خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

التدخين وسيلة لمواجهة القلق والنساء يتعاطينه كثيرا

التدخين وسيلة لمواجهة القلق والنساء يتعاطينه كثيرا

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

إيمان طهراوي -  لم يعد التدخين عادة ذكورية فقط، بل انتشرت مع الأيام في أوساط النساء، العاملات منهن وربات البيوت على حد سواء، ولم يعد منظر المرأة المدخنة غريبا أو مستفزا، بسببق دخول المرأة في الكثير من ميادين الحياة.
وإذا كانت نسبة النساء المدخنات تزداد يوما بعد يوم، إلا أن معظمهن يذهبن إلى عدم التدخين في الاماكن العامة، والأكتفاء بممارسته مثل «الهواية» داخل الغرف المغلقة، بعيدا عن الأسئلة وعيون الفضولين.
وإذا كان التدخين قبل نصف قرن مثلا يقل من احترام المرأة وهيبتها، ويجعلها محط تندر واستخفاف، فإنه اليوم صار مألوفا، أو هو قريب من ذلك، نتيجة اختلاف زاوية الرؤية في عيون الرجال.
أو ربما كانت النساء العاملات في الأوساط الفنية والثقافية والصحفية هن الأكثر جرأة على التدخين في الأماكن العامة، لكن ذلك لم يشجع باقي بنات جنسهن، على ممارسة العادة نفسها أمام الآخرين.
وحول موقف المرأة ونظرتها للمرأة المدخنة تقول السيدة ليلى صلاح الدين وتعمل أستاذة جامعية «لا أعتقد أن التدخين يمكن أن يقلل من احترام المراة أو يدخل في أسئلة ذلك، فالقلق والتوتر يواجهان المرأة تماما مثل الرجل، إن لم يكن أكثر، ولا أرى في تدخين المرأة ما يمكن أن يعيبها، غير أنني لا أوافق على منظر إمرأة تدخن في الشارع أو الباص مثلا فهذه عادات ذكورية، وعلى المرأة أن تحتفظ بكل ما يعلي من شأن أنوثتها وجمالها في عيون الآخرين، لكنني لا أجد ضيرا في تدخين المرأة في مكان عملها الذي تقضي فيه ساعات طويلة، وتعيش وسط أناس تعرفت إليهم وتعرفوا إليها».
وتقول السيدة أمل خالد «30عاما» بدأت التدخين منذ عدة سنوات، كان ذلك قبل أن أتزوج، ولم يمنعني أهلي من ذلك، وقد تقبل زوجي هذه العادة دون تذمر، فهو يدخن أيضا، لكنني لا أدخن إلا في البيت أو في الأماكن التي اعتبرها «أمينة» اجتماعيا بالنسبة لي، ومجموع ما أدخنه يوميا لا يصل إلى نصف علبة، بعكس زوجي الذي يدخن أضعاف ذلك، مثل باقي الرجال.
أما الطالبة الجامعية هنادي عبد الجبار فلها رأي مختلف في هذه القضية حيث تقول أنا لا أدخن، ولكنني أعرف أن نسبة كبيرة من زميلاتي في الجامعة يدخن، وللأسف فإنهن يمارسن هذه العادة في «الحمامات..، وكأنهن يمارسن فعلا مشبوها.لست ضد أن تدخن أية واحدة منهن، لكنني أرفض الطريقة التي يمارسنها في التدخين، لماذا لا تدخن الطالبة في كافتيريا الجامعة مثل زميلها الطالب، إذا كانت مقتنعة بما تقوم به، وإلا فالأفضل أن تقلع عن هذه العادة، وتنتظر حتى العودة إلى بيتها لتفعل ما تشاء . أكاد أجزم أن نسبة الطالبات المدخنات في الجامعة أكثر من غير المدخنات، ومع ذلك فإنهن لم يستطعن ممارسة هذه العادة علنا، ربما لعدم قناعتهن في التدخين أو عدم جرأة في الإعلان عنه، واعتقد أن الركض وراء «الموضة»قد دفع الكثير منهن لممارسة عادة التدخين.
لكن زميلاتها الجامعية حنان إسماعيل تنظر للموضوع من زاوية أخرى فتقول أن الوسط الجامعي في معظمه نزق وثرثار، لذلك لست مستعدة لأن أعرض نفسي لإشكالات أظل في غنى عنها، فالوقت الذي أقضيه في رحاب الحرم الجامعي لا أدخن فيه أكثر من سيجارتين، وأعتقد أن «الحمام» هو أكثر الأماكن أمنا بالنسبة لي لممارسة مثل هذه العادة، ليس خوفا أو لعدم قناعة، بل هروبا من تعليقات الآخرين.
الأخصائية الاجتماعية في إحدى المدارس الثانوية للبنات سهيلة علان تقول إن إدارة المدرسة تراقب بشدة سلوكيات الطالبات، ولا نسمح مطلقا بالتدخين في المدرسة، ليس لأن التدخين يسيء لسمعة الطالبات، بل لأن أعمارهن لا تسمح بذلك وخاصة في المدرسة، وعندما نكتشف حالة محددة نقوم بالاتصال بذويها للمساعدة في تجاوز الإشكال.وحرصا منا على التقيد بهذا النظام فإننا نمنع المدرسات المدخنات أن يدخن خارج غرفهن المغلقة، ولا نريد للطالبات أن يرين مدرساتهن يدخن فيذهبن إلى تقليدهن.
