الزرقاء - ما جد الخضري - لم تجد غدير ذات السنوات العشر وأخواتها الثلاث سوى دار رعاية الفتيات تضمد جراحهن بعد ان ألقت بهن تصاريف الحياة الى المجهول فالأب توفاه الله ، وإلام قررت ان تتزوج لكن الزوج الجديد اشترط عليها ان تترك بناتها الأربع .
أمام رغبة إلام بالزواج لم تجد بدا من قهر عاطفة الأمومة والتخلص من بناتها من اجل تحقيق رغباتها فكان مصير الفتيات الأربع دار رعاية الفتيات التي تتبع جمعية الثقافة الإسلامية.
في هذه الدار تسمع وترى قصصا اقرب الى الخيال منها الى الحقيقة فسمية وشفاء تزوجت والدتهما أيضا وتركتهما تكابدان صعوبات الحياة فكان مصيرهم هذه الدار ، وصابرين يتميه الأب تزوجت والدتها واصبحت هي العائق الوحيد امام استمرار الزواج فقررت إلام التخلص منها ووضعها في دار رعاية الفتيات .
إما إسلام وراية فوالدهم أصابه المرض ولا يستطيع الحركة ووالدتهما لم تعد قادرة على تحمل أعبائهما فقررا وضعهما في دار الرعاية التي تضم بين جنابتها عشرين فتاة تروي كل واحده منهن قصة من قصص التفكك الأسري والأنانية التي باتت تتحكم في المجتمع.
وتقول منال الدباغ مشرفة الدار بان الدار ترعى العديد من الفتيات اليتيمات أو اللواتي يتعرضن لظروف أسرية سيئة وتشير الى ان حالات التفكك الأسري واليتم في المجتمع بازدياد وان هذه الدار لا تبخل على نزلائها من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين الخامسة والخامسة عشرة . وقالت ان الدار تؤمن خدمات المنام والمأكل والملبس للنزيلات ومعظمهن يدرسن في المدارس القريبة من الدار.
وبين رئيس الجمعية فوزي الشافعي ان اعداد الفتيات القادمات الى الجمعية بازدياد مشيرا الى ان دار الرعاية تتسع لعشرين نزيلة في الوقت الحالي وان هناك مشروعا بكلفة مائتي الف دينار من اجل توسعة الدار.
وبين أنه تم إضافة جناح جديد يتسع لخمس عشرة نزيلة جديدة بشكل سريع على ان تتضاعف السعة مع المشروع الجديد . وقال في ان الدار تقبل الفتيات من مختلف مناطق المملكة وإنها تقبل في كثير من الأحيان فتيات أعمارهن اكثر من خمسة عشر عاما .
وقال ان القبول يتم بعد إجراء دراسة اجتماعية لواقع الفتاة وأسرتها مشيرا الى ان مئات الفتيات تخرجن من هذه الدار وان بعضهن أكمل مشواره التعليمي الجامعي بمساعدتنا وبعضهن تزوجن وما زلن يذكرن فضلنا عليهن ويزرن الدار بين الفينة والأخرى.
