عمان- منال القبلاوي -بين التأييد والمعارضة لزيارة القدس والصلاة في المسجد الاقصى في ظل وجود الاحتلال، اختلفت الاراء حول فكرة قيام مكاتب سياحية محلية بتسيير رحلات اسبوعية لمدينة القدس والمسجد الاقصى.
ففيما تزدحم الصحف اليومية والاسبوعية بالاعلان عن رحلات سفر الى معظم مدن العالم السياحية الى جانب رحلات العمرة للديار المقدسة, يبرز إعلان يشتمل على جملة «الوكلاء الحصريون لرحلات المسجد الاقصى المبارك».
يرفض المواطن ابو سامي (50) سنة فكرة وجود تأشيرة الاحتلال على جواز سفره، مبينا انه يتمنى الصلاة في المسجد الاقصى ورؤية مدينة القدس بازقتها واسواقها وطبيعتها الخلابة الا انه يرفض ذلك في ظل ظروف الاحتلال، معتبرا ذلك «كنوع من الاعتراف بالمحتل».
لكن رنا ياسر التي زارت القدس ثلاث مرات بوجود رحلات «ميسرة» لمدينة القدس على غرار رحلات العمرة ترحب بذلك وتقول إن «الزيارة تحافظ على هوية المدينة بأن تبقى عربية وإسلامية»، مشيرة الى أن شعورها عند رؤية مدينة القدس لاول مرة كان شعورا جميلا لا يمكن وصفه.
في غضون ذلك يؤكد رئيس لجنة مقاومة التطبيع محليا النقابي والناشط السياسي بادي الرفايعة أن موقف اللجنة الرافض لهذه النشاطات الداعية الى التطبيع، مبينا أن اللجنة قامت بالعديد من الحملات والاعتصامات امام وزارة السياحة ضد المكاتب المسيرة لهذه الرحلات تعبيرا عن الرفض التام لها.
وقال إن رفض هذه الرحلات يأتي على اعتبار ان هذه الزيارات» تعد تطبيعا واعترافا» بالسيادة للمحتل على القدس دون وجود مبرر ديني او شرعي للصلاة في المسجد الاقصى من خلال العبور عن طريق المحتل واخذ التأشيرة من خلال سفارته او وزارة الخارجية لديه.
وأضاف: «لم تكتف هذه المكاتب بتسيير الرحلات للصلاة في القدس وانما توسعت الى تسيير رحلات سياحية للعديد من المدن الفلسطينة متناسين تماما انه بلد محتل».
ووفقا لاحد العاملين في مكتب سياحة منظم للرحلة بموافقة من وزارة السياحة فان فكرة تسيير رحلات سياحية للمسجد الاقصى والقدس بدأت منذ العام 2008 تحت شعار «لإحياء ليلة الاسراء والمعراج في بلد الاسراء والمعراج « بهدف تأمين فرصة الصلاة في المسجد الاقصى ورؤية المدن الفلسطينية وتحديدا القدس والتجوال في أزقتها وشوارعها لكل الراغبين بذلك من المواطنين الأردنيين من كافة الاعمار.
ونوه إلى إن المناطق والمدن التي يتم زيارتها جميعها» آمنة»، مبينا أن نسبة اقبال الراغبين بهذه الرحلة لديهم «جيدة» على اعتبار أن الكثير من الناس يرغبون بزيارة المسجد الاقصى لحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم «لا تشد الرحال الا لثلاثة مساجد, المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى».
ووفقا له فإن اغلب الزائرين هم من الفئة العمرية الشبابية التي يدعوها فضولها وحبها لرؤية القدس من الاشتراك بهذه الرحلة الى جانب كبار السن في محاولة منهم لاسترجاع الايام الماضية لطفولتهم في القدس والمدن الفلسطينية الاخرى.
فالقدس التي تحتضن ثالث الحرمين الشريفين وقبة الصخرة معراج سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وجهة جديدة تؤمنها مكاتب سياحية محلية للمدينة لم تكن مؤمنة ومتوفرة على جدول الرحلات السياحية الاخرى المفتوحة امام الراغبين بالسفر من الأردنيين والجنسيات العربية المختلفة عن طريق مكاتب السياحة والسفر الاردنية.
وتشتمل الرحلة على رحلات داخلية و اداء صلاة الجمعة في المسجد الاقصى الى جانب زيارة كل من بيت لحم, الخليل والمسجد الإبراهيمي فضلا عن رحلات اختيارية.
يشار الى ان من المعالم الموجودة في موقع المسجد الأقصى التي اسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم اليها ( مبنى المسجد الأقصى، مبنى قبة الصخرة، قبة السلسلة، المتحف الإسلامي، المدرسة الأشرفية، قبة المعراج، سبيل قايتباي، قبة موسى، قبة الخضر، قبة سليمان، قبة النحوية، المصلى المرواني، منبر برهان الدين، الباب الذهبي، الأروقة الغربية، وغيرها).
ويبلغ عدد المعالم الإسلامية في القدس 200 معلم على الأقل, فيما يصل عدد المعالم المسيحية فيها 60 معلماً ويبلغ عدد المدارس التاريخية الإسلامية في البلدة القديمة من القدس خمسين مدرسة وعدد المساجد فيها خمسة وعشرون مسجداً.
فيما يصل عدد سبل الماء والحمّامات في البلدة القديمة من القدس 22و يبلغ عدد الكنائس والبطريركيات فيها 19.