صلاح العبّادي - بدأ فريق عمل المسلسل الكوميدي طاش ما طاش تصوير بعض حلقاته في الأردن، للعام السادس على التوالي، بغية إشراك الفنان الأردني في هذا العمل الذي لاقى أصداء إيجابية على الصعيد العربي. ووفقاً لما قاله الفنان عبدالله السدحان الذي يقوم ببطولة هذا العمل في الجزء الخامس عشر منه، فإن ما يتميز به الأردن من وجود الأمن والاستقرار، إضافة إلى توافر عوامل الراحة، وما يتصل بها من تقارب في الكثير من العادات المشتركة بين الشعب الأردني وشقيقه السعودي، هو ما شجّع على اختيار الأردن. وأكد في تصريح إلى الملحق أن توافر الإمكانيات المتاحة، خاصة ما يتعلق منها بالموارد البشرية الأردنية وتوافرها، كان دافعاً لاستثمار هذه الموارد وتوظيفها في إنتاج العمل.
ورأى أن إيجاد عمل درامي متميز يتطلب نصاً محكماً إضافة إلى وجود شركة فنية تعنى بالإنتاج، إضافة إلى انتقاء المشاركين فيه؛ بما يتناسب مع طبيعة الشخصيات، دون إغفال الجانب التقني والفني الذي يتطلب وجود فريق عمل متخصص، يعنى بهذا الجانب، وتوفر المورد المالي. ولفت إلى أن طاش ما طاش باعتباره عملاً كوميدياً ساخراً، يهدف إلى إيصال رسالة هادفة إلى التغيير في السلوكيات، والإشارة إلى ما تتضمنه من جوانب سلبية، دون نسيان الحديث عن الايجابيات والإشادة بها.
وحول كيفية اختيار حلقات العمل، والمواضيع التي ستعالج من خلالها، بين السدحان أن ورشة عمل تعقد لهذه الغاية بمشاركة كتاب؛ بغية تبادل الأفكار التي تدور لديهم، والاسترشاد بآراء المشاهد العربي، الذي يبادر بطرح أفكاره ووجهات نظره، حول ما يجول في خاطره من أفكار لها أهميتها في المجتمع، مؤكداً أن حلقات العمل هي نتاج رؤى مشتركة، خرجت بها ورشة العمل، بعد صياغتها في حلقات منفصلة.
وأشار إلى أن وجود مواضيع حياتية متجددة ومتغيرة حسب ظروف الزمن ومقتضياته، وما يشهده من تحولات مختلفة، شأنه أن يتطلب معالجة ساخنة، والخوض في تفاصيلها، مؤكدا أن الاختلاف في حلقات العمل وأجزائه على مر السنوات الماضية، يعود إلى تباين الظروف المعاشة ومشكلاتها. وحول مدى ملامسة حلقات المسلسل لواقع الشباب، قال السدحان: إن ما يلامس الشباب العربي من ظروف وتحديات هي واحدة، وإن كان الاختلاف بينهم في الملبس واللهجة، فالمعاناة واحدة، والعالم بأسره قرية صغيرة، بفضل التطور التكنولوجي، والفضائيات وما قامت به من تقارب بين الشعوب .
وانتقد الدراما العربية من حيث عدم ملامستها لوجدان الشاب، وهو ما أرجعه، إلى المبالغة فيها، أو طرحها بأسلوب يميل إلى الجدية بعيدا عن المرونة، الأمر الذي لا يتناسب مع ثقافة الشباب وطبيعتهم. وذكر أن هذا العمل يتميز بمعالجته لقضايا مختلفة هي موضع اهتمام المجتمع، بشكل عام، والشباب على وجه الخصوص، خاصة وأن قضاياهم تطرح بأسلوب ساخر. وبين السدحان ما واجه العمل من تحديات وصعوبات أثناء تصويره خلال السنوات الماضية، لا سيما وأن إشكاليات مختلفة مرّ بها الفريق القائم عليه، لا سيما ما يتعلق بنشر مفاهيم خاطئة تجاه أفكاره، وتحريم المسلسل من قبل البعض، بحجة تعرضه لرجال الدين، وهو ما نفاه السدحان، كون العمل يتعرض لنقد سلوكيات لها أثرها السلبي.
وفيما يتعلق بدور الدراما في معالجة قضايا الواقع وتحدياته، أكد أن أي عمل فني متى ما وصل إلى وجدان الشباب العربي؛ بالاعتماد على الأسلوب الكوميدي أو الضحكة أو النكتة، أو من خلال طرح موضوع اجتماعي مهم بأسلوب صادق يتناسب مع ذهنية الشباب العربي؛ فإن العمل سيلقى أصداء إيجابية لا سيما وأنه يستهدف فئة ذات عقول ناضجة، لكنهم يعانون من وجود أخطاء وثغرات تتطلب الصواب، كون فكرهم تطور.
واعتقد السدحان أن الدراما ليست معنية بمعالجة قضايا الشباب على وجه الخصوص، باعتبار أن هذه الفئة، هي جزء من مجتمع واسع، له مشاكله وهمومه المتباينة، الأمر الذي يستدعي الالتفات إليها دون إغفال، مما يؤتي ثماراً إيجابية بالنسبة للشباب من خلال الوصول إليهم باعتبارهم جزءا من مجتمع متكامل والتعامل معهم على هذا الأساس.
وفي سؤال حول موقع الدراما العربية ومدى تميزها في طرح المستجدات من القضايا المختلفة ومناقشتها، قال: هناك أعمال حققت نجاحا، لكن غالبها ضعيف، وهو ما قد يرتبط بالجانب التقني الذي يتطلب توافر تجهيزات تنهض بالتصوير، أو فكري ذو صلة بالنص، لا سيما في حال وجود محاولات ل تمطيط النص؛ بهدف السعي لتصوير أكبر عدد ممكن من الحلقات، رغبة في تحقيق مردود مالي مجز، وفي هذا السياق أكد ضرورة الاعتماد على طبيعة النص وعناصره في تحديد عدد الحلقات المراد تصويرها . واوضح أن ركائز العمل الفني الجاد، تعتمد على وجود النص المتميز مع الحبكة، إضافة إلى الإنتاج والإخراج والطاقم الفني الذي تقع عليه مسؤولياته في هذا الجانب، إضافة إلى الممثلين الذي عليهم مسؤولية استقطاب المشاهد بالاعتماد على قدراتهم وحضورهم لدى الجمهور.
وحبذ السدحان إيجاد مزيد من الأعمال الفنية التي تعالج قضايا الواقع والمستقبل، دون صرف الجهود في الحديث عن الماضي - كون الماضي انتهى - الا في حال وجود دروس وعبر مستقاة منه. وإذا ما كانت لهجة شخوص العمل الدرامي تشكل حاجزا بين العمل الفني والمشاهد العربي، لا سيما في حال عرض العمل في دولة أخرى، قال: قد تكون اللهجة عائقاً في إيصال الرسالة الدرامية الهادفة، الا إذا خففت واخرجت من التقعير ، معتقدا أن لباس الممثل وفقاً لطبيعة المشهد المراد تصويره لا يمثل إشكالية لدى الجمهور، من حيث الاهتمام بالعمل. وأشار إلى أن طاش ما طاش في بداياته لم يصل إلى المشاهد العربي جراء اختلاف اللهجة، لكن مع مرور الوقت وتخفيف اللهجة، وصل إلى المشاهد وتمكن من تحقيق أهدافه بدءاً من الجزء السابع، الأمر الذي حدا بالكثير من الفضائيات لإعادة بث حلقاته.
وذكر مخرج العمل عبد الخالق الغانم أن المسلسل يتناول في حلقاته مواضيع اجتماعية، تعرض في شهر رمضان المقبل، على إحدى القنوات الفضائية، كونه انتج لصالحها، وبين أن العمل لهذا العام يأتي في 30 حلقة، مدة الواحدة منها تتراوح ما بين 25-35 دقيقة. وبين أن عناوين الحلقات تندرج في الاستثمار الهش، الداهية، الشوارع الخلفية، القرود المقاريد، المدانة في جزءيها الاول والثاني، والنشبة، تمسكن حتى تمكن، امن العقوبة، إضافة إلى أخريات.
واستذكر عدداً من الفنانين المشاركين في المسلسل، منهم ناصر القصبي، يوسف الجراح، فهد الحيان، بشير غنيم، محمد طويان، حبيب الحبيب، يحيى قماري، زهور حسين، أميرة محمد، ديانا رحمة، ريم بشناق، اضافة الى المشرف العام للعمل عبدالرحمن الزايد. واعتبر مدير التصوير قصي الحديدي أن تجربته في هذا العمل للسنة الخامسة على التوالي، تعود عليه بنتائج إيجابية لا سيما وأن طاش ما طاش غدا عملاً عربياً متميزاً له حضوره ومشاهدوه، الذين يترقبونه طوال العام، لما يحتويه من جرأة وموضوعية في الطرح.