سماح أبو دقة - غيوم بيضاء تتشكل داخل المقاهي.. تطلق من أفواه شبابٍ في جلسة مسائية.. يرفهون بها عناء يوم شاق قضوهُ بالدراسة والعمل..
وأصبحت الشيشة.. عنصرا أساسيا من مقومات أي سهرة شبابية، فدفئها يضفي المتعة والشجون على أفراد الشلة، وروائح المعسل تعبق بجميع أنواع الفواكهة التي تعطر الأجواء.. واليوم لم تعد مقتصرة على الذكور كما كانت قبل سنوات قليلة، فهي مفضلة بالنسبة للكثير من الفتيات اللواتي يحرصن على توفيرها ضمن مستلزمات المنزل، ومع أغراض الشواء في صندوق المركبة. وعبر محمد الحلو عن عشقه للإرجيلة التي كانت ترافق جلساته ورحلاته العائلية، وذكر ان بدايته معها كانت من خلال حب الفضول دفعه لاستكشاف الرائحة الزكية المنبعثة منها بعيداً عن أنظار الأهل.
ورأى توفيق البيطار أن الشيشة موضة العصر لدى بعض الشباب يرفهون بها عن النفس في سهراتهم ومناسبتهم الخاصة، ويعتبرها البعض الأخر بديلا عن الدخان.
وبين أن غالبية الشباب لا يعلمون حقيقة مضار الشيشة وتأثيرها السلبي على الصحة، لأنهم ينخدعون بنكهات معسل الشيشة التي يبتكرها أصحاب المقاهي.
واعتقدت سرين أبو صبح أن الشيشة تقليد يعتاد عليه الشباب من السهرات العائلية، فالأب معتاد على السهر بصحبة الشيشة، وتنتقل العدوى بين الأبناء المراهقين بتقليد مثلهم الأعلى وتصبح فيما بعد عادة ترافقهم في سهراتهم الشبابية.
في حين اعتاد مهند عبد الرحمن شرب الشيشة منذ الصغر، لوجودها كطبق رئيسي في السهرات العائلية، حب الفضول دفعهً لتجربة بالبداية وأصبحت عادة يتمثل بها في جلساته. واجمع عدد من الشباب بأن الشيشة غدت تقليدا يواكب لدى الكثير من الفتيات اللواتي يحرصن على توفيرها أثناء جلوسهن في المقاهي العامة، بينما تخلو جلسات العديد من الشباب في هذه الأماكن من الشيشة.
من جانبها أشارت د. هند سلامة إلى انتشار الشيشة في المقاهي وبين النساء بشكلٍ خاص لاعتقادهن أنها أفضل من التدخين والحقيقة هي اخطر، فتدخين الشيشة خلال ربع ساعة فقط يعتبر تدخيناً ل 15 سيجارة.
ورأى أن الشباب يرغبون شرب الشيشة لابتكار نكهات خاصة بالشيشة تجذبهم مثل العسل والدبس لا يعلمون مكوناتها وأضرار تفاعلها عند احتراقها مع الفحم، والتي ينتج عنها مواد سامة يستنشقها المدخن.
ولفتت سلامة إلى جهل الشباب بانتقال الأمراض المعدية عن طريق أنبوب الشيشة الذي يستخدم من فم لأخر، والذي يحاول البعض تفاديه باستخدام قطعة بلاستيكية خاصة للشرب لكن دون فائدة، لان الفيروس ينتقل عبر الأنبوب.
وبينت أن استنشاق دخان الشيشة يؤدي إلى تباطؤ في حركة الأهداب والشعيرات داخل القصبة الهوائية، والتي تقوم بوظيفة المكنسة بدفع الجراثيم والمواد المخاطية والأوساخ خارج الرئة، موضحه أن استنشاق الدخان لمدة طويلة يؤدي إلى شل حركة الأهداب فتصبح الرئة عرضة لمختلف أنواع الإصابات.
وقالت سلامة إن: شدة تعلق المراهقين بالشيشة هي أصعب المراحل العمرية التي يمر بها الفرد في حياته، والتي تنعكس على جسده ومستوى تفكيره بالمستقبل، وقد تصبح وسيلة للترويح عن نفسه عند مروره بأزمات نفسيه.
