عين الباشا - خالد الخواجا - ثمانية حوادث قاتلة كانت حصيلة الأشهر الستة الماضية على طريق صويلح - البقعة ( إشارة عين الباشا ) ، أسفرت عن وفاة ثمانية أشخاص و31 إصابة فضلا عن خسائر مادية تقدر بالآلاف .
ردود الفعل حيال تلك الحوادث ، التي تنبيء بالمزيد ، كانت محصورة في تبادل الاتهامات ، بينما الحلول الاسترضائية هي خاتمة الموقف في أحايين كثيرة دون الاكتراث بمطالب المواطنين التي كان أخرها الدعوة إلى عمل نفقين لمنطقة صافوط وعين الباشا، و إعداد مهربين رمليين على طول الطريق مع التشدد تجاه منع الشحنات من سلوكها وقت الذروة.
وأقيمت إشارة عين الباشا قبل نحو 25 سنة ، وتشهد العديد من الحوادث شبه اليومية والتي يتطلب إعادة النظر فيها وخصوصا إزالة جسر المشاة المعلق الذي يعيق مشاهدة الإشارة الضوئية قبل الوصول إليها مما يربك السائقين القادمين من صويلح. الأشغال: أخطاء في التصميم
وزارة الأشغال العامة تقر بوجود أخطاء في تصميم الطريق، ويقول امينها العام المهندس غازي العبادي بـوجود عدد من الميول المؤثرة في الطريق الذي لم ينشأ قبل سنة أو سنتين بل أنشئ قبل أكثر من عشرين عاما .
لكنه أضاف انه من المتوقع أن يصار إلى إلغاء التوقف على الطريق بعمل مسرب أضافي قبل الوصول إلى الإشارة الضوئية للقادمين من صويلح باتجاه اربد .
وأردف قائلا : هناك توجه لعمل موقف استراحات إجبارية واستحداث قبان للشاحنات منتصف الطريق ومحاولة لإيجاد مهرب رملي.
ووعد العبادي ، الذي كان يتحدث عن حلول مرتقبة لإنهاء المعاناة على هذا الطريق ، أن يتم إنجاز مثل هذه الأعمال السريعة خلال أسبوعين لإعادة ثقة المواطن في الطريق .
لكنه عاد وأكد إن السبب الرئيسي لهذه الحوادث يعود لإهمال السائقين وقدم المركبات التي لا تخضع للفحوص الفنية بطريقة دورية ، في محاولة فسرها مواطنون إلى أنها وسيلة لقطع الطريق أمام أي اتهام مسبق للوزارة .
وحول مطالب تحويل سير الشاحنات إلى شارع الأردن ، قال العبادي :هذه مسؤولية مديرية السير.
البلدية
بلدية عين الباشا الجديدة ، من جهتها ، انضمت إلى الأشغال في التلميح بمسؤولية دائرة السير ، وقال رئيسها المهندس عيسى الجعافرة بضرورة تكثيف عمل رجال السير على هذا الشارع.
لكنه أضاف خاطبنا الجهات المعنية غير مرة في محاولة منا لتبيان حجم الكارثة على هذا الطريق، والدعوة إلى تأثيث الطريق بالإشارات والشواخص التحذيرية وإيجاد المهارب الرملية أسوة بطريق العقبة الخلفي ، وإيجاد طرق بديلة بطول 30 مترا تكون موازية للطريق الرئيسي ولاستراحة إجبارية لها.
لكن العضو في المجلس المحلي في بلدية عين الباشا و احد قاطني المنطقة المجاورة للطريق العام خالد عكروش، نحا باللائمة الى غياب التنسيق بين السير و الأشغال العامة متمثلا في إشارة أم النعاج ( إشارة عين الباشا) ، وقال : أنشئت ( الإشارة ) عن طريق الأشغال العامة دون موافقة إدارة السير .
وفي محاولة منه لتفسير أسباب تدهور الشاحنات على هذه الطريق ، قال : يكمن ذلك في فقدان الكوابح مبينا أن هذا الرأي يدعمه مهندسون يؤكدون انه بعد قطع نصف كيلو متر تفقد السيطرة على الكوابح في حال كانت محملة بأكثر من 30 طنا ، ما يتطلب إيقاف نزول الشاحنات المحملة بأكثر من 30 طنا ووضع نقاط أمنية لمراقبة ووقف نزولها أثناء النهار وأوقات الذروة وتحويلها لشارع الأردن البديل .
عكروش الذي بدا متشائما من أي حل يطرح خارج نطاق حلول أهالي المنطقة المتعايشين يوميا مع هذه الحوادث، بحسبه يؤكد أن الحل يتطلب أيضا عمل نفقين تحت الطريق العام لمنطقة صافوط وعين الباشا للتخلص من الفتحات والإشارة الضوئية وجسور المشاة .
دائرة السير
دائرة السير في محافظة البلقاء ردت بدورها على ما سبق الإشارة إليه من قبل البلدية والأشغال بالتأكيد على المسؤولية المشتركة عن هذا الطريق ، وقال مدير الدائرة الرائد زياد الشبول أن هذه الطريق تحتاج إلى دراسة فنية موسعة .
مضيفا : هناك اهتمام كبير ومتواصل من قبل مديرية الأمن العام ، وتم الإيعاز بأجراء التنسيق المستمر والمتابعة مع الأشغال العامة لإيجاد الحلول الناجعة.
واستعرض الشبول عدد الحوادث التي وقعت على الإشارة خلال العام الحالي، وقال هو أكثر من ثمانية حوادث نتج عنها وفاة ثمانية أشخاص و31 إصابة مختلفة فضلا عن تحطم عشرات السيارات منذ بداية العام الحالي.
المتصرفية
في غمرة ذلك تكتفي متصرفية لواء عين الباشا بالتأكيد على ضرورة الخروج بالحلول الفنية المنطقية ، ويقول صالح الشوشان على ضرورة وضعها موضع التنفيذ وبالسرعة الممكنة والتأكيد على إتباع القواعد المرورية من قبل سائقي الشاحنات وضرورة صلاحيتها والالتزام بالحمولات المقررة لقدرة الشاحنة للحفاظ على حياة وممتلكات المواطنين وعدم تكرارها.
مبينا انه هناك متابعة واهتماما كبيرين ومتواصلين من لدن المحافظة والجهات الفنية المسئولة صاحبة الاختصاص حول إيجاد الحلول الفنية الناجعة ، مؤكدا أنها ستنفذ حال انتهت الدراسة الفنية لها ومنها وضع مخفضات السرعة وإيجاد نقاط مراقبة للشاحنات وفصل المسارب وعمل الأنفاق وتوسعة طريق عند الإشارة .
