خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الممثل ريموند ديفوس: السيرك ساعدني على تكوين شخصيتي الكوميدية - بقلم غاي سلفيا - ترجمة بيان العمري

الممثل ريموند ديفوس: السيرك ساعدني على تكوين شخصيتي الكوميدية - بقلم غاي سلفيا - ترجمة بيان العمري

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

توفي في الخامس عشر من حزيران الماضي الكاتب والرسام الهزلي الفرنسي ريمون ديفوس عن ثلاثة وثمانين عاما.
وقد عانى ريمون ديقوس كثيرا من الحزن وكان قادرا على اخفائه من حياته فاصبح كاتبا ورساما هزليا رسالته في الحياه ادخال الابتسامه والسرور الى قلوب الناس مازجا ذلك باللامبالاة وكان يعتبر ان هذا العمل على قدر كبير من العظمه والاهمية، وقد برع في هذا المجال لعفويته وتواضعه واخلاصه باداء رسالته وتحقيق هدفه الذي وضعه لنفسه، فقد كان يدعو دائما للاحتفاظ بروح الطفوله التي تساعدنا على تحمل مصاعب الحياه.
إلا أن ثراء روحه الخلاقه تغني من يريد التعرف على شخصيته عن الرجوع الى حياته الخاصه.
ولد ريموند ريفوس في التاسع من تشرين الثاني عام 1922 في بلجيكا، واستقر مع عائلته في توركوانج، كان ابوه متذوقا للموسيقى وعاشقا لها، فكان ذلك الجو الموسيقي الذي ولد فيه ريموند سببا قويا ليظهر رغبته بالانعكاف على الموسيقى، وحاز المسرح ايضا على اهتمام كبير منه وقام باول دور عام 1946. وقبل وفاته اجري معه هذا اللقاء وتحدث لنا عن الضحك الذي هو عنوان رسالته التي تبناها ليخفف عن الناس ضغوطات الحياه المتزايده وعن الموسيقى وغير ذلك.
يقول الممثل ريموند ديفوس:
لا نستطيع جعل الناس يضحكون بمنحهم الاعتقاد بأن كل شيء ممكن، اذ يجب ان يكون هناك نوع من الاحترام الذي بدوره يبعدنا عن المثل القائل: «إن لم تستحي فاصنع ما شئت»، مشيرا أن الضحك وجد قائما على إضعاف القيم المتعارفة في مجتمع ما لكن دون محاولة تدميرها، فنحن نأخذ قيمة معينة بنوع من الفكاهة دون المساس بجوهرها سلبيا وهذا يعني اننا نحترمها وأن مبدأ الاحترام حاضر دائما، ولكن من يستخدم تلك القيم بطريقة دونية وسيلة لاضحاك الناس فإنه يدمرها. والممثل الكوميدي يجب ان يمتلك تلك القدرة وبشكل عفوي اي عليه أن يحترم الاخرين وما يتعايشون معه من قيم كما يحترم نفسه لنصل الى ما يجب أن يكون؛ وهو ان الضحك متعة آنية يساعدنا على التخفيف من ظل الاوقات السيئة التي نمر بها في حياتنا دون ان ندخل في تعقيدات أخرى بعيدة تماما عن الهدف الذي وجد من اجله الضحك.
ويشير انني أجد احيانا أن الكوميديا أقوى وأعمق مما كنت اعتقد وأقوى من أعمالي الصغيرة والطرق والاساليب التي أتبعها. ويجب التعامل مع الظاهرة الكوميدية بحذر اكثر ومن وجهة اكثر نفعا، فالضحك هو ما يميز الجنس البشري عن غيره من المخلوقات، وهو القوة المساوية للذكاء عند البشر، فنحن نعيش داخل حيز من القيم العشوائية، وارى ان الضحك هو احد تلك الطرق وبوسعنا ان ندمج الضحك بالشعر وليس بالكلام المنثور فحسب.
