عمان - سهير بشناق - وصفت جلالة الملكة رانيا العبدالله دار الوفاق الأسري التي افتتحتها أمس في ماركا بأنه مشروع ريادي في العالم العربي .
ويأتي تأسيس هذه الدار ترجمة لجهود جلالتها في مجال قضايا الأسرة وتوفير الحياة الأفضل الخالية من العنف والحياة الأسرية ألآمنة للمراة ولجميع أفراد الأسرة ، حيث تعنى الدار بالتعامل مع النساء المعنفات وتوفير المأوى و الحماية لهن ولأطفالهن . و تعمل الدار التي تعد الأولى في الأردن وفي العالم العربي تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية .
و استمعت جلالتها من وزير التنمية الاجتماعية الدكتور سليمان الطراونة عن أهداف الدار و الخدمات التي تقدمها من استقبال المراة المساء لها والمحولة إلى الدار ودراسة مشكلاتها و البدء بمعالجتها اجتماعيا ونفسيا وطبيا ، وتأهيل النزيلات بمهن من خلال برامج تدريبية بمركز متخصص قريب للدار وأشغالهن بتأهيل تكميلي خلال وجودهن بالدار كتعلم الحاسوب .
واستفسرت الملكة من مديرة الدار أمل العزام عن كيفية العمل بالدار و إذا ما كانت الكوادر في الدار مؤهلة ومدربة للتعامل مع هذه الحالات ومدى تقبل الرجال لهذه الفكرة .
حيث بينت مديرة الدار ان الكوادر العاملة تم تدريبها وتأهيلها تأهيلا شاملا للتعامل مع هذه الحالات مشيرة إلى إن الفكرة التي تقوم عليها الدار وهي المحافظة على امن و استقرار الأسرة ومنع حدوث التفكك الأسري الناتج عن العنف ودعم وتمكين النساء اللواتي تعرضن للعنف واعدة دمجهن بالمجتمع وتحقيق الوفاق الأسري مبينة العزام ان هناك تقبلاً تدريجياً من قبل الرجال لفكرة تأسيس الدار .
وقدمت العزام إيجازا عن البرامج التي تقدمها الدار من خدمات الرعاية اللاحقة للمراة بعد خروجها وبرنامج الدعم للأطفال المرافقين لأمهاتهم المعنفات ، مشيرة إلى إن الحالات التي ترد للدار تكون محولة من وزارة التنمية الاجتماعية ومديرياتها - إدارة حماية الأسرة - أو مؤسسات المجتمع المدني بموافقة وزير التنمية الاجتماعية
كما استمعت جلالتها لعدد من العاملات من مشرفات اجتماعيات ونفسيات وأخصائيات قانون عن كيفية التعامل مع حالات العنف ضد المراة وكيفية تقديم الدعم والمساعدة والمشورة لهن .
وتجولت جلالتها في مرافق الدار ترافقها مستشارة جلالتها ومديرة مؤسسة نهر الأردن مها الخطيب .
وتتكون الدار من ثلاثة طوابق الأول إداري يشتمل على غرف الإرشاد والاستقبال ومكتبة ومكاتب إدارية بالإضافة إلى حضانة أطفال حديثة .
والطابق الثاني يحتوي على غرف منفردة لإقامة النساء المعنفات وعلى قاعة رياضة وجلسة وقاعة توفر التدريب التأهيلي للنساء في حين يشمل الطابق الثالث على غرف مخصصة كمنامات للنساء مع أطفالهم مع جميع المرافق الأخرى من مطبخ وصالة رياضة وغرفة اللعب.
ويذكر أن دار الوفاق الأسري مشروع ريادي بتاسيسيه تحل ثغرة كبيرة في قضية النساء المعنفات حيث كان تأسيسه مطلبا لعديد من الجهات والمؤسسات العاملة في مجال العنف الأسري .
هذه الدار قدرتها الاستيعابية من 35-50 سيدة مع 36 طفلا حيث يعمل الدار على توفير الإقامة الآمنة للمراة التي تعرضت للعنف مع أو بدون أطفالها وتشمل الإقامة وتوفير الاحتياجات الأساسية للمراة واطفالهما من مأكل وملبس ورعاية صحية وخدمات إرشادية تاهيلية .
كما تستقبل الدار الحالات الطارئة على مدار الأربع وعشرين ساعة وتعمل على الإصلاح بين الزوجين وإعادة الوفاق بينهما ، وتقدم الدار خدمات إرشادية في جميع المجالات وخدمات الإصلاح وفض النزاعات الأسرية و الخدمات التحويلية وخدمات الرعاية اللاحقة للمراة المعنفة حيث يتم متابعة المراة من 4- 6 اشهر بعد خروجها من الدار وبرنامج تقييم الأداء وبرنامج الدعم للأطفال المرافقين وبرنامج التوعية المجتمعية
وتقوم الدار بتحويل الدراسة الاجتماعية للحالة إلى مديريات التنمية المعنية لدراسة وضع الأسرة وإمكانية مساعدتها إضافة إلى تحويل الحالة إلى الطب النفسي والشرعي بالإضافة إلى التدخل القضائي حسب حاجة الحالة .
وتحويل الحالة إلى مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة ومراكز التأهيل المهني وبعض الجمعيات التي تقدم مثل هذه الخدمات.
وتعتمد فكرة الوفاق الأسري على تحقيق المصالحة وفض النزاعات الأسرية بطرق ودية مع مراعاة المصالح الفردية والأسرية وهو ما يسمى بمؤتمر الجلسة العائلية مستعينين بذوي الاختصاص .
