خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

القمار ..إدمان مستقبله مجهول

القمار ..إدمان مستقبله مجهول

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

اشرف الغزاوي - لم يدر بخلد أبو عمر ( 60 عاما) أن يعيش أواخر سني عمره فقيرا معدما ، يستجدي الآخرين ثمن قوت يومه ، بعد أن التهمت لعبة القمار ثروته ، الأمر الذي أشعره بالندم المتأخر ، بعد أن ثبت له - حسب تعبيره - أن القمار ، ما هو إلا مغامرة ، ختامها مستقبل مجهول . أبو عمر ، أحد الذين كوتهم نار القمار ، على مدى سنوات ممارستهم للعبة الحظ ، والتي يصفها ممارسوها ، بأنها إدمان يصعب الإفلات منه ، متناسين نتائجه السلبية والاجتماعية والمادية ، وحتى النفسية على الفرد .
ويروي أبو عمر ، الذي بدا بشعره المتناثر وثوبه الممزق ، أنه مارس لعبة القمار على مدى أكثر من ثلاثين عاما ، بدأت على اعتبارها تسلية ، لقضاء الوقت ، ما لبثت وان باتت وكأنها الملاذ الوحيد له ، إلى أن وصل إلى اليوم الذي لم يعد ينفع معه الندم .
ويزيد ، بان الخسارة الكبرى له ، كانت بتنكر زوجته وأبنائه له ، جراء إهداره لأملاكه ..''فالزمن لم يبق له شيئا من دنياه '' ، ويختم حديثه بأمنيته أن توافيه منيته اليوم قبل الغد !.
حكاية أبو عمر واحدة من بين آلاف الحكايات لأفراد اتبعوا مسلك القمار، فمن شاب في مقتبل عمره ، اعتاد المقامرة ، فنسي بناء مستقبله وأسرته ، إلى رجل لم تردعه خصائل شيبه ، وشباب أبنائه وقهر زوجته ، من إصراره على مواصلة مقامراته بمستقبلهم ، وصولا إلى اسر تفككت ، وخسرت ( أعراضها ) اثر خسارة مالها ، لتكون تلك النتيجة ، الأكبر في عالم المقامرين ، المغامرين في دائرة المجهول !.
عادل 34 - عاما بدأ لعب القمار منذ سنوات كتسلية مع أقرانه ، لكن التسلية ما انفكت وان تحولت إلى عادة ، يمارسها يوميا ، بحيث لا يستطيع تركها ، بالرغم من إزهاقها لأمواله المتأتية من دخله الوظيفي المتواضع ..
ويروي عادل ، بأنه حاول عدة مرات الانفكاك من لعب القمار ، إلا انه لم يستطع ، على الرغم من الخلافات الأسرية مع زوجته بهذا الشأن ، والمستغرب بأنه - عادل - يعترف ضمنا بأن ما يقوم به خطأ لكنه - حسب قوله - لا يمكنه مفارقة ما تعود عليه على مدى سنوات ، بين ليلة وضحاها ! .
شهادات ( مقامرين ) تكشف ما يشبه التنظيم للمقامرة ، فمن شقق مملوكة لأشخاص مهمتهم ترتيب جلسات المقامرة مقابل دفع البدل - الخدمة - التي يسدد مقابلها من جيوب المقامرين على مدى ساعات اللعب الطويلة ، إلى بعض المقاهي التي تسمح بتلك الممارسات بطرق سرية مخالفة للقانون .
ولكن مع صعوبة وعجز المقامرين الإقلاع عن القمار المحرم شرعا باعتباره ( رجس من عمل الشيطان ...) ، يطرح التساؤل نفسه ، هل القمار عادة أم إدمان ؟ .
تثبت دراسة علمية أجريت في ألمانيا من قبل باحثين ونشرت في مجلة (نيتر نورو ساينس )- حسب النشرة العربية لوكالة (ب ب سي )على الانترنت - وجود تشابه بين النشاط الذهني لدى الأشخاص المفرطين في لعب القمار ومدمني المخدرات بما يدلل وفقا للدراسة إلى أن القمار نوع من الإدمان .
وبينت الدراسة أن مناطق الدماغ التي تنشط عند إحساس الفرد بالمتعة عند تحقيقه غاية ما ، تقلل نشاطه ، ولا تقوم بدورها بنفس الفعالية عند متناولي المخدرات والمقامرين على حد سواء . ورأت الدراسة أن المدمنين لا يستطيعون الحفاظ على نفس المستوى من مادة ( الدوبامين ) في الدماغ وهي المادة المسؤولة عن الإحساس بالرضا والمتعه ، لذلك فهم يحتاجون إلى مهيجات أقوى لبلوغ المتعة كالمخدرات والقمار المفرط .
ويعتبر رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة اليرموك الدكتور عبد العزيز الخزاعلة أن القمار سلوك سلبي يقوم بين طرفين معتمدا على المراهنة يسلب فيه أحد الطرفين الآخر وفقا لشرط اللعب ، مشيرا إلى أن القمار لا يقع في خانة العمل لأنه يسلب ما للغير من أموال وممتلكات كما أنه ليس سلوكا قائما على تطوير مهارات بدنية أو ذهنية مفيدة يمكن أن يحصل من خلالها الفائز على جائزة علمية أو رياضية .
ويتفق الخزاعلة بان القمار إدمان يؤدي إلى هلاك النفس والمال والكرامة شأنه شأن المخدرات في إشارة إلى ما يسببه من إبعاد الإنسان عن الواقع بحيث لا يستطيع التكيف أو التعايش معه فيهرب من العمل والإنتاج والطرق المشروعة للكسب إلى المغامرة والمقامرة المدفوعة الثمن على أمل ان تتاح له فرصة محدودة جدا تكون أقرب الى الوهم والذي يحرك سلوكه ومشاعره باتجاه أنه سيكون ( الغالب ) .
ويشير إلى أن مجموع ما يدفعه المقامرون المدمنون هي أضعاف ما يحصل عليه أحدهم فالمقامرون دوما خاسرون لان الفاقد يذهب إلى أولئك الذين يديرون شبكات القمار والذين يعتمدون على الإغواء والإغراء بأشكاله المختلفة ، في إشارة إلى التطور العصري لأشكال القمار والذي بدأت تديره شبكات عالمية منظمة موزعة ما بين محطات تلفزيونية وإذاعية وشبكات اتصال هاتفية والانترنت معتمدة على العروض الكلامية ومشاركات الناس للإجابة على أسئلة ساذجة تعمل على إعادة إنتاج التخلف .
ويرى الخزاعلة ان تلك العروض باتت مشجعة لممارسة مختلف أشكال القمار من قبل الشباب من خلال ( العزف ) على الأوتار الحساسة لديهم ومحاولة اجتذابهم بمختلف الطرق لتحقيق الربح السريع واليسير على حسابهم .
وحذر الخزاعلة من خطورة تلك الأوضاع على الجيل الناشئ ، مؤكدا على أهمية إعادة النظر في أساليب التنشئة لتتلاءم مع مخرجات تكنولوجيا اليوم والغد من خلال منحهم الاستقلالية التي تمثل المطعوم الواقي من المؤثرات السلبية وزيادة قدرتهم على حماية أنفسهم وقدرتهم على الحكم .

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF