سناء الشوبكي - هل بات يشكل زواج الأقارب هروباً من الأعباء المالية التي يفرضها أهل العروس على الشاب المقبل على الزواج، التي يرى معظمهم أنها تشكل عقبة حقيقية في طريق الارتباط المقدس؟.. أم للحفاظ على ميراث الأسرة إذا كانت مقتدرة؟.. أم هو موروث اجتماعي مرتبط بالعادات والتقاليد؟! تقول حليمة فايز إن اقتراني بابن عمي كان من أبرز الأسباب التي أدت إلى إنجابي طفلاً معاقاً واستيائه الشديد والدائم من ذلك مدعياً أنني السبب.
وتؤكد فادية راضي: تزوجت من ابن عمتي قبل 4 سنوات لكن زواجنا لم يستمر بسبب تدخل الأهل المستمر في شؤوننا الخاصة وإجباره الدائم على التنازل عن حصتي له بميراث والدي. ويشير محمد العايد الى أن زواج الأقارب منعه من الاقتران من المرأة التي يحب حفاظاً على ميراث العائلة من الضياع.
أما الأخصائية في علم الاجتماع الدكتورة لبنى العضايلة فتقول: ينبغي التنبه إلى أن بعض الحالات من زواج الأقارب ليست بدافع الحياء ولكن بدافع الحرص على الميراث داخل العائلة ومن باب أن القريب أحق من الغريب.
وأكدت أن هذا الزواج ظاهرة في مجتمعنا للاحتفاظ بالورثة لتعزيز الوحدة الأسرية وترابطها وتوثيق العلاقات وتخفيض المهور والتقليل من احتمالات الطلاق.
وأضافت أن زواج الأقارب زواج بين شخصين تجمعهما رابطة الدم، مشيرة إلى أن الزواج يعد من الموروثات الاجتماعية المرتبطة بالعادات والتقاليد في مجتمعاتنا العربية بشكل عام والأردن بشكل خاص. ورأت أن اغلب مجتمعاتنا تحث على زواج الأقارب لأسباب عدة أبرزها انه يتماشى مع العادات والتقاليد ويساعد على التقارب الاجتماعي بين أفراد العائلة الواحدة.
وأضافت ان الزواج المثالي في زواج الأقارب النسب الخط الأبوي بنت العم وذلك لسهولة التفاوض على أمور الزواج وتوابعه باعتباره جزءا من تقاليد العائلة.
وقال الأخصائي في علم النفس الدكتور نبهان أبو صليح: كثر الحديث عن علاقة زواج الأقارب والأمراض الوراثية في الذرية وذلك نتيجة للتقدم العلمي في علوم الوراثة في عصرنا الحاضر وما صاحب ذلك التقدم من اكتشاف كثير من الحقائق العلمية التي لم تكن مفهومة في العصور الماضية. وترجع أهمية هذا الموضوع إلى أن زواج الأقارب مفضل في بعض المجتمعات وبخاصة الشرقية منها لأسباب عدة منها الرغبة في الاحتفاظ بالثروة داخل الأسرة، وصغر السن عند الزواج وما يصاحبه من عدم النضج العاطفي وانفراد الآباء بالقرار، وتحتم التقاليد في بعض القبائل العربية ألا يتزوج البنت إلا ابن عمها. مشيراً إلى أن ابرز الأمراض التي تنتج عن زواج الأقارب هو فقر الدم (التلاسيميا).
ويضيف أبو صليح أن أكثر الأمراض الوراثية شيوعاً بين مواليد المتزوجين من الاقارب هي الأمراض المنقولة عن طريق الوراثة. ويرجع السبب في هذه الزيادة لانتقال مورثات غير سليمة من أحد الأجداد المشترك بين الأبوين وينتقل هذا المورث غير السليم إلى أحفاده. وإذا تزوج هذان الحفيدان من بعضهما بعضاً فان كل واحد منهما قد يعطي النسخة غير السليمة لأحد أبنائه.