الرأي - خاص - يعد المغفور له باذن الله الشيخ جابر الاحمد الصباح الذي انتقل الى رحمه الله تعالى بعد حياة حافلة بالعطاء، وانجازات تجاوزت الرقعة الجغرافية لوطنه لتشمل مختلف انحاء الوطن العربي الكبير والمجتمع الانساني مؤسس دولة الكويت الحديثة.
ويرى الكويتيون في الشيخ جابر الرجل الذي قاد البلاد في احلك الساعات وخصوصا ابان الغزو العراقي سنة 1990 .
والفقيد الذي توفي بعد صراع طويل مع المرض قد ولد في العام 1928 وهو الابن الثالث للمغفور له الشيخ احمد الجابر الصباح حاكم الكويت الاسبق.
وتلقى علومه في المدرستين المباركية والاحمدية والشرقية ثم اكمل تحصيله العلمي على ايدي اساتذة متخصصين في الدين واللغتين العربية والانجليزية والعلوم الاساسية الاخرى.
وبدا بتولي مسؤولياته في خدمة البلاد عام 1949 حيث عين رئيسا للامن العام في منطقة الاحمدي وتولى في العام 1959 رئاسة دائرة المالية التي اصبحت وزارة المالية والاقتصاد عام 1962 حيث عين المغفور له وزيرا للمالية .
وخلال توليه وزارة المالية تم انشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية الذي مد يد العون لكل بني البشر في مختلف ارجاء الكرة الارضية.
كما تم انشاء بنك الائتمان لتيسير الائتمان العقاري والزراعي والصناعي من اجل زيادة دخل الدولة والمواطنين .
وتم في عهده اصدار اول نقد كويتي وطرحه للتداول بدلا من النقد الهندي الذي كان متداولا من قبل.
وفي العام 1965 تم اختياره رئيسا للوزراء ، وصدر مرسوم اميري بتعيينه وليا للعهد بعد مبايعته بالاجماع في مجلس الامة عام 1966 .
وتولى في العام 1977 مقاليد الحكم ليصبح الامير الثالث عشر لدولة الكويت خلفا للمغفور له الشيخ صباح السالم الصباح .
وخلال فترة حكم المغفور له شهدت الكويت نهضة وانجازات علي مختلف الاصعدة .
فقد واصل نشاطه في تعزيز الاقتصاد الوطني، وشهدت الكويت طفرة نوعية وكمية في مختلف الانشطة الخدمية ومشاريع البنية الاساسية .
وايمانا منه باهمية العمل المشترك طرح فكرة انشاء مجلس التعاون الخليجي الذي راي النور في العام 1981 ليعطي مسيرة التكامل الامني والسياسي والاقتصادي بين دول الخليج العربية مزيدا من الزخم .
واثناء فترة حكم المغفور له عقد موتمر القمة الاسلامية في دولة الكويت واختير رئيسا لمنظمة الموتمر الاسلامي خلال دورتها الخامسة حيث اسهم في ابراز دور المنظمة على الصعيد العالمي.
وكان الشيخ جابر الاحمد الصباح يحمل القضية الفلسطينية في وجدانه على الدوام حيث كثفت دولة الكويت في سنوات حكمه دعمها للشعب الفلسطيني في مختلف المحامل.
وقال لزائريه حين تعرض لمحاولة اغتيال غادرة ان ما حدث له لا يقاس بالمعاناة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في وطنه المحتل والمنافي.
ولم تخرج القضية الفلسطينية من اهتمامه في اقسى اللحظات عندما تعرضت دولة الكويت للغزو حيث استمر تقديم المساعدات للاشقاء الفلسطينيين .
وخلال احتلال دولة الكويت كان للمغفور له دور فعال في حشد القوى العالمية والدوية لنصرة الحق وتحرير البلاد.
وبعد التحرير قاد جهودا مكثفة لاعادة اعمار البلاد وازالة اثار العدوان في فترة قياسية حيث فاقت سرعة الانجازات التقديرات العالمية .
وحتى وفاته كان المغفور له حريصا على اظهار اهتمام دولة الكويت بنجاح العملية السياسية في العراق الشقيق باعتبارها ضمانة استقرار شعبه والمنطقة .
وامن المغفور له بالعمل والتعاون المقترن بالعمل والخبرة والتجربة والابداع والقدرة على مراجعة النفس من اجل الوصول الى القرار الافضل.
وكان يرى في النقد اول طريق الاصلاح شريطة ابتعاده عن الاتهامات والاثارة والتجريح .
وعرف الحرية بانها النعمة التي نتمتع بها جميعا واحدى وسائل التعبير الصادق، والصراحة وعلاج المشكلات .
وفي مداخلاته واحاديثه مع ابناء شعبه كان المغفور له يؤكد على ان الديمقراطية اختيار كويتي منذ البداية والسبيل الدائم ، فهي متأصلة في نفوس الكويتين ، وتقضي بان نكون في قلب الكويت النابض وعقلها المفكر ويدها البيضاء واراداتها المستقلة .
ومنذ البداية كان المغفور له نصيرا للمراة فهي نصف المجتمع وتعليمها يعود عليها ، وعلي ابنائها واسرتها بالخير كما ان النساء شقائق الرجال في الحق والواجب والعطاء الذي يعود خيرة علي الاسرة والمجتمع .
واقترنت رؤيته لدور المراة بالعمل حيث اصدر مرسوما باعطاء المرأة الكويتية حقوقها السياسية ليكون لها الحق في منافسة الرجل علي الوصول الى مجلس الامة .
وجاءت خطوة المغفور له بعد تمكين المراة الكويتية من تولي مناصب قيادية في مختلف القطاعات .