ربى حالوب - لم يعد احد يجهل ان تعدد الزوجات في الاسلام انما يتم تحت الضرورة، اما اللجوء اليه عشوائيا او بسبب توسع الفوارق الاجتماعية فهو امر غير مقبول. د.زها الاغبر يفصل في هذه الحقيقة بقوله ان هناك خطأ شائعا في موجبات تعدد الزوجات حيث يستغل البعض هذا المفهوم من اجل المتعة فقط ولا يشعرون بما يحدث لزوجاتهم وابنائهم من دمار يتأذى منه ابرياء مدى حياتهم، فالرجل المتزوج من اكثر من امرأة لا يمكنه العدل بينهما مهما حاول لذلك تبدو المرأة العربية مظلومة عندما تصبح ضرة بدون داع مقنع.
ويعتقد مازن العتيبي ان لتعدد الزوجات اثارا سلبية قد تؤدي الى ضياع الشباب. فالعدل المطلوب بين الزوجات لا يقتصر على النواحي المادية من مصاريف وخلافه، لكن اذا كان هذا الشخص قادرا على توفير كافة النفقات وان يعدل بين ابنائه جميعا ودون تمييز فلن تثور الكراهية والاحقاد بينهم خاصة اذا كانت التربية حسنة وجميع الامور ميسرة.
سوزان البلبيسي تنظر للموضوع من زاوية اخرى بقولها ان تعدد الزوجات هو احد التقاليد المقبولة في مجتمعنا عند فئة ليست بالقليلة مما يؤثر على المرأة بشكل مباشر، لذلك لا بد من التركيز على دورها في تعليم ابنائها بكيفية الاعتماد على النفس وعلى وضع اهداف مستقبلية. ويجب ان تتعامل مع هذه القضية على انها ليست مشكلة انما حدث طرأ على العائلة وعليها ان تواجهه بقوة وثبات وبتخطيط سليم. وقد يكون لتعدد الزوجات بعض الايجابيات تتمثل في تفرغ الام لتربية ابنائها حسب ما تراه مناسبا بعيدا عن التسلط والديكتاتورية وفرض الرأي لكن لا بد من تواصل الابناء مع والدهم حتى يشعروا باهتمامه ويوجه لهم النصح والارشاد.
د. احمد الخطيب يرى ان تعدد الزوجات مشروط بمرض الزوجة او عقمها او استحالة العيش معها اما ان نجعل هذا الموضوع رهنا بنزوات الرجل ومزاجه فهذا مرفوض شرعا وتأباه السلطة الاجتماعية. فجمع الزوجات مثل التحف لدى البعض انما هو منطق مرفوض لأن فلسفة الكم في الاشياء هي فلسفة طفلية، ولعل مسلسل الحاج متولي الدرامي خير من صورها وجسدها فقد كان تطوره خارجيا شكليا لم يمس جوهره فظل مسكونا بذلك الطفل الساذج الذي يطارد النساء ويمتلكهن لأنه لا يرضى بلعبة واحدة. اما فلسفة الكيف فهي فلسفة نضج وتعقل تصبح المرأة الواحدة فيها قبيلة من النساء وهذا موقف كرسه الشاعر العربي بالغزل فعاش لامرأة واحدة تلهمه فنه ويمنحها شعره.
الشيخ محمد مجلي ربابعة يتحدث في هذا الشأن بقوله: اختلف التعدد في ايامنا واصبح مبنيا على عقدة لدى الرجل وهذا يختلف من شخص لآخر، فالبعض مال للتعدد نكاية بالزوجة الاولى او للاضرار باهلها او لرد الاعتبار لنفسه. وكل هذا ينقصه الوازع الديني ففي عهد الصحابة لم يكن هناك ضرر على المرأة ان تكون شريكة في رجل ولا على الاطفال ان يولدوا لرجل واحد من ازواج متعددة، ولم تكن هناك تفرقة مثلما نلمس اليوم من تمييز وعداوات بين الشباب. ولهذا التعدد اثر نفسي على الاسرة الواحدة حيث تكون الزوجة الاولى هي المحرضة على الزوج وكل ما يمت له بصلة فتقع بين اهل الزوج والزوجة خلافات اضافة الى النظرة الدون والاحتقار للطرفين اما الاولاد او الشباب فتولد لديهم انواع من الحقد على الاب والام وعدم احترامهم لهم مما يترتب عليه حب الانتقام وعدم ثقته بنفسه مما يوقعه بالحرام وتعاطي المخدرات.
اما اراء الشباب فتوزعت حول امور عدة.
لانا العبويني قالت لا اؤيد هذه الفكرة واعتبرها ظلما في حق المرأة بشكل عام وفي حق الابناء بشكل خاص حيث تنعكس في النهاية على نفسية الشباب وتولد بينهم نوعا من الحقد والكراهية لذلك لا بد ان يقوم التعدد على اسباب قاهرة يستطيع حينها الرجل اتخاذ مثل هذا القرار بحيث لا تلومه المرأة ولا المجتمع ولا الابناء.
عبدالرحمن الجمل: هذا المصطلح مدخل لتفكك الاسرة في عدم استمرارها واستقرارها.
فاطمة الشوابكة: المسؤولية الكبرى في هذا الموضوع على عاتق الرجل الذي مهما فعلت المرأة من واجبات تجاهه يكافئها بزوجة اخرى وهذا ما نجده في بعض الرجال الذين تتراوح اعمارهم بين الاربعين والخمسة واربعين عاما، وكأنه يود الرجوع الى ايام الشباب. ومن هنا تبدأ الانعكاسات السلبية التي تطرأ على الاسرة والشباب مما يؤدي الى خسارة الابناء للاب وخسارة الاب لابنائه.
ياسمين محمد: في هذه المسألة الوم المرأة التي تهمل نفسها وزوجها وابناءها فيضطر الرجل الى البحث عن امرأة اخرى مما يفقد الابناء ثقتهم بنفسهم وبابائهم.
سمية النجادا: لتعدد الزوجات اثر سلبي كبير بشكل عام حيث يحبط المرأة على المستوى النفسي مع التفكك الاسري حيث يتواجد الاب في بيت اخر غير بيت الزوجة الاولى وابنائها.
يوسف عطاري: انا كشاب اؤيد تعدد الزوجات نظرا لما نشهده في وقتنا الحاضر من انحلالات، فالتفاهم بين الرجل والمرأة يكون تفاهما لحظيا خاصة في السنوات الاولى للزواج، وبعد فترة معينة تتخلى المرأة عن واجباتها الزوجية سواء من حيث دورها المعنوي او دورها العاطفي مما يدفع الرجل للبحث عن امرأة اخرى تشاركه همومه وافراحه، واجد احيانا ان المرأة العربية ترفض بأن يتزوج عليها الرجل فيما تقبل بأن يكون لديه بما يسمى اليوم عاشقة.
الحان شاهين: هناك الكثير من العوامل التي تؤدي الى تعدد الزوجات كتدخل الاقارب مثل ام الزوج او اخواته في المشاكل الزوجية والتركيز ايضا على لفت نظر الزوج الى عيوب زوجته او افتعال المشاكل التي تشعر الزوج بعدم الاستقرار والرغبة في البحث عن السعادة في مكان آخر، فاذا كان الرجل يجد حلوله دوما في الزواج الثاني فالمرأة لها الحق ايضا في البحث عن سعادتها واستقرارها المهزوز فهي ليست اداة لتربية الابناء، لكن المشكلة الكبرى تكمن دوما في الاولاد فهم الضحية الضائعة.
