إعداد - إبراهيم السواعير - استقبل الكوريون هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية بمزيد من الارتياح والسرور، بيد أن هذا الارتياح لم يدم طويلا؛ إذ قسمت البلاد بأيديولوجيتين متعارضتين: الأولى بسبب استعمار الولايات المتحدة الأميركية للجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية، والثانية أوجدها استعمار الاتحاد السوفياتي- المنصرم- للجزء الشمالي منها.
وبالرغم من تدخل الولايات المتحدة عام ثمانية وأربعين، ومحاولة التأليف ما أمكن بين الكوريتين، إلا أن عام خمسين شهد غزوا مباغتا، وحربا ضروسا شنته كوريا الشمالية استمر ثلاث سنوات مخلفا ثلاثة ملايين قتيل، وأسرا مشردة، وعائلات منكوبة.وكنتيجة لذلك طور كلا الجانبين منظورا خاصا به يسعى لتحقيقه؛ فكوريا الشمالية تنطلق من فكرة تحقيق وحدة شيوعية ترتكز على منطقها المسمى «تشوسون واحدة»، في حين أن كوريا الجنوبية تعتبر نفسها الحكومة الشرعية الوحيدة لشبه الجزيرة الكورية، وفكرتها هذه تأسست على أحقية سيادة البلاد، ولم شملها. وبسبب اختلاف وجهات النظر هذه أصبحت الاتصالات بين الطرفين مستحيلة منذ عام ستين.
في السبعينيات، طرأ تحسن ملحوظ، ولكنه غير كاف ؛ إذ اقتصر على تعرف الحكومتين على بعضهما، وإعلان «يوم التحرير» الذي اقترحته الجنوبية كنهاية للصراع الأيديولوجي، والتعاون في مسألة إعادة لم شمل العائلات، والسماح عام خمسة وثمانين بمباحثات اقتصادية وإنسانية تتضمن قيام عائلات من كل شطر بزيارة الشطر الآخر للبحث عن أقارب ضائعين، أو أسر مفقودة!
وفي التسعينيات، كان للتغييرات السريعة التي أصابت دول الكتلة الشيوعية تأثير سياسي على شبه الجزيرة الكورية، ومن ضمن تلك التغييرات أن العلاقة بين الشمال والجنوب حددت على أنها «علاقة مؤقتة على طريق إعادة التوحيد»، و«الإعلان المشترك لمنع الانتشار النووي»، والخطوات الملموسة نحو إعادة التوحيد السلمي، غير أن محاولات كوريا الشمالية تسليح نفسها نوويا أضرم التوتر من جديد، وصاعد من حدة الموقف الذي حاولت الكوريتان عام أربع وتسعين تهدئته بمؤتمر القمة الجنوبي-الشمالي، ولكن ذلك ظل مشبوبا بالمخاوف والريبة وعدم الثقة، وخاصة بالوفاة المفاجئة للرئيس الكوري الشمالي كيم آيل سونج الذي تجمدت بموته كل هاتيك المحاولات!
الشعب، اللغة، الجغرافيايتكلم الكوريون لغة واحدة، وهم من أصل واحد. ومن خلال الملامح المميزة المشتركة بين أبناء الشعب الكوري يتضح أنهم من سلالة بعض قبائل المغول التي هاجرت إلى شبه الجزيرة من آسيا الوسطى في أواخر العصر الحجري( 1000 ق.م- 500ق.م)، وكذلك العصر البرونزي. وفي القرن السابع، توحدت شعوب شبه الجزيرة لأول مرة تحت حكم مملكة شيلا(935ق.م- 75ق.م)، مما مكن الكوريين من أن يظلوا بعيدين إلى حد ما عن المشكلات العرقية، وأن يتماسكوا متضامنين.
ويقدر عدد سكان كوريا في منتصف عام 1999 بحوالي 46858000 نسمة، بكثافة 472 شخصا للكيلو متر المربع الواحد، فيما يصل عدد سكان كوريا الشمالية إلى 23566000 نسمة.
وتقع كوريا في شبه الجزيرة الكورية، ممتدة بطول 1100 كيلو متر من الشمال إلى الجنوب في القطاع الشرقي من قارة آسيا؛ حيث تمتزج المياه الكورية بمياه أقصى الجزء الغربي الباسيفيكي. وهي تشترك مع الصين وروسيا، ويحدها من الشرق بحر الشرق الذي تقع فيه اليابان. وبخلاف أراضي شبه الجزيرة تتبع كوريا 3000 جزيرة أيضا.
أما مساحة كوريا بالإجمال فتقدر بحوالي 222154 كيلو مترا، أي ما يساوي مساحة بريطانيا أو رومانيا. وتشغل الجبال حوالي ثلثي مساحة الإقليم، وهي تقريبا النسبة نفسها التي تشغلها الجبال في البرتغال والمجر أو أيرلندا. ويوجد في شبه الجزيرة العديد من الجبال والأنهار ذات المناظر الخلابة؛ ولهذا يحلو للكوريين تشبيه بلادهم بقطعة من الحرير المطرز. ومن أهم جبالها بيكتوسان، وهو بركان خامد على فوهته بحيرة تشونجي، أي البحيرة السماوية، وله مكانة خاصة عند الكوريين، وقد ذكروه في سلامهم الجمهوري الوطني.
أما اللغة الكورية، فظلت عنصرا هاما في هويتهم القومية، بالإضافة إلى لهجات متقاربة. وقد صنفت الدراسات اللغوية ودراسات علم الأعراق البشرية اللغة الكورية ضمن مجموعة اللغات الأورالية-الألطائية، وهي مجموعة اللغات التي تتضمن التركية، المجرية، الفنلندية، المنغولية، ولغات التبت واليابانية.
