عمان - سارة القضاة - احيا أربعة عشر موسيقياً من الشباب العربي الأكثر ابداعاً من مصر ولبنان والأردن وسوريا وتونس والمغرب والمملكة المتحدة امسية موسيقية مساء اول من امس في مركز الحسين الثقافي، وذلك تحت تجمع بعنوان مطبخ الموسيقى.
وقدم الموسيقيون مزيجا من الموسيقى الحديثة، حيث امتعوا الجمهور بمجموعة من المقطوعات الموسيقية الجديدة، وعزف الشباب مقطوعات بقوالب موسيقية تمزج بين الهيب هوب والروك والجاز والفانك والموسيقى الالكترونية بمرافقة العود والناي وإيقاعات النغمات الصوفية والغناء الجميل.
ويضم مشروع مطبخ الموسيقى كلاً من فنان الهيب هوب اللبناني آر جي بي، الذي وقع عقداً مع شركة الأغاني اللبنانية المستقلة مووز وسيذهب في جولة غنائية في الشرق الأوسط في نهاية عام 2007، والمطربة اللبنانية هبة منصور التي عملت على تطوير غنائها لتتجاوز أن ينحصر تصنيفها ضمن الموسيقى العربية أو الشرقية التقليدية، فيوصف صوتها بكونه رقيقاً وحاداً في آن معاً وراسخاً ضمن ألحان قوية.
والملحن وعازف الإلكترونيات التونسي إسكندر بسبس، الذي يعد من أشهر الفنانين متعددي المواهب في تونس، ويتمتع بأسلوب مميز خاص به. وحقق فريقه الموسيقي سكين لايك كريم نجاحاً على الساحة الموسيقية بألحانه المتميزة، كما ينضم ايضا قارع الطبول وعازف الايقاع لطفي سوا الذي صنع له اسماً على الساحة الدولية، وقد قام بالعزف مع أمين وحمزة المريحي في مارسيليا وباريس وأوكسير وكوبنهاجن. ويتنوع تأثير أدائه الموسيقي ليشمل العمل مع عازف الإيقاع الهندي راشمي بات وعازف الإيقاع التركي عزت كيزيل.
ومن المملكة المتحدة عازف البيانو والأورغ أندرو مكورماك، الذي استطاع ان يحقق لنفسه مكانة في ساحة موسيقى الجاز في لندن بعمله جنباً إلى جنب مع موسيقيين بارزين مثل راندي بريكر وكورتني باين وجوليا روبرتس.
اضافة الى عازف درامز ليو الذي يمتد عمله ليغطي مجالاً واسعاً في ساحة الموسيقى المعاصرة في المملكة المتحدة.
ويقود هذا التعاون الفريد عازف الجيتار جاستين آدامز المعروف في المملكة المتحدة لاشتراكه في العمل في فرقة سترينج سينسيشن (إحساس غريب)، للموسيقي روبرت بلانت.
كما يضم المشروع عازف الجيتار المصري أوسو، وهو عازف الجيتار الأول للفرقة الموسيقية المصرية الشهيرة نغم مصري وهو أيضاً موسيقي رحال يجوب العالم دامجاً فهماً عميقاً للموسيقى الرائجة المصرية والغربية المطعمة بالحس الشرقي المميز. وبصفته موسيقياً شاباً ساخراً، فإنه يكره أن يتم تصنيف أعماله ضمن لون موسيقي محدد، ويصر هو وزملاؤه في الفرقة على أنهم يغنون من أجل مصر مستعيرين في أغنياتهم أبياتاً لكبار الشعراء مثل صلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم، بدلاً من ترديد كلمات الأغاني التقليدية حول الحب وخسارته. ويقف أوسو أيضاً وراء تنظيم المهرجان الموسيقي المبتكر أس أو أس في القاهرة.
أما توفيق حازب الملقب ببيج، فيعتبر من أشهر مطربي الراب في المغرب حالياً، وهو يغني الراب باللغتين العربية والإنجليزية ويلحن أغانيه الخاصة. أصدر أول ألبوم له في عام 2006 وقد حقق نجاحاً باهراً في بلاده، ويغني الى جانبه المطرب وصانع الأفلام والموسيقي متعدد المواهب المغربي هشام باجو.
فيما تشاركهم من الاردن المغنية ربا صقر، التي تشع أعمالها بالبهجة، حيث تتمتع ربا بخبرة كبيرة في العمل في مشاريع تعاون دولية، حيث اشتركت في مشروع كونفيوشون التابع للمركز الثقافي الفرنسي. وشاركت بعد ذلك في مؤتمر آراب دايز، وعازف الجيتار الكهربائي يعقوب سعيد أبو غوش الذي يعد من أكثر الموسيقيين الشباب المثيرين للاهتمام في الأردن وقد قدم عروضاً دولية مع فرقة رام لطارق الناصر.
ومن سوريا ينضم عازف العود عصام رافع الحائز على التقدير وعلى الجائزة الأولى في مسابقة القاهرة للارتجال في التقاسيم على العود في عام 2000، عازف الناي مسلم رحال الذي يُعد من أشهر عازفي الناي في سوريا، وهو يعزف منفرداً في الفرقة السمفونية الوطنية السورية منذ تسع سنوات.
ويهدف مشروع مطبخ الموسيقى، الذي ينظمه المجلس الثقافي البريطاني، إلى دعم الشراكة بين الموسيقيين المنحدرين من أصول مختلفة وتطوير مهاراتهم وعرض نتاجهم عالمياً، إضافةً إلى تعزيز الفهم المتبادل لتنوع البيئات الثقافية والقدرات الإبداعية.
وتعود بداية المشروع إلى أيار الماضي، حين التقى الموسيقيون الشباب لمدة ثلاثة أسابيع في المملكة المتحدة، كثفوا خلالها عملهم لتأليف موسيقى جديدة والتدرب على عزفها معاً بقيادة المنتج الموسيقي وعازف الجيتار البريطاني جاستين آدامز.
ويعد اختيار آدامز للمشاركة في هذا المشروع أمراً طبيعياً نظراً لخبرته الواسعة والمتنوعة، وقد سبق له المشاركة في مشاريع موسيقية للمجلس الثقافي البريطاني في كل من سوريا وتونس.
ويقول ادمز عن هذه التجربة إن الموسيقيين المشاركين ينتمون إلى خلفيات مختلفة ومتنوعة جداً، ولكن هنا تتجلى مساعي مشروع مثل مشروع مطبخ الموسيقى. وقد تم تنظيم العروض والإقامة للموسيقيين في المملكة المتحدة بالتعاون مع شركة سيريوس وهي من الشركات الرائدة في مجال دعم الحفلات الفنية.
وخلال فترة عملهم التدريبية معاً في المملكة المتحدة، قام الموسيقيون بإحياء حفلات عامة في كامبردج وجيتسهيد ولندن. وغطى الإعلام البريطاني هذه الفعاليات بحماسة.
وفي حزيران انتقل المشروع إلى الدار البيضاء، حيث أحيت المجموعة، إلى جانب العديد من الفرق المغربية الأخرى حفلاً موسيقياً وذلك على هامش فعاليات مهرجان البوليفار للشباب.
فيما ينتقل المشروع في شهري تموز وآب بعد محطة عمان الى القاهرة ودمشق وتونس.