وحول مضار التدخين على المراة قالت الطبيبة فريال صلاح..إن التدخين ليس مضرا للمرأة وحدها، بل هو مضر للرجل أيضا، وأثبتت الدراسات العلمية أن التدخين يتسبب في أمراض كثيرة من بينها السرطان، لكنني أعتقد أن آثار التدخين يمكن أن تظهر لدى المراة أكثر منها لدى الرجل، خاصة في قضايا الجمال التي تحرص عليها المرأة كثيرا.ثم أن التدخين للمرأة الحامل أو المرضعة له آثار جانبية سلبية، على المرأة وطفلها، لذلك فإن الطب يطالب المرأة الحامل أن تتوقف فورا عن التدخين، حفاظا على صحتها وصحة جنينها.
إضافة لما يمكن أن يتسبب به التدخين من نفور في العلاقات الزوجية، بين الزوجة المدخنة وزوجها غير المدخن، بسبب ما يتركه التدخين من رائحة في الفم قد لا تكون محببة. وأعتقد أن قدرة المرأة على الإقلاع عن التدخين أعلى منها عند الرجال، بسبب حجم وكمية النيكوتين في الجسم، فالمرأة إجمالا لا تدخن كثيرا، ثم إن لديها من الأعمال المنزلية ما يجعلها منشغلة دائما، وهي أسباب تجعلها تقلع عن التدخين.
لكن الحلقة لن تكتمل ما دام الحديث فيها للمرأة وحدها.. لذلك نسأل السيد علي صالح فطين الموظف في أحد البنوك عن رأيه في المرأة المدخنة وموقفه منها فيقول..لا أحمل موقفا عدائيا جاهزا ضد المرأة المدخنة، لكنني لا أحب المرأة المسترجلة، فالتدخين في الأماكن العامة هو عادة ذكورية، وعندما تمارسها المرأة فإنها تتخلى تلقائيا عن سمة من سمات أنوثتها، أعرف كثيرا من قريباتي وزميلاتي المدخنات، وأحيانا أطلب من إحداهن سيجارة، لكنني لا أرتاح لمنظرالمرأة وهي تدخن بين مجموعة من الرجال، بغض النظر عن المكان الذي تدخن فيه. لا أمانع أن تدخن زوجتي إذا رغبت بذلك، شريطة أن يتم ذلك في البيت وأمامي وحدي، لكن إذا تعدى ذلك فسأضطر لمنعها، لأن في هذا خروج على بعض العادات والتقاليد التي لا نستطيع الفكاك منها .
لكن الشاب نبيل محمد حسن يحمل رأيا مناقضا ومتطرفا من الموضوع حيث يقول يستفزني منظر المرأة المدخنة وأجزم أنني لن أتزوج واحدة من هؤلاء، في الوقت الذي لن أتهاون فيه مع أي من شقيقاتي إذا ما أكتشفت أن إحداهن تدخن. ما الذي تركته المرأة للرجل حين تذهب إلى منافسته في التدخين؟ لا أريد أن أكون متناقضا مع نفسي ومبادئي، فالذي لا يريد للمرأة أن تدخن في الأماكن العامة، ينبغي عليه الا يشجعها على التدخين في أي مكان.
فالتدخين هو التدخين، سواء تم داخل الغرف المغلقة أو في الفضاءات المفتوحة. إنني أرى فيه عادة سيئة، وممارستها تسيء للمرأة ولشخصيتها وأنوثتها، لذلك فإنني لا أتبنى مثل هذا النوع من الحرية للمرأة، إذا كان التدخين يمثل جزاءا من حريتها.
التدخين لم يعد قضية خلافية، وإذا كان البعض يرفضونه للمرأة، فإن كثيرا من أفراد المجتمع يتعاملون معه بشيء من الواقعية، والمرأة التي استطاعت إثبات وجودها في اي مكان، استطاعت في الوقت نفسه أن تغير من نظرة المجتمع إليها، حتى لو ما كانت إمرأة مدخنة تماما مثل آلاف الرجال.لذلك فإن كثيرا من العادات الذكورية انتقلت بفعل اختلاف الظروف للوسط النسائي، وصارت المرأة شريكة للرجل في كل إلتزامات الحياة، أو في الكثير منها على أقل تقدير.
والتدخين في الوسط النسائي ليس حكرا على سن أو شريحة معينة، فهو منتشر عند العاملات وربات البيوت، الشابات والعجائز، المتزوجات والعازبات، لكن تقديرات الأخصائيين الاجتماعيين تؤكد أن نسبة المدخنات تزداد كلما اتجهت المراة للعمل خارج بيتها، والسبب في ذلك يعود إلى وسائل الاحتكاك مع الأخريات والشعور بشيء من الاستقلال الاقتصادي عن العائلة، وكذلك تزداد هذه النسبة في أوساط الشابات أكثر منها في الفئات العمرية المتقدمة.
والمجتمع الذي مارس قسوته على المرأة لأسباب أقل استفزازا من التدخين في العقود السابقة، هو نفسه المجتمع الذي يتسامح معها الآن في ممارسة عادات كثيرة ليس التدخين أولها ولن يكون آخرها أيضا.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF