عمان-بترا- مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني رعى سمو الامير عاصم بن نايف الندوة الثانية من المجالس العلمية الهاشمية بعنوان (انسانية التشريع الاسلامي) الذي تنظمها وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية كل عام خلال شهر رمضان في قاعة المؤتمرات الكبرى بالمركز الثقافي الأسلامي بمسجد الشهيد المؤسس عبدالله بن الحسين شارك فيها كل من العلماء الدكتور زغلول النجار والدكتورعلي جمعة من جمهورية مصر العربية ووزير الشؤون والمقدسات الاسلامية في المملكة المغربية الدكتور عبد الكبير المدغري .
واجمع المشاركون في الندوة على ان الاسلام دين الانسانية جمعاء يعتمد على عقلانية النهج والحكمة والوسطية والتسامح والاعتدال والقيم السمحة التي تعتبر من سمات تشريعاته وتعاليمه.وركزوا خلال الندوة على ان الاسلام دين يرتكز على وحدانية الله ويؤكد على وحدة الجنس البشري وعمل على المساواه بين المواطنين بغض النظر عن ديانتهم واعطاء االمرأة جميع الحقوق والواجبات . وعبروا عن تقديرهم الكبير للدور الذي يلعبه جلالة الملك عبدالله الثاني في ابراز الصورة المشرقة للاسلام من خلال اطلاق رسالة عمان .
واوضح العالم الاسلامي الدكتور زغلول النجار ان الاسلام بين وحدة الجنس البشري ورتب ذلك ضمن الاحكام المترتبة بتشريعاته.
ولفت الى ان الاسلام يقوم على الايمان بوحدانية الخالق ربا واحدا بغير شريك ولا منازع .
وقال ان البشرية كلها من طين، ولا مفاضلة بين بني البشرالا بالتقوى، وان الايمان امر غيبي، وان خلق الكون والانسان والحياة دلائل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى وان رسالة الاسلام واحدة منذ لحظة خلق سيدنا آدم عليه السلام وحثت عليه كل الديانات الى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام تدعو الى وحدانية الله عز وجل .وقال في الوقت الذي كانت فيه عقدة الصهوينية / اعتقادهم بانهم افضل البشر وكذلك النازية/ فانها قسمت الشعوب الى اقسام واعراق واجناس على اساس من اللون والجنس واللغه، كما ان الحضارة الغربية قسمت الناس على اساس اللون كما هو في اميركا من تفرقة واضحة بين الزنوج السود والبيض جاءت الدعوة الاسلامية لتحارب كل انواع التفرقة والشاهد على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم / الناس سواسيه كأسنان المشط/ وان التفاضل بينهم لا يكون الا بالتقوى وحسن الخلق.
وقال رغم ما يتعرض له الدين الاسلامي في الغرب من تشويه الا ان عددا كبيرا منهم يعتنق الدين الاسلامي خاصة من النساء لما في هذا الدين من عدالة وسعادة وخير ومن حق، فهو الدين الخالد الذي يؤاخي بين الناس مشيرا الى مانشرته صحيفة الجارديان في احدى مقالاتها بانه منذ احداث 11 سبتمبر قد اسلم في بريطانيا /77/ الف شخص بعضهم من افراد الاسرة المالكة ومن الوزراء ليكون دليلا ساطعا على ان الاسلام عظيم لانه دين الحق وان الله لا يرتضي من البشرية غيره/ ومن يتبع غير الاسلام دينا فلن يقبل منه./ وربط وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات المغربية الاسبق الدكتور عبد الكبير المدغري بين الحقوق والواجبات في الاسلام وانه لم يترك امر الحقوق والواجبات لاجتهاد وابتداع البشر وانما احكم الامر احكاما في منظومة متكاملة وضبطها بقواعد متأصلة .
واوضح ان الاسلام وازن بين الحقوق والواجبات، بحيث جعل كل حق يقابله واجب، فحق الفرد في الحياة يقابله واجب حماية حياتك وحفظها والمحافظة عليها وان حق الفرد في التعليم يقابله حق من يرعاه وان الحقوق والواجبات مصدرها رباني علوي مصدرها الله عز وجل وليست البشرية .
وقال ان ارتباطها بمصدر رباني جعلها ثابتة لا تتغير وان الحق في الاسلام هوالثابت الذي لا يتغير كما ان الحقوق والواجبات لها خاصية شمولية تشمل جميع بني البشر.واستعرض العلامة المصري الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية واقع ومكانة المرأة في الاسلام الذي لم يعرف قضية او اشكالية حول هذه المكانة لان المرأة في الاسلام لها حقوقها وواجباتها فهي تحتفظ باسمها واسم اهلها وتحتفظ باموالها وميراثها على عكس ما هو موجود في الغرب .
وقال جمعةان القران العظيم والسنة النبوية بينت مكانة المرأة في الاسلام مؤكدا ان الاسلام دعا الى تكريم المرأة مشيرا الى ان كلمة /انسان/ في القران تبين المساواة بين الرجل والمرأة لانها تطلق على المرأة والرجل .
وقال ان المساواه فيها عدل لانها تراعي ظروف واحوال الكل سواء الرجل او المرأه وتدعو الى التكامل بين الرجل والمرأه مع التكريم ومراعاة واقع الحال .