صلاح العبّادي - هل باتت الأماكن الحيوية مناظر يأتي إليها الشباب من شتى مناطقهم للتمعن بها دون إدراك الأثر السلبي المترتب جراء ذلك؟ وهل جاء جسر عبدون المعلق باعتباره حلاً للاختناقات المرورية في ذلك المكان؟ أم غدا سبباً في تجمهر الشباب بالقرب منه للتمعن بإبداع تصميمه؟
في عبدون شخصت المشكلة.. سيارات تزدحم بالمكان وفي شوارعه المختلفة، فوضعت الدراسات، وكان الجسر هو الحل؟ لكنه غدا مكاناً يتجمع بالقرب منه شباب قدموا من مختلف المحافظات بدافع الفضول، ولتشوقهم للتمعن بجمال المنظر، متناسين الأثر المترتب جراء التجمهر.
وفي حديث لـ الملحق رأى عدد من الشباب أن جسر عبدون المعلق أضاف معلماً حضارياً بارزاً، يدفع بالكثير من أقرانهم للتردد على هذا المكان من مناطق عدة، بهدف الاطلاع على جماليات المعلم. وقالوا إن الأزمة المرورية التي يشهدها دوار عبدون خاصة يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، سببها وجودهم المستمر في هذا المكان، دون أسباب تذكر، لكنهم يصرون على هذا الوجود، برغم أن فتيات يشكين الزخم الشبابي بالقرب من دوار عبدون، إذ قلن إنه يؤثر عليهن سلباً خصوصاً وأن بعض الشباب يتلفظ بكلمات لا تناسب ثقافتهم ومستواهم الاجتماعي. وفي الوقت الذي تلقي فيه شروق أحمد حمود باللائمة على الشباب من الذين يجلسون في منتصف الدوار ، إلا أنها تأخذ مكاناً لها ورفيقاتها بالقرب منه للاستمتاع بتناول الوجبات السريعة، والمكسرات. واعتبر عمر القيسي أن تجمع الشباب في هذا المكان هو ظاهرة مؤقتة لا يمكن أن تستمر، إذا ما أخذ بالاعتبار أن كل ما هو جديد يلفت الانتباه، ويستوقف المارة، وتوقع أن تخف حدة هذه الظاهرة التي وصفها بالمعرقلة لحركة السير. وأكد محمد حسن يعقوب أهمية إيجاد أماكن ثقافية ترفيهية ذات بُعد سام للنهوض بالشباب، وإشغالهم للحد من السلوكيات السلبية المرتكبة من قبل بعضهم. وقال: إن وجود الفراغ لدى بعضهم، وعدم تمكنهم من إدارته هو نواة المشكلة التي يجب التغلب عليها في العمل الهادف البناء . ورأى رامي عوينات أن التجمع في الأماكن العامة دون وجود سبب، هو ظاهرة لا يمكن الوقف مكتوفي الأيدي أمامها، وبخاصة أن أبعادها سلبية؛ إذ ترمي إلى إعاقة الحركة المرورية، لا سيما وأن فتيات يخجلن من المرور في هذه الأماكن.
وعبرت ذكريات البدور عن رفضها لهذه السلوكيات، وقالت: إن لديها شعوراً بالحرج يمنعها من مرافقة الأهل إلى مثل هذه الأماكن؛ لما تجمعه من فئات وثقافات مختلفة في تفكيرها وطرق التعبير عنه . وأفصح صالح الداوود عما يشعر به من خوف تجاه الجسر المعلق، وهو ما يمنعه من التوجه بسيارته من خلاله إلى منطقة دوار الداخلية، إذ يضطر إلى تجاوز اجتيازه عن طريق الالتفاف من الدوار الخامس.
وأشار عبدالله العبده إلى محاولات يقوم بها لالتقاط صور ترصد جمالية وادي عبدون من أعلى الجسر، دون أن يدرك خطورة ما يقوم به وخصوصا أن السيارات تسير بسرعة تتجاوز المحددة.
ودعا محمد الطرزي المعنيين لاتخاذ الإجراءات بحق سالكي الجسر الذين يتجاوزون السرعة دون الالتفات إلى ما تترتب عليها من نتائج، قد تودي بحياتهم لا قدر الله.