إيمان مرزوق - بارك الله أرض الأردن لتكون الأولى بعد الحجاز وفلسطين من حيث الأهمية الدينية سواء للمسلمين أو المسيحيين، فعلى أرضه عاش العديد من الأنبياء والرسل، واحتضن ترابه العديد منهم، كما شهدت سهوله وجباله أهم معارك الفتوح الإسلامية وارتوى ترابه بدم الصحابة الأطهار.
وقد قال أبو جهل في الليلة التي سبقت محاولة قتل الرسول عليه الصلاة والسلام في مكة قبل الهجرة أن : محمد يعدكم بجنات كجنات الأردن .
وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم عمان في سياق مقارنتها بالجنة عندما قال : إن حوضي ما بين عدن إلى عمان البلقاء . كما دارت فوق ترابه أحداث الكثير من قصص القرآن الكريم مثل حادثة أهل الكهف .
الفرق بين المقام والضريح
يخلط كثير من الشباب بين هذين المفهومين إلا أن لكل منهما معنى مستقلا عن الآخر.
فالضريح في اللغة : يعني التنحية ويقال ضرحه أي دفعه ونحاه .
والضريح : الشق في وسط القبر حيث يوضع الميت .
ويستخدم مصطلح الضريح اليوم للدلالة على مكان دفنت فيه فعليا شخصية مباركة مثل نبي أو صحابي .
أما المقام في اللغة : فهو المجلس . ويستخدم لفظ المقام للإشارة إلى مكان أقامت أو مرت به شخصية مباركة مثل الأنبياء والصحابة والصالحين إلا أنهم لم يدفنوا فيه.
وهذا ما يبرر أن تجد عدة مقامات لنفس الشخصية في أكثر من مكان داخل الأردن أو حتى خارجه، وخير مثال على ذلك مقام النبي الخضرفي أربع مواقع متفرقة في ماحص، الكرك، عجلون وبيت راس .
الأضرحة
النبي شعيب عليه السلام وضريحه في وادي شعيب قرب السلط .
النبي هارون عليه السلام وضريحه في البتراء. والنبي يوشع يقع ضريحه قرب مدينة السلط .
أما الصحابة فأضرحتهم عديدة : زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة في منطقة المزار بالقرب من الكرك .
ويضم وادي الأردن على امتداده أضرحة الصحابة : أبو عبيدة عامر بن الجراح، معاذ بن جبل، شرحبيل بن حسنة،عامر بن أبي وقاص، ضرار بن الأزور .
وبالقرب من الطفيلة يقع ضريح كل من الحارث بن عمير الأزدي وفروة بن عمر الجذامي . وأبو ذر الغفاري بالقرب من مادبا، وأبو الدرداء في قرية سوم الشناق، قرب إربد.
المقامات
مقامات الأنبياء عليهم السلام مثل نوح في الكرك، وهود بالقرب من جرش، وداوود في المزار الشمالي، ومقام سليمان في صرفا، وفي بطنا قرب السلط مقام النبي أيوب .
إضافة لمقامات العديد من الصحابة مثل عبد الرحمن بن عوف بالقرب من منطقة الجبيهة، ومقام أبو موسى الأشعري في أذرح قرب معان وبلال بن رباح في وادي السير .
مواقع دينية
مثل موقع أهل الكهف في عمان، كهف النبي لوط في غور الصافي، جبل نيبو حيث موقع وفاة النبي موسى، موقع المغطس على نهر الأردن، موقع وفاة النبي يحيى عليه السلام في قلعة مكاور بالقرب من مادبا، وموقع شجرة البقيعاوية في الصفاوي والتي قدر عمرها 1500 سنة ويعتقد أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قد استظل بها أثناء رحلته إلى الشام . موقع غزوة مؤتة، وأذرح التي اشتهرت بواقعة التحكيم بين سيدنا علي ومعاوية .
اللجنة الملكية لإعمار مساجد ومقامات الأنبياء والصحابة والشهداء
صدرت الإرادة الملكية السامية سنة 1992 بتشكيل هذه اللجنة إيمانا من المغفور له الملك الحسين بن طلال بدور الهاشميين الهام بالإعمار والمحافظة على هذا الإرث العظيم .
ويستمر هذا الإهتمام بالإعمار في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله .
وقد قامت اللجنة منذ تأسيسها وحتى اليوم بالعديد من المشاريع مثل مشروع مسجد الصحابي أبي عبيدة عامر بن الجراح في منطقة الأغوار الوسطى، وهو عبارة عن مجمع إسلامي حضاري يشتمل على مركز ثقافي إسلامي، ومسجد جامع، وضريح الصحابي، ومكتبة ومتحف إسلامي، وصالة متعددة الأغراض، وصالة لكبار الزوار، وسكن للإمام والمؤذن، ومباني السوق التجاري والإدارة، ومواقف للسيارات، بالإضافة للحدائق والمرافق الأخرى، بتصاميم مستوحاة من فن العمارة الإسلامية . إضافة لمشاريع عديدة داخل المملكة وخارجها .
إن تميز الأردن بموقعه ومكانته الدينية والتاريخية وما يشتمل عليه من مقامات وأضرحة ومزارات تجعله قبلة يقصدها الكثيرون بهدف السياحة الدينية والروحية، والحفاظ على هذا البلد وإرثه وحضارته مسؤوليتنا جميعا .