إعداد سارة القضاة - على الرغم من أن شخصية «استفتاح» ليست الشخصية الدرامية الجديدة على شاشة السينما المصرية، إلا أن عبلة كامل نجحت في انتزاع الضحكات والدموع من جموع المشاهدين الذين حضروا لمشاهدة فيلمها الأخير «عودة الندلة» الذي بدأ عرضه مؤخرا في دور العرض في مصر، ولتؤكد عبلة من خلاله نجاحها في هذا الفيلم، التصدي لنجوم الشباب الذين احتكروا شباك التذاكر، وباتت تكتب الأفلام لهم بأسمائهم، بحسب ما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط.
و تدور قصة الفيلم، الذي كتبه السيناريست بلال فضل وأخرجه سعيد حامد، وشارك في بطولته غادة عبد الرازق والوجه الجديد عمرو سمير، حول تيمة سبق للسينما المصرية التعامل معها في أفلام كثيرة منذ أفلام الأبيض والأسود، حيث يطرح الفيلم ببساطة تساؤلا مهما، هل يستطيع الإنسان أن يعفو عمن ظلمه مهما كان مستواه العلمي والثقافي والاجتماعي؟
ويقوم مالك القصر بقتل شاب كانت له علاقة غير شريفة مع شقيقته، ويقدم «استفتاح» للشرطة على أنها القاتلة الحقيقية، مبررا ذلك بأن المجني عليه أمسكها أثناء قيامها بالسرقة، لتواجه عبلة مصير السجن المؤبد لمدة 25 سنة بعد أن هرب زوجها منها.
وتخرج كامل بعد أدائها مدة العقوبة باحثة عن ابنها وزوجها الذي أرسل إليها ورقة الطلاق وأخذ ابنها الوحيد بدون أن يعلمها بمكانه، فتعلم انه بات احد أهم رجال الأعمال في مصر، وانه غير اسمه واسم ابنه الذي نسبه لامرأة أخرى، وتقوم بدورها غادة عبد الرازق، ولتبدأ بعد ذلك رحلة إثبات حقها في ابنها والثروة التي دفعت ثمنها من عمرها من خلال تعاقب أحداث الفيلم.
وقد يظن البعض أن هذه القصة لا ينتج عنها إلا فيلم تراجيدي من الدرجة الأولى، إلا أن الحوار الذي كتبه بلال فضل وأداء عبلة كامل نجح في انتزاع الضحكات من أفواه المشاهدين رغم قتامة الأحداث.
فعبلة المعجونة بالموهبة والتي تمتلك تلقائية لا حدود لها على حد تعبير سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة، تنسيك أثناء متابعتك لها أنها عبلة كامل، ولا تتذكر وأنت تشاهدها بملابسها وأدائها والعبارات التي تخرج منها، سوى باسم «استفتاح» المرأة التي لا تعرف في الحياة سوى مفردات اللصوص، وتمتلك قلب أم لا يري سوى ابنها، وغيرة وشجن زوجة خدعها زوجها إلى حد النذالة، فسرق ابنها ونصيبها في السرقة وأرسل إليها ورقة الطلاق وتركها وحدها تواجه عقوبة السجن عن جريمة لم ترتكبها.
ولعل من أكثر المشاهد تأثيرا في الفيلم مشهد الحكم على عبلة كامل بالسجن المؤبد، فتراها تجري في محبسها بقاعة المحكمة صارخة بالقاضي أن لديها طفلا رضيعا لا تستطيع تركه، وأنها مظلومة، ذلك المشهد الذي ينتهي في سيارة الترحيلات وهي قابعة على أرض السيارة تبكي وليدها وعمرها.
وكعادة هذه النوعية من الأفلام التي تصنف تحت مسمى الكوميديا، ينتهي الفيلم نهاية سعيدة للجميع، حيث يعلم الابن بحقيقة أمه وتشكر «استفتاح» زوجة زوجها على نجاحها في تربية الابن، ويلتقي الجميع في حفل خطوبة الابن.
«عودة الندلة» فيلم يؤكد نجومية عبلة وقدرتها على المنافسة في الكوميديا والتراجيديا، ويؤكد حصافة عين المخرج يوسف شاهين الذي التقطها من على مسرح الجامعة وقدمها في فيلم «وداعا بونابرت» في دور صغير، لتجسد بعدها شخصية رقية البدري في الأجزاء الخمسة للمسلسل الشهير «ليالي الحلمية»، ولتنطلق نجوميتها مع شخصية «فاطمة بائعة الكشري» وزوجة عبد الغفور البرعي في مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، ولتخطفها السينما فيما بعد وتجسد شخصية أم محمد سعد في فيلم «اللمبي»، لتتأكد نجوميتها في أفلام تالية وهي «كلم ماما» و«سيد العاطفي» و«خالتي فرنسا».