كتب - محمود الزواوي - وقع الممثل سيلفستر ستالون في غضون أسبوع واحد، وبعد انتظار دام 15 عاما، صفقتين ضخمتين للقيام ببطولتي الجزء السادس من سلسلة أفلام الملاكم روكي والجزء الرابع من سلسلة أفلام البطل الخارق رامبو، على أن يكون هذان الفيلمان جاهزين للعرض خلال العام القادم. وقد جلبت هاتان السلسلتان السينمائيتان لسيلفستر ستالون النجومية والشهرة والثراء.
وكان الجزء الخامس لأفلام روكي قد عرض في العام 1990 ضمن واحدة من أشهر وأنجح المسلسلات السينمائية الأميركية. وتم إنتاج الأفلام الخمسة الأولى في هذه السلسلة على مدى 14 عاما، وكانت أجزاؤها المختلفة تقدم كل ثلاث سنوات تقريبا، إلا أن إنتاجها لم يتجدد منذ 15 عاما نتيجة لعدم التوصل إلى اتفاق بين بطل هذا المسلسل الممثل سيلفستر ستالون وبين استوديوهات هوليوود المنتجة للحلقة القادمة في هذا المسلسل، وهو ما تحقق في الآونة الأخيرة. وسوف يقوم سيلفستر ستالون ببطولة الفيلم الجديد المبني على سيناريو من إعداده، كما سيقوم بإخراجه.
وقد قام سيلفستر ستالون ببطولة أفلام روكي الخمسة وبتأليف قصصها وإخراج ثلاثة منها. وبلغت الإيرادات العالمية الإجمالية لهذه السلسلة السينمائية قرابة مليار دولار.
ويحمل الفيلم الجديد في هذه السلسلة عنوان «روكي بالبوا»، وهو اسم بطل أفلام «روكي»، وتواصل قصة الفيلم الجديد عرض حياة هذا الملاكم الذي بدأ حياته كجزار متواضع الحال في مدينة فيلادلفيا ثم أصبح بطل العالم في الملاكمة. ويقدم روكي في الفيلم الجديد كشخص عادي يعيش حياة هادئة ويبحث عن ذاته، ويقرر الخروج من عزلته واعتزاله ويوافق على مواجهة بطل العالم الحالي في الملاكمة في مباراة جديدة حاسمة، مما يثير عاصفة إعلامية. ويقول سيلفستر ستالون «إن قصة فيلم «روكي بالبوا» تتعلق بحياة كل شخص يريد أن يكون جزءا من سباق الحياة بدلا من أن يكون مجرد شخص متفرج يعيش على هامش الحياة، وإن الإنسان قادر على تسلق الجبال مهما تقدم في السن، إذا كان ذلك هو ما يطمح إليه».
وبمناسبة الحديث عن التقدم في السن، فإن الممثل سيلفستر ستالون، المعروف بلياقته البدنية، يقوم بدور الملاكم «روكي بالبوا» بعد أن تجاوز سن التاسعة والخمسين، علما بأنه قام بذلك الدور لأول مرة في فيلم «روكي» (1976) حين كان في سن الثلاثين.
وهناك تشابه كبير بين الظروف المحيطة بإنتاج سلسلتي أفلام «روكي» و«رامبو». فقد توقف إنتاج أفلام رامبو في العام 1988 بعد صدور ثلاثة منها في غضون ست سنوات، وبعد أن حققت نجاحا تجاريا كبيرا، حيث بلغت إيراداتها العالمية الإجمالية على شباك التذاكر 615 مليون دولار. وتحولت شخصية «رامبو» إلى رمز للبطل الأميركي الخارق الذي لا يقهر، بما في ذلك من جوانب إيجابية وسلبية لهذه الشخصية. وقام سيلفستر ستالون ببطولة هذه الأفلام الثلاثة وبتأليف قصصها، إلا أنه لم يخرج أيا منها. ولم يتجدد إنتاج المزيد من أفلام هذه السلسلة منذ 17 عاما رغم المفاوضات المستمرة للتوصل إلى اتفاق حول إنتاج الجزء الرابع منها، وهو ما تحقق أخيرا.
وتدور قصة فيلم «رامبو الجزء الرابع» حول الجندي الأميركي المتقاعد جون رامبو الذي اشترك في الحرب الفيتنامية، والذي يعيش حياة عزلة هادئة، لا تختلف عن حياة الملاكم روكي، ولكنه يقرر الخروج من عزلته واعتزاله حين يتم اختطاف فتاة صغيرة ويجد نفسه مرغما على هجر حياته الهادئة والقيام بمهمة إنقاذها بطريقته الخاصة خارج إطار القانون، كما كان يفعل في الأفلام السابقة في هذه السلسلة. وقد كتب سيلفستر ستالون سيناريو الفيلم الجديد الذي رصدت له ميزانية قدرها خمسون مليون دولار.
وقد برزت المواهب المتعددة للفنان سيلفستر ستالون في الجمع بين التمثيل والتأليف والإخراج والإنتاج السينمائي، مع أنه لمع في مجال التمثيل في المقام الأول، وأصبح منذ عقد السبعينيات واحدا من أشهر نجوم هوليوود. إلا أنه مر في بداية مشواره السينمائي في مرحلة الكفاح التقليدية لمعظم الفنانين.
ونشأ سيلفستر ستالون في أسرة مفككة في وسط فقير بمدينة نيويورك، وأصيب منذ الولادة بشلل دائم في الجزء السفلي لجانب وجهه الأيسر، مما أثر في طريقة نطقه. وقام في بداية مشواره السينمائي ببعض الأدوار الثانوية في عدد من الأفلام المتواضعة، حتى أن اسمه لم يذكر في بعضها، ثم عكف على كتابة القصص السينمائية التي لم يجد مشتريا لها إلى أن كتب سيناريو فيلم «روكي» (1976) في غضون ثلاثة أيام فقط ، وذلك بعد أن شاهد مباراة بين بطل العالم آنذاك محمد على كلاي ومتحد مغمور هو الملاكم تشاك ويبنر. وعرض سيلفستر ستالون السيناريو على عدد من استوديوهات هوليوود التي وافقت على شرائه مقابل مبالغ مغرية، ولكنها رفضت قبول شرطه وهو القيام ببطولة الفيلم أو إخراجه بنفسه.