كيف استطعت ان افكر بهذا؟ وكيف لي ان احب وانا متزوجة؟ ما هذا الصراع الداخلي الذي ينتابني بالشعور بالذنب لمجرد التفكير بالامر؟ عواطف ومشاعر غريبة مرفوضة مصيرها الظلام! هذا هو الوضع الطبيعي الذي ينبغي ان تشعر به تلك التي تفكر بهذا... ولكن هل يعقل بان زوجات هذا القرن بتن يفصلن بين تلك المشاعر العاطفية وبين الخيانة الفعلية لتبدو المشاعر مقبولة ولا حرج منها؟؟ هل يعقل ان تكون مثل تلك الحالات باتت من متطلبات العصر الحديث؟ هل يكفي ندمها لنسامحها؟ ان كانت تشعر به اصلا!!! قصص بعضها قد يكون مقبولا اجتماعيا، واخرى يحكمها الوضع النفسي بالدرجة الاولى، وتلك التي لا تملك اي مبرر ايا كان زوجها ولا تحتمل النقاش حتى!
سارة: مشاعر قديمة
قصة حب ككل القصص التي نسمعها، سارة ام وزوجة منذ 25سنة، لا تنكر قصة الحب التي عاشتها في ازقة الحي التي كانت تعيش فيه لابن الجيران، ولكن تشير ان الاحساس الذي كان ينمو مع حبها لم يتعد تبادل النظرات البريئة وارسال الرسائل رغم قصر المسافة بينهما، حيث لم يكن الانفتاح الذي نعيشه في ايامنا هذه من هواتف خلوية ودخول او خروج في اوقات غير محددة تقريبا، لكن سرعان ما بات هذا الحب في عداد الذكريات لا غير، حيث لم يشأ القدر ان يجمع فيما بيننا وذلك لرفض والدي الزواج منه لتدني وضعه المادي، وسرعان ما جاء القدر الثاني لارى نفسي اما وزوجة لـ 25 عاما، وقالت لا انكر ان حياتي الزوجية مستقرة والحمد لله لكن هل يعقل ان احاسب على مشاعري التي ليس بالامكان السيطرة عليها رغم مرور تلك الفترة ( علما باني لم اره منذ زواجي) هل اعتبر خائنة لمجرد التفكير بالامر؟ لا يعقل!
نزيهة: العقل والمنطق يقولان لا
صوت خافت وقد يكون مخنوقا! هل هي من الفكرة كفكرة ام ماذا؟ هكذا كانت ملامح الصوت لنزيهة عندما قالت وهي شاعرة بانها تجلس على كرسي الاعتراف! نعم تعلقت برجل اخر غير زوجي واحس بان روحي تقترب منه دون ارادة مني، فهو انسان رقيق مفعم بالحياة لطيف وشديد الذوق شاءت الظروف ان اقابله صدفة في احدى المناسبات العائلية واكتشف بانه احد المقربين الى العائلة، هو متزوج وله حياته، وتضيف نزيهة ولكن هذا لم يمنعني عن التفكير به، اعلم بانني جريئة بطريقة حديثي ولكن اعتقد بان وضعي الزوجي هو الذي اجبرني على هذا فانا اعيش حالة جفاء وجفاف عاطفي، حياتي الزوجية لا تعني لي شيئا سوى العيش مع من سمي زوجي دون مراعاة لانسانيتي على الاقل، فهو منعزل ويعيش في قوقعة مع اهتماماته وهمومه لا اكثر ولا اقل لا اشكل شيئا في حياته الا انني سميت زوجة له، لا اقول هذا لابرر مشاعري فهي على جميع الاحوال مجرد مشاعر لشخص احسست بانه رقيق ولطيف لا غير، ادرك بانني لا اسير على الخط السليم حتى وان كانت مجرد مشاعر غامضة لكنه على الاقل وهم ينسيني حياتي الكئيبة.