وعن الموسيقى يقول ديفوس أن آلتي التي رافقتني في الصغرو منذ سن الرابعة عشر كانت المندولين وكانت امي تعزف عليها ايضا، حيث إلتحقت بمحاضرات داخل المدرسة وكان موعد المحاضرات الاحد صباحا، حيث تتضمن قاعة الدرس تسع فتيات وفتى واحد هو انا!!
وكنت مصرا على تعلم العزف على احدى الادوات الموسيقية ولم اظهر أي إبداع في هذا المجال لكن تدخلاتي الموسيقية أو البصرية كانت تشير الى احلامي، وكنت راويا وأتساءل دائما اذا كان الناس سيتقبلون أحلامي؟! وهل سيغوصون في جنوني؟! حيث كان ذلك همي الاول. وساعدتني الموسيقى على تحديد أحلامي وطموحاتي الكامنة.
وبخصوص ملاكه الملهم يقول ديفوس أنه عندما يمر بجانبي ملاك فإنني أراه وأتكلم معه وأنا جدير بذلك بالرغم من انه شيء دقيق جدا، ولا أكون على المسرح إلا حينما تحيط بي هالة معينة عندها انخرط في الحوار مع تلك الهالة، ويضحك لهذا الناس كثيرا وارى ذلك هذيان جماعي، واذا لم اتوصل لشيء مماثل لتلك الحالة فأنالا افعل ولا أكتب شيئا.
ويشير في البداية كنت لطيفا في التعامل مع تلك الهالة لكنني توصلت الى أنه يجب أن تبتعد قليلا واذا بالغت في تأثيراتي فإن الجمهور لن يسمعني. وأنا افكر دائما كيف استحضر ذلك الموقف إنه فعلا مدهش، حاولت أن أخلق موقفا بهالة مصطنعة لكن ذلك لم يكن ناجحا، إذ يجب ان يكون حضورها حقيقي وليس عابرا مصطنعا، وهذا هو «ملاكي الملهم».
وحول السيرك يقول كان أبي يعشق السيرك فقد كان يصطحبنا اليه في اغلب الاوقات نحن السبعة أطفال! وكان شيئا مهما في حياته ولابد من مشاهدته حيث يدعو كل العائلة ويحبه كأحد أطفاله.
ومازلت أذكر الانطباعات الاولى التي تشكلت لدي عند أول عرض أشاهده تحت خيمة السيرك، وكان تماما كالعيد او كما يسمونه في شمال فرنسا (العيد القروي) حيث ان توركوانج مقاطعة تقع في شمال فرنسا، واذكر أجواء ذلك المكان عندما يأتي السيرك، فوانيس ورقية خاصة بالاحتفالات تملاء الشوارع بالاضافة الى العديد من الإستعراضات، وارتداء الاقنعة من الاشياء الضرورية أيضا.
وما زلت أحتفظ بذاكرتي بذلك الحيز الذي يخزن تلك الروعة الأسطورية التي حوتها أجواء السيرك آنذاك، وكنت عندما أذهب لمشاهدة السيرك وأعود للمنزل أحلم به في تلك الليلة، وأعتقد أن ملصقات المهرجين وحركاتهم قامت بطريقة أو بأخرى بتوجيه مهنتي كممثل كوميدي فقد كان لها بالنسبة لي طابع خاص، وكنا أنا وإخوتي أطفال الحي نستخدم آلة لصنع القهوة كآلة موسيقية وذلك على سطح المنزل أو في أحد الشوارع الضيقة التي عادة مايتردد اليها الاطفال، وكنت اعتبر اولئك الاطفال جمهوري، وأضع المساحيق الحمراء والبيضاء والسوداء على وجهي، ولم أكن أرى من بينهم من يشبهني في ميولي، وكنت أحاول تقليد ذلك النوع من السحر الذي يستخدمه أناس السيرك فقد كانوا يقدمون «معجزات» وكنت أحاول البحث عن المداخل الى تلك «المعجزات» وأتوصل أحيانا إلى ما هو قريب منها وبمستوى أقل بكثير!
فلا شك أن السيرك وما علق بذاكرتي من مشاهد وماقمت بتقليده أنا وأطفال الحي قد ساعدني على تكوين شخصيتي الكوميدية العفوية.
* مترجمة أردنية
عن موقع: www.humanite.presse.frالالكتروني

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF