كتب- خلف الطاهات - بالرغم من مرارة وبشاعة الحادث الارهابي الاخير الذي تعرضت له عمان مؤخرا، الا ان ايجابات عديدة ملموسة برزت على السطح لعل ابرزها حالة الانسجام والتوحد شعبيا بالتفاف الاردنيين من مختلف الاصول والمنابت حول القيادة الهاشمية والراية الاردنية.
وكان حمل العلم الاردني الذي هو رمز الوطن والانتماء له وعنوان العزة والانفة والكبرياء والشموخ والاباء متنفسا واقعيا لرفض الاسرة الاردنية الواحدة للعنف والارهاب وتوحدها صفا واحدا خلف القيادة الهاشمية الملهمة، وسط اصرار بان تبقى الراية الاردنية شامخة خفاقة لا ينال منها اي معتد اثم.
حجم الالتفاف حول راية الوطن ورفعها عالية في سماء عمان وفضاءات الاردن باريافه ومدنه وبواديه ومخيماته فاقت التصور، ليزداد حجم الطلب على العلم الاردني اثر التفجيرات الاخيرة الى الف بالمئة بعد ان كان التجار واصحاب المكتبات لا يبيعون سوى اعداد محدودة قدروها بالعشرات قبيل الاحداث المؤلمة، وهذا الامر هو ما يؤكده نقيب تجار القرطاسية غازي قاقيش.
والمادة الرابعة من الدستور حددت الشكل والمقاييس للعلم الأردني وقد نصت على ما يلي: تتكون الراية الأردنية من الشكل والمواصفات التالية: طولها ضعف عرضها وتقسم أفقيا إلى ثلاث قطع متساوية متوازية، العليا منها سوداء والوسطى بيضاء والسفلى خضراء، يوضع عليها من ناحية السارية مثلث قائم احمر - قاعدته مساوية لعرض الراية، وارتفاعه مساو لنصف طولها وفي هذا المثلث كوكب ابيض سباعي الأشعة مساحته مما يمكن أن تستوعبه دائرة قطرها واحد من أربعة عشر من طول الراية، وهو موضوع بحيث يكون وسطه نقطة تقاطع الخطوط بين زوايا المثلث وبحيث يكون المحور من احد الرؤوس موازيا لقاعدة المثلث.
أما الألوان التي يتكون منها العلم فإنها تعني ما يلي: اللون الأسود شعار العباسيين واللون الأبيض في الوسط شعار الأمويين واللون الأخضر في الأسفل شعار الفاطميين واللون الأحمر يعني شعار الثورة العربية الكبرى. أما الكوكب الأبيض السباعي فان رؤوسه السبعة تشير إلى أن القرآن الكريم دستور الحياة والفكر والطموح يشتمل على 6666 آية تلخصها فاتحة الكتاب التي تتألف من 7 آيات والسبع المثاني وتدل على شعارات التوحيد بالله وسمو الإنسانية والشعور بالإحساس القومي والتواضع والعدالة الاجتماعية والدعاء للنهج المستقيم وإدراك المنى والأهداف.
وقال نقيب تجار القرطاسية غازي قاقيش ان 90% من الاعلام الاردنية الموجودة هي مصنعة محليا، فيما يتم استيراد انواع معينة وبمواصفات خاصة لغايات ومناسبات معينة من الخارج. مشيرا الى ان العلم هو مادة اساسية متوفرة في معظم المكتبات وبشكل دائم، موضحا ان الطلب في الايام العادية على الاعلام الاردنية يقتصر على المؤسسات والدوائر والوزارات الحكومية فيما يتضاعف الطلب في المناسبات الوطنية ايا كانت وبشكل كبير جدا ليس من جانب الوزارات والمؤسسات الحكومية فحسب بل من كافة شرائح المجتمع، مبينا انه وخلال الايام الثلاثة الاولى من تفجيرات عمان قام بشراء اكثر من الف راية من احد المصانع المحلية.
والمشرع الأردني خص الراية الأردنية بتشريع خاص هو (قانون الأعلام الأردنية لسنة 2004) يحدد بموجبه شكل ومقاييس ومواصفات العلم ويحدد الأحكام والشروط المتعلقة بالأماكن والمباني التي يتوجب رفع العلم الأردني عليها أو فيها والأوقات والمناسبات التي يتم رفعه بها ومكانه بين الأعلام الأخرى ومكان السارية الخاصة به وطولها وشروط صنع العلم الأردني وكيفية استبدال العلم الأردني بآخر جديد وطريقة إتلاف القديم منه والترتيبـات المتعلقة باستعمال العلم الأردني في مراسم الجنازات الخاصة.
كما أوجبت المادة 7 من القانون ذاته وجوبية رفع العلم الأردني على مراكز الحدود والجمارك والمطارات والموانئ البحرية بشكل دائم وسفن الملاحة والقطع البحرية الأردنية في أعالي البحار وسفن الملاحة الأجنبية عند دخولها الموانئ الأردنية 0 كما يتم رفع العلم الأردني على جميع مباني السفارات والقنصليات الأردنية وعلى منازل وسيارات السفراء أو القائمين بالأعمال والقناصل الأردنيين وذلك مع مراعاة العرف الدولي وقواعد المجاملة بين الدول والتشريعات المحلية الخاصة بأي منها.
ويراعى عند رفع العلم الأردني ان لا يخالف الشكل والمقاييس والمواصفات والألوان المحددة له وألا يعلو عليه أي علم في المكان الواحد وان يكون له مكان الشرف إذا تم رفعه مع اعلام دول اجنبية او أعلام مؤسسات خاصة.
ويحظر القانون استعمال العلم الأردني علامة تجارية او بقصد الإعلان والدعاية التجارية، كما يحظر رفع العلم الأردني اذا كان باليا او ممزقا او أصبحت حالته لا تتلاءم مع مكانته،هذا ويحظر القانون ايضا رفع أعلام المؤسسات الخاصة دون رفع العلم الأردني بجانبها وبحيث يعلو عليها وفي حال المخالفة يعاقب كل من ارتكب ايا من الأفعال المنصوص عليها انفا بغرامة لا تقل عن (50) خمسين دينارا ولا تزيد على (250) مائتين وخمسين دينارا.
وبين قاقيش ان العلم ينتج ويصنع بمقاييس مختلفة مع الالتزام بالقواعد الدستورية لصناعة الاعلام وفق مقاييس محددة بالطول والعرض واتجاه الالوان.
وقال ان العلم رمز البلد متمنيا الا يقتصر الطلب عليه فقط في المناسبات الوطنية ايا كانت بل يجدر بكل بيت اردني ان يرفع رايته الاردنية عالية خفاقة. داعيا الجميع الى متابعة حالة العلم المرفوع عندهم والحرص على تجديده ونصاعته ونظافته لانه عنوان الكرامة والسمو والشموخ.
وعن ظاهرة شدة اقبال المواطنيين على رفع الراية الاردنية وحمله خلال الاحداث الاخيرة قال استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحباشنة ان العلم هو رمز الوطن ورمز الانتماء اليه وهو يحمل قيمة كبيرة جدا للمواطنين المنتمين للارض.. مشيرا الى انه ما حصل في الفترة الاخيرة وقبيل الانفجارات انه كان لدينا حالة هلامية فيما يتعلق بالوطن وشؤونه.. واصبح هناك اغراق وولع من جانب المواطنيين بشؤونهم الذاتية واعمالهم الاقتصادية والبورصة والاراضي والعقارات وتشكيل الحكومات... واصبح يأخذ امن الوطن بالضمان وانه مكفول.
واضاف الحباشنة انه وفي لحظة من اللحظات فقدنا كمواطنيين ومسؤولين مسؤوليتنا تجاه الوطن وسط انغماسنا بعيدا عن همومه ومصلحته العليا.. موضحا ان الازمة الاخيرة وبغض النظر عن وحشيتها ومرارتها وقسوتها علينا الا انها سجلت الكثير الكثير من الايجابيات الكامنة لدى الاردنيين وفجرت طبيعة الانسان الاردني ومستوى انتمائه واستفزته واقعيا..لان المواطن الاردني استشعر حالة من الحداد على عامل كان يعتبر مضمونا هو الامن.
واضاف الحباشنة بالاضافة الى الاجراءات العملية التي اتخذها المواطن من تقديم العون والدعم والتدخل الطبي والمساعدة الا انه بحث وسط كل هذه التداخلات عن شىء معنوى يتمسك به ويثبت به انتمائه وليس اكثر من العلم قدرة على اعطاء هذا البعد المعنوى، لان الانسان الاردني يحاول في الواقع ان يعيد حالة الدفء السابقة الذي فقدها مؤقتا خلال حالة التفجير.
ووفق القانون فانه يعاقب كل من مزق او حقر او اقدم بأي وسيلة كانت او بأي صورة من الصور، قولا او فعـــلا، بقصد الاساءة إلى أي من الاعلام المنصوص عليها في المواد (2) و(3) و(6) من قانون الأعلام الأردنية بالحبس من ستة اشهر الى سنتين وبغرامة لا تقل عن (1000) ألف دينار ولا تزيد على (3000) ثلاثة آلاف دينار.