صلاح العبادي - تعد القهوة العربية رمزا لكرم الضيافة العربية الأصيلة للترحيب بالضيف الذي تقدم له في المناسبات المختلفة، أين كان موعدها في الصباح أو المساء. خاصة وإن كانت (سادة) محضرة على الطريقة العربية التي اعتاد عليها الآباء والأجداد منذ الأزل، وبمذاقها الطبيعي، دون إضافة إي نكهات أخرى.
لكن اليوم أصبح للقهوة ما يقارب 22 نكهة مختلفة، و يحرص البعض من الشباب على توفيرها في المنزل، لشربها وتقديمها للضيوف، وإن كانت بنكهات أخرى تبتعد عن مذاقها الطبيعي، وإن تفاوت آراؤهم بين مؤيد ومعارض.
أنس علي محمد العبدة يفضل تناول القهوة بنكهة الفراولة، مبينا أنه يقوم بشرائها باستمرار وأن زاد ثمنها عن القهوة العادية، مؤكدا حرصه على الاستمتاع بمذاق قهوة (النكهات)، والتي اعتاد على تناولها في اوكرانيا أثناء دراسته هناك. إلا أنه يشدد على أن شربه لهذه القهوة بين أسرته لا يدفعهم للتعود على شربها أو التفكير بتقديمها للضيوف، مشيرا إلى رفضهم لفكرة تطوير القهوة وإعدادها بنكهات أخرى غير طعمها الطبيعي المتعارف عليه.
وشدد مهدي أحمد مسامح صاحب شركة بن، على أن وجود القهوة بنكهات مختلفة لا يمكن أن تحل مكان القوة الطبيعية التي اعتاد الناس على إعدادها وتقديمها في المناسبات الاجتماعية.
معتبرا أن قهوة النكهات هي مذاق جديد يلبي رغبات الشباب في التجديد، في الوقت الذي بين فيه وجود أصناف عديدة منها تصل إلى 22 نوعا تتراوح ما بين نكهة عديدة منها تصل إلى 22 نوعا تتراوح ما بين نكهة الفراولة والبندق والموز واللوز والكراميل وجوز الهند والتوفي والقرفة والفانيلا والكريمة إلى غير ذلك من أنواع يستلذ بنكهات الكثير من أطياف المجتمع خاصة النساء والشباب. ورأى أن ارتفاع ثمن هذه الأنواع من القهوة لا يمنع الكثير من الناس من شرائها خاصة وأن فرق بسيط من ناحية السعر بينها وبين القهوة ذات المذاق الطبيعي.
وأشار إلى أن الإقبال عليها يزداد من قبل أصحاب محلات الكوفي الشوب بزدياد، نظرا لطبيعة مرتادين هذه الأماكن.
وأوضح أن هذه الأصناف عرفت قبل عدة سنوات من خلال انتشار 10 نكهات، منوها إلى أنه يقوم باستيراد النكهات التي تضاف للقهوة عند خلطها من الخارج.
وبين محمد نعيم الرواشدة رفض أهله شراء قهوة النكهات وإدخالها للمنزل، معتبرا أن القهوة لا يمكن شربها إلا بمذاقها الطبيعي دون إضافة أي نكهات. في الوقت الذي لم ينف فيه أن شرب فنجان منها عند أحد أصدقائه لأول ولآخر مرة، مبينا ان مذاقها بوجود النكهة يختلف كثيرا عن القهوة ذات المذاق الطبيعي، وهو أمر يجعل من الصعب تقديمها للضيوف في المنزل، - حسب وجهة نظره -.
وأشارت خلود عقل حمد عقيل إلى لا تفضل شرب القهوة بنكهات بعيدة عن طعمها الطبيعي، مشيرة إلى أن أهلها اعتادوا عليها بطعمها الحقيقي.
ويرفض سعد الزعبي أن تواكب القهوة الحداثة بإضافة النكهات المختلفة، مؤكدا أن وجودها في المناسبات الاجتماعية المختلفة على اعتبارها المشروب المفضل للترحيب بالضيوف، أمر منحها خاصية تميزت بها، نظرا للمواقف المترتبة على شربها.
ويرى حمزة محمد عيسى عمرو أن لكل شخص مذاق ما يفضله في طعامه وشرابه، وهذا هو الأمر الذي كان وراء وجود النكهات المتعددة للقهوة، في الوقت الذي أكد فيه أنه يفضل احتساءها بمذاقها البعيد عن أي مذاق آخر.
ويفضل هشام الزعبي وجود نكهات متنوعة لهذا المشروب الذي اعتاد على شربه منذ سنوات طوال، معتبرا ان تنوع القهوة بين الكرميل والفراولة واللوز والبندق إلى غير ذلك من نكهات أمر يتيح المجال أمام الشباب للتغيير ومواكبة الحداثة في مشروبهم، لكنه يؤكد عدم إمكانية تقديمها في المنزل للضيوف الذين يقصدونه من مناطق مختلفة، خاصة وأن القهوة العربية لها نكتها وان اختلفت طرق تحضيرها من منطقة إلى أخرى.
واعتبرت دانا العدوان أن وجود أنواع مختلفة للقوة أمر مفضل بالنسبة لها، للتغيير والتجديد، مبينة أهمية وجود أصناف مختلفة تمكن الشاب من اختيار المذاق الذي يناسب رغباته، وإن تعددت الأصناف.
يشار أن للقهوة العربية ارتباط وثيق الصلة بالعادات والتقاليد الاجتماعية بالنسبة للإنسان العربي في حله وترحاله، وتقدم بوصفها سادة في المناسبات المختلفة.