبيل انعقاد المنتدى الاقتصادي عام 2005 إلى أن الشباب الذي يشكل نسبة كبيرة من شعوب الشرق الأوسط، يرى أن هناك فجوة عميقة بين دولهم والعالم المتقدم تعيقهم من توظيف مواهبهم في إحداث تغيير إيجابي في مجتماتهم .
وأكد أهمية تزويد الشباب بالأدوات التي يحتاجونها؛ لتحقيق النجاح وتوفر لهم الأجواء ليطلقوا ما يتمتعون به من قدرات. واعتبر جلالته أن الشبان هم مواطنو الغد ومعلمو الغد، الفائزون بجائزة نوبل، وهم لن يتقبلوا كلمات ووعوداً جوفاء، بل يريدون أن يحدثوا فرقا وأن يشاركوا في قطف ثمار المعرفة الحديثة، وأن يساعدوا في إيجاد مستقبل إيجابي كريم يعيشون فيه مع الناس جميعا بحرية واحترام .
شركاء في التقدم
وفي الكلمة التي ألقاها جلالته في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي في 20 من أيار 2005 بين أن الشباب العرب يحتاجون ويستحقون عالما يستطيعون فيه إطلاق طاقاتهم إلى مداها الأقصى، لأن يكونوا شركاء بصورة كاملة في التقدم العلمي وأن يبنوا مستقبلاً آمنا لهم ولأسرهم . وفي الخامس من نيسان 2005 شدد جلالته في كتاب التكليف للدكتور عدنان بدران على أهمية الاستثمار بالموارد البشرية لان ثروتنا الأهم هي الإنسان الأردني كما قال جلالته. وفي كتاب التكليف السامي الذي وجهه جلالته للدكتور معروف البخيت في الرابع والعشرين من تشرين الثاني 2005 أكد أن الحكومة مطالبة بوضع خطط عملية وسريعة للشروع فورا بمعالجة جيوب الفقر والحد من البطالة، مثلما هي مطالبة بإيجاد قاعدة بيانات واضحة ومحوسبة وميدانية وحديثة لحصر الأسر الفقيرة في المملكة ضمانا لإيصال الدعم إلى مستحقيه، فالفقر والبطالة يشكلان عائقا كبيرا وتحديا لطموحاتنا، ما يستدعي أن تتضافر الجهود لحصر لإيجاد المزيد من فرص العمل وبخاصة للشباب والكفاءات والخبرات وبما يضمن الإسهام في رفع نسبة ومستوى التنمية في وطننا .
وتشجيعا للمبادرات الشبابية النابعة من الشباب أنفسهم، اطلع جلالته خلالها على العديد من المبادرات الشبابية التي انطلقت من الشباب أنفسهم تجاه مجتمعاتهم المحلية. وفي إطار حرص على إظهار مدى التقدم الذي وصل إليه الشباب الأردني في مختلف المجالات، فقد بين جلالته في الخطاب الذي ألقاه في التاسع من حزيران من عام 2006 في افتتاح سلسلة من المحاضرات التي تنظمها كلية هاريس لدراسات السياسة العامة في جامعة شيكاغو أن توسع الأردن بالاستثمار في قطاع التعليم ورفع مستوى المناهج المدرسية وإدخال أجهزة الكمبيوتر في الغرف الصفية وتعلم اللغة الإنجليزية في مراحل مبكرة مما يساعد الشباب على الدخول في دائرة المنافسة العالمية .
وقال جلالته أيضا في الخطاب الذي ألقاه فخورا بالشباب الأردني في جامعة شيكاغو: لقد سعد الباحثون والطلاب الاردنيون بالتبادل العلمي معكم على مدى عدة عقود... وهناك هيئة تدريسية أردنية متميزة وطلاب أردنيون موهوبون يقدّمون إسهاماتهم هنا في شيكاغو حاليا، وآملا أن يحمل المستقبل معه علاقة أوثق، فنحن بحاجة أن نبقي لأبواب مفتوحة بين شعوبنا، وخاصة الشباب منهم . وفي الخطاب ذاته شدد جلالته على أهمية الوصول إلى الشباب في برامج الإصلاح المختلفة والاهتمام بهم؛ حيث قال جلالته: وبالنسبة لنا فإن الوصول إلى شبابنا يحمل أهمية خاصة - ذلك أنهم يشكلون أكثر من نصف السكان . وتجسيدا للدور الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني على صعيد العالم لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية والتصدي للمحاولات المغلوطة لتفسير تعاليمه السمحة، فقد أطلق جلالته وجلالة الملكة رانيا العبدالله في الرابع عشر من أيلول من عام 2006 في أكاديمية بنجامين بانيكر الثانوية في الولايات المتحدة الاميركية حواراً شارك فيه طلبة يمثلون الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية؛ حيث أكد جلالته على مبادئ السلام والتسامح والتعايش بين شعوب الأرض والدور الذي يضطلع به الشباب في هذا المضمار.