جريمة بحق نفسك
الضياع والندم هما نتيجة قصة قد لا تدركها الكثيرات الا عند الوقوع فيها ويكون قد فات الاوان، ففكري مليا اذ لا يوجد مبرر لتلك الجريمة التي ارتكبتها وترتكبها (البعض من السيدات!!) بحقها وحق زوجها واولادها، عندما احبت كما لو كانت مراهقة (وقد تخجل المراهقة من الاعتراف او اظهار حالتها التي تعتبر فسيلوجيا امرا قد يكون طبيعيا في عمر معين)، وما ادراك ان من تحبين على زوجك ليس بنسخة مكررة عن زوجك بطريقة او باخرى فالطابع الشرقي هو الغالب على الرجال في مجتمعنا، فلا يوجد مبرر على وجه الارض يسمح ولاي سبب كان ان تجعلي من نفسك سخرية لنفسك اولا ولغيرك، اين مثالية الامومة التي تمتلكها المرأة؟ اين الوفاء والتضحية اللذان هما من شيم الزوجة الصالحة؟ اين عقلك واين قلبك القاسي الذي سمح لك ان تشتتي فكرك لتنسي بذلك دينك!! احببت؟ قوليها واحسيها وعيشيها ولكن فكري قبل كل ذلك بمصيرك؟ او مصير ابنتك او ابنك، عيشي التجربة كما لو ان ابنتك هي من قامت بذلك! لاحظي نكران ابنك حين يعلم بذلك! كم هو مؤلم لو كان زوجك من خانك وانت امرأة هدفها بناء صرح عائلي صالح! خيوط الجريمة التي ترتكبينها بحق نفسك ستودي بك الى التهلكة، ولن يشفع لك شيء لا دينك ولا دنياك التي ترينها بيضاء الان... وسوداء اكيدة غدا...
ناقوس خطر للرجال
لابد من خلال كل ما سبق ان نسلط الضوء على دور الرجل من خلال طريقة الحياة الزوجية، فلا ننفي بذلك مسؤوليته بأداء دور الزوج لزوجته.
هذا ما اجمع علية عدة اشخاص عند طرح الموضوع عليهم، حيث اكد المهندس خالد توفيق ان واقع اليوم يختلف عن الامس فالمرأة سابقا كانت متقوقعة في محيط من الصعب الخروج منه وذلك بحكم الظروف والعادات الاجتماعية والبيئة المحيطة بها، اما الان فالمرأة إن لم تكن صاحبة منصب فهي على الاقل امرأة مسؤولة في امور الحياة الاعتيادية من خروج للتسوق الى ممارسة انشطة اجتماعية غير محصورة بمكان معين، وبذلك اختلفت صورة حياتها عن سابقاتها واصبح لها متطلبات ورؤى باحثة عن ارضاء ذاتها حسب منظورها، مما يضع على كاهل الزوج مسؤولية ارضاء الزوجة كما هي مسؤولية الزوجة بارضاء زوجها، وان لم تجد في زوجها ذلك الشخص الذي يحتويها بكافة تفاصيل الحياة من مشاركة اسرية الى حب وعطف الزوج لزوجته مشكلا بذلك صمام الآمان الذي تستند اليه في حياتها وإلا الى من تلجأ؟؟ واضاف مؤكدا بان الاهل تغيرت مفاهيمهم واصبح للفتاة سواء كانت عازبة ام متزوجة هامش للحرية والاستقلال باختيار مسلك حياتهم، ولكن لا يعني كل هذا ان نبرر ما هو خارج المسلمات التي انشاها ديننا عليها، فالامر بالنهاية منوط بهما الاثنين معا على حد سواء.
رأي علمي
ومن وجهة نظر استاذة علم النفس والاجتماع ناديا هنداوي، فأن علم النفس يفرق بين المرأة التي تقع في الحب بعد الزواج لاسباب مختلفة وبين الفتاة التي تكون مرتبطة عاطفيا بشخص وترفضة العائلة لاسباب معينة وتتزوج من اخر، فهذه الفتاة قد تعاني من مرض نفسي، وهذا دليل على ان خللا ما يعيشه المجتمع، ويجب اخضاعه لتساؤلات لماذا لا تتزوج المرأة من تحب؟ وقد يتطور شعورها لتدخل حالة من الاكتئاب الشديد، وفي هذه الحالة لابد من اللجوء الى طبيب نفسي يبقى طرفا مساعدا للخروج من هذه الحالة.
رأي ديني
ولدى الشيخ وليد السعيد الناطق الشرعي في جمعية الثقافة العربية الاسلامية؛ عن رأي الدين في مثل هذه العلاقات قال: بان هذه الافعال قد تقود المرأة الى فعل ما نهى عنه الشرع والدين من المحرمات، وتبدأ مثل هذه العلاقات بالكلام وقد تنتهي بامور تجر الى الفتنة والوقوع في الحرام، كما اشار الى الحديث النبوي الشريف : والمرأة راعية في بيتها وهي مسؤولة عن رعيتها . واضاف ان الدين يؤكد تحريم ان تقع الزوجة في حب رجل اخر غير زوجها، واي ارتباط بين الرجل والمرأة خارج حدود الزواج يعتبر زنا والدين يعاقب على هذه الفاحشة، ويضيف ان الزواج مؤسسة ارتباط وحث الطرفين على الاخلاص ، وشدد على ضرورة محافظة المرأة على عرضها واذا اخترقت هذه الحدود فانها لا تستجيب لما امرها الله به.
سيرين السيد