توفير الوظائف في المقدمة
وفي ضوء حرص جلالته واهتمامه بالشباب ليس في المملكة فحسب وإنما في منطقة الشرق الأوسط فقد أشار جلالته خلال لقاء له مع عدد من رجال الدين الأميركيين خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية في الحادي والعشرين من شهر أيلول من عام 2005 إلى أن أكبر تحد يواجه مجتمعات الشرق الأوسط هو توفير الوظائف لقطاع الشباب الذي يشكل حوالي 50 بالمائة من السكان . وعندما زار جلالته صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية في الثالث والعشرين من شباط الماضي، دعا القائمين على الصندوق لإطلاق برنامج لدعم البحوث العلمية التطبيقية لطلبة الدراسات العليا وأعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات وربطه بشكل رئيسي باحتياجات الصناعة المحلية. وشدد على ضرورة رفع مستوى البحث والتطوير في الأردن بالتعاون مع مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير كادبي والجامعات الأردنية بما يعود بالنفع على الصناعة المحلية. كما أكد جلالته ضرورة الاستفادة من تجارب المؤسسات البحثية العالمية ومأسسة التعاون معها لتهيئة الفرصة للطلبة الأردنيين الدارسين في الخارج لإجراء أبحاثهم التطبيقية في الأردن مما يساعد على توطين التكنولوجيا وترسيخ ثقافة البحث العلمي التطبيقي. كما وشدد على ضرورة التركيز على الشباب وخاصة الذين يفتقدون للموارد المالية اللازمة لإتمام دراساتهم العليا لمنحهم بعثات داخل الأردن وخارجه في المجالات التي يحتاجها السوق المحلي داعيا إدارة الصندوق إلى توسيع شريحة المستفيدين من برنامج المنح الدراسية لإتاحة الفرصة أمام عدد أكبر من الطلبة غير القادرين والمتميزين للحصول على بعثات دراسية لإكمال تعليمهم الجامعي.
ولتحقيق هذه الغاية أعلن جلالته عن تبرعه بتغطية المخصصات المالية اللازمة لهذا البرنامج.
وفي الثاني عشر من آذار 2006وفي أثناء لقاء جلالته مع شيوخ ووجهاء العجارمة والثوابية ركز جلالته على أهمية التدريب المهني وان ينخرط الشباب في برامجه التي تسهم في إيجاد العمل الجيد والعيش الكريم لهم.
وفي زيارة قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله إلى فرنسا في آذار 2006، قال جلالته في اجتماعه مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك إن مكافحة الإرهاب تتطلب إضافة إلى الحل الأمني تثقيف الشباب وتوفير فرص عمل لهم وتخفيف الفقر والبطالة ، مما يظهر حرص جلالته على الاهتمام بهذه الفئة على الصعيد العربي والدولي.

استنهاض عزيمة الشباب
كما استمع جلالته إلى آراء عدد من الطلبة المتميزين في جامعة آل البيت في مختلف الشؤون المحلية والعربية والعالمية خلال زيارته للجامعة في السابع من تموز عام2004. ولتحقيق الرؤية الملكية الثاقبة في تحفيز طاقات الشباب والشابات الإبداعية وتهيئة فرص النجاح أمامهم وتمكينهم من الانخراط في بناء الأردن الأنموذج توفرت الفرصة أمام عدد من الشباب خلال زياراته الخارجية للاطلاع على تجارب الدول المتقدمة والاستفادة منها، حيث اصطحب جلالته عدداً من الطلبة المبدعين والمتميزين في زياراته إلى الولايات المتحدة الاميركية واليابان وذلك في خطوة غير مسبوقة على مستوى العالم للتأكيد على أهمية الشباب في صناعة المستقبل.
وتشجيعا للمبادرات الشبابية النابعة من الشباب أنفسهم أطلع جلالته خلال لقائه أربعة من طلبة جامعة الحسين بمحافظة معان على توصيات الدراسة التي قاموا بإجرائها واعدتها الجامعة حول التنمية الشبابية في محافظة معان وذلك في التاسع من أيلول 2004. وفي سياق اهتمام جلالته الالتقاء بالشباب الأردني ومشاركتهم ملتقياتهم، فقد حرص على المشاركة في ملتقيي شباب الأردن الأول والثاني واللذين عقدا في منطقة البحر الميت بتنظيم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية خلال عامي 2003و2004، إضافة إلى رعاية ملتقى الشباب والتحديات السكانية والذي نظم من قبل المجلس الأعلى للسكان في 11 من كانون الثاني من العام الجاري.
وفي 28 شباط من عام 2005 رعى جلالته حفل إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب والتي أعدها المجلس الأعلى للشباب بهدف تنظيم العمل الشبابي وفقا للاولويات الوطنية، حيث جاءت الاستراتيجية للأعوام 2005-2009 من رؤية الملك عبدالله الثاني لضرورة وضع الشباب على سلم الاولويات وتنشئة جيل من الشباب المؤمن بعقيدته المنتمي لوطنه وأمته القادر على التفكير والتحليل والإبداع والتميز، وإشهار أندية الإبداع الشبابي والتي جاءت ترجمة لرؤية جلالته.
وفي السابع والعشرين من شباط 2006 اطلع جلالة الملك على إبداعات طلاب أردنيين في معرض البحث العلمي التطبيقي والإبداع، معبرا جلالته عن فخره بالمستوى البحثي المميز للطلاب. وفي السادس عشر من أيار دعا جلالة الملك عبدالله الثاني الطلاب إلى التركيز على الشق التطبيقي من التعليم لأنه الأساس لزيادة الإنتاجية الاقتصادية مؤكدا ان القدرات والمهارات التقنية والإدارية متطلب أساسي لمواجهة تحديات المستقبل.
وشدد جلالته خلال لقائه طلاب مادة التربية الوطنية في الجامعة الهاشمية في الزرقاء على مسؤولية الشباب في التنمية وقال: كل واحد منكم مسؤول عن صنع مستقبله ومستقبل الوطن مضيفا ان انجاز التنمية والتطوير مسؤولية مشتركة للحكومة والشباب والجامعات. وأبلغ جلالته الشباب بأن الهدف الذي يسعى إليه الأردن هو إيجاد بيئة توفر فرص عمل للجميع. وبهذا ألقى بالمسؤولية على الجامعات لتطوير مستواها التعليمي وربط مخرجات التعليم فيها باحتياجات التنمية وترسيخ ثقافة البحث العلمي التي تشكل، حسب قول جلالته، أساس النهضة والرفاه. وفي السادس من آب 2006 التقى جلالته في الديوان الملكي نخبة من الطلبة المتميزين في الجامعات الاردنية مؤكدا ان الاردن الذي يمثل صوت الحكمة والعقل والبعد عن المزايدات والشعارات الفارغة يسعى كما هو دوما الى توظيف علاقاته مع العالم لصالح خدمة القضايا العربية. وفي الرابع عشر من آب 2006 أكد جلالته خلال لقائه رؤساء الكتل واللجان على أهمية توجه الشباب الى برامج التدريب المهني واعادة النظر في مخرجات التعليم التي تضيف سنويا الآلاف من العاطلين عن العمل واعادة النظر بالتشريعات المتعلقة بذلك.
وفي الخامس عشر من آب 2006 أمر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين خلال لقاء جمعه في جامعة الطفيلة التقنية بالإسراع في تنفيذ جملة من المشاريع كما تبرع جلالته بمبلغ مليوني دينار لجامعة الطفيلة التقنية حديثة التأسيس دعما لها لتستطيع السير على قدميها بثبات وتنفيذ الرؤية التي أنشئت لتحقيقها والمتمثلة في إشباع السوق الأردني والعربي بالتخصصات التقنية المطلوبة لإحداث نهضة صناعية في المنطقة.. قائلا إن هذا التبرع يأتي نتيجة لاجتماع جلالته مع طلاب من الجامعة قبل نحو أسبوعين والذين أوضحوا حاجة جامعتهم للمساعدة. وأكد جلالته تقديم الدعم إلى الجمعيات الأهلية في المحافظة. إضافة إلى دعم تجمع لجان المرأة ونادي بصيرا الرياضي بالأموال اللازمة لإقامة مقرات لها وتأسيس مركز شباب وشابات نموذجي في الطفيلة حيث الشباب والشابات خاصة وانهم لا يجدون مكانا ينمي طاقاتهم ويفتح الآفاق لهم في أوقات الفراغ. في الثالث والعشرين من آب 2006 وجه جلالة الملك عبدالله الثاني كلمة ترحيبية لطلبة المدارس بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، حثهم فيها على مواصلة السير في دروب العلم والمعرفة والتمسك بالقيم النبيلة التي يزخر بها ديننا الإسلامي الحنيف وتراثنا العربي الأصيل. وفي الواحد والثلاثين من آب 2006 وضع جلالة الملك عبدالله الثاني الكرة في مرمى الشباب الأردني طالبا منهم التعبير عن أفكارهم وطموحاتهم والمساعدة في إيجاد الطرق المناسبة للوصول إليها لمواجهة تحديات القرن الجديد. فهم، كما قال جلالته عنهم فرسان التغيير ، القادرون على إحداث التغيير المطلوب.
وخلال افتتاحه ملتقى شباب كلنا الأردن التحضيري عول جلالته على عزيمة الشباب وإرادتهم وتصميمهم في بناء الأردن والمحافظة على منجزاته وترسيخ الديمقراطية والتعددية التي تغني المسيرة وتساهم في بناء المجتمع الحضاري القادر على التعامل مع الواقع والمستجدات بأسلوب وأدوات عصرية قادرة على مواكبة كل التطورات. وأكد جلالته للشباب حرصه على تأمين المستقبل الأفضل لهم، مضيفا أن الهموم والمخاوف التي تراود بعضكم حول توفير فرص العمل، وتحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، هي على رأس أولوياتنا، لأنها قاعدة أساسيه في بناء الأردن الأنموذج. وفي السابع والعشرين من كانون الأول 2006 - أمر جلالة الملك عبدالله الثاني بتوزيع المدافئ على المدارس التي تعاني من اوضاع غير ملائمة داخل الغرف الصفية في مختلف مناطق المملكة.
مقالات ملكية وعبّر جلالة الملك عبدالله الثاني في عدد من المقالات التي كتبها، عن الآمال التي يرنو إليه للنهوض بمستقبل الشباب، وتحقيق الأمن والسلم لهم، ففي مقال عنوانه مسؤولية صنع السلام ، كتب جلالته، كان والدي، المغفور له الملك الحسين، كثيراً ما يقول إن السلام هدية نقدّمها لأجيال المستقبل. وقد كانت هذه هي رؤية الأردن للمنطقة عندما اتخذ بلدنا ذلك القرار الصعب بعقد معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1994. وقاد الأردن، تاريخياً، المنطقة في الإصلاح والتنمية، ولكن الاستقرار والأمن الحديث العهد شكلا عاملين ساعدا في وضع استراتيجيتنا الطويلة المدى للتنمية، والشراكات العالمية، والإصلاح . وقال جلالته في المقال ذاته الذي نشر في الحادي والعشرين من عام 2006، في صحيفة إنترناشونال هيرالد تريبون: ونحن نسعى إلى تحقيق، ونحقق فعلاً، النمو الاقتصادي، من خلال توفير فرص جديدة للشباب؛ والحكم الرشيد؛ والمجتمع المدني المستند إلى القيم الإسلامية في التسامح، والتعاطف والتكافل، والمساواة. ففي كل مكان في منطقتنا، يريد الناس - من العرب والإسرائيليين - ويستحقّون، حقبةً من الازدهار الإقليمي، وشراكات تُوفر الوظائف، وتعليماً أفضل، وبيئة نظيفة، واستقراراً. ومع ذلك، فليس هناك بلد في الشرق الأوسط يستطيع أن يطلق أقصى ما لديه من إمكانات وطاقات في الوقت الذي ينوء فيه كاهل المنطقة بالنزاع . وفي مقالة نشرت بقلم جلالة الملك عبدالله الثاني في صحيفة كورييرا ديللا سيرا الإيطالية في الثاني عشر أيلول، 2005، قال جلالته: ويعمل الأردن وإيطاليا معاً أيضاً لتحقيق الأهداف الإقليمية الأخرى. فبلدانا ملتزمان بالأمن وإعادة الأمور إلى طبيعتها في العراق؛ وفي نطاق هذا الجهد، استشعر الأردنيون بعمق تضحيات بلدكم النبيلة. كما أننا نتعاون أيضاً في الإصلاح والتنمية الإقليميين. ومن الأهمية بمكان بالنسبة للسلام العالمي أن يتمكن الناس في الشرق الأوسط، وخاصة جيل الشباب لدينا، من المشاركة في ما يحمله هذا القرن من وعد الحرية والازدهار. وقد عمل الأردن، من أجل هذه الغاية، على تأسي