وتدعى الحروف الكورية بالهانجول، وقد اخترعها مجموعة من العلماء برعاية الملك سيجونج الأعظم، الملك الذي يدين له الكوريون ويقدسونه، وكان ذلك في القرن الخامس عشر الميلادي، حيث درسوا اللغات المتواجدة في ذلك العصر كالصينية القديمة والمنغولية. وتوصلوا إلى نظام يعتمد في دراستهم على علوم الصوتيات مطورين نظرية قائمة على التقسيم الثلاثي للمقطع اللفظي، إذ يقسم المقطع إلى أولي ووسطي ونهائي. وهذا النظام يعاكس التقسيم الثنائي الخاص باللغة الصينية القديمة. والهانجول تتكون من عشرة حروف متحركة، وأربعة عشر حرفا ساكنا، ويمكن أن تتحد مع بعضها لتكون عددا لا نهائيا من المقاطع اللفظية. واللغة الكورية تعد واحدة من أكثر نظم الكتابة علمية في العالم وأكثرها سهولة وشمولية. والهانجول سهلة التعلم والكتابة ، ولعل ذلك ساهم في انخفاض نسبة الأمية، وتقدم صناعة النشر في كوريا.
التاريخيعود تاريخ كوريا إلى عام 2333 قبل الميلاد، حينما قام تان جون، الابن الأسطوري لإله السماوات بتأسيس أول مملكة. ويسمي المؤرخون هذه الحقبة من تاريخ كوريا مملكة تشوسون القديمة، وفيما بعد توالى اتحاد دويلات وأحلاف قبلية ذات بناء سياسي معقد تحولت إلى ممالك ممتدة.
أفكار ومعتقدات!
على خلاف الثقافات الأخرى التي غالبا ما تركز في العادة على ديانة واحدة، تتضمن الثقافة الكورية العديد من الديانات التي أثرت بشكل كبير في سلوك ومعتقدات الكوريين في مراحل التاريخ الكوري الأولى، وقد ارتبطت المظاهر الدينية بالسياسة، إلا أنها انفصلت عنها فيما بعد.
وعلى مدار التاريخ خضعت كوريا لتأثير الديانات الشيمانية، والبوذية، والكونفوشية. وفي العصر الحديث ظهرت المسيحية بقوة في كوريا مما جعلها أحد العوامل الهامة في التأثير على تغيير الشخصية الكورية، إضافة لمرحلة التصنيع التي مرت بها البلاد خلال عقدين من الزمان، وهي نفس المرحلة التي مر بها الغرب خلال قرنين من الزمان.
الشيمانية ديانة أساسية، وليس لها بناء نظامي، ولكنها تعتبر قاسما مشتركا في حياة الكوريين اليومية، وذلك من خلال ارتباطها بالعادات والتقاليد، فقد كان إنسان العصر الحجري في كوريا يؤمن أن عناصر الحياة لها أرواح لا تموت؛ وعلى هذا فالشيمانية تفسح المجال لعبادة آلاف الأرواح التي تسكن الحجر والشجر وجداول المياة والأجرام السماوية. وهذه الديانة على الرغم من أنها كانت بالنسبة للأجيال القديمة ديانة الخوف والخرافة، إلا أنها بالنسبة للأجيال الحديثة تعتبر مفهوما ثقافيا تاريخيا مبهرا يقدم عبر تعاويذ مسرحية تصاحبها موسيقى معبرة ولافتة.
أما البوذية، فهي فلسفة رفيعة المستوى، وذات رؤيا فكرية تتلخص بأن خلاص الإنسان يتأتى من خلال عملية تناسخ الأرواح. وقد جاءت البوذية إلى كوريا من الصين، ولها دلالات قومية لا تنكر في كوريا. واليوم ما يزال عدد كبير من الرهبان يعيشون في الجبال متأملين، وبعضهم نزح للمدن مبشرا في الجامعات والمعاهد.
وبالنسبة للكونفوشية، فهي ديانة بدون إله، ومصدرها الصين، حيث جاء بها كونفوشيوس في القرن السابع الميلادي لتشكل الإطار الفلسفي والعمود الفقري للدولة.
أما فيما يخص الديانات الثانوية الأخريـ فتتوزع بين الكاثوليكية، وقد تحسنت بعد اضطهادات عايشتها في السابق، وكان للعلاقات مع دولة الفاتيكان وزيارة البابا أثر في إنشاء كنيسة هناك. والبروتستنتية التي دخلت البلاد عام1884 ، والديانة الجديدة التي ظهرت في القرن الثامن عشر، وهي أشبه بحركة اجتماعية تدعى تشوندوجيو جاءت احتجاجا على الفساد، ومؤداها أن الإنسان يتطابق مع الإله، ولكنه لا يماثله. وعلى هذا فكل منا يحمل إلها في داخله.
وبالنسبة للإسلام فقد ظهر في كوريا عندما كان أوائل الكوريين الذين اعتنقوا الديانة الإسلامية يهاجرون إلى لورلونج في أوائل القرن العشرين هربا من الحكم الياباني القاسي. وقد عادوا إلى بلادهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لكنهم لم يجدوا مكانا يقيمون فيه شعائر دينهم. وظلت الحال على ما هي عليه حتى جاءت القوات التركية ضمن قوات الأمم المتحدة خلال الحرب الكورية(1950-1953)، وسمحت لهم بمشاركتهم في إقامة الشعائر الدينية. وقد أقيمت الشعائر الدينية لأول مرة في كوريا عام خمسة وخمسين، تلاها انتخاب أول إمام كوري يؤم المصلين، وقد نما المجتمع الإسلامي الكوري، وشيد مسجدا في سيؤول عام 1976م.
أسطورة تان جون!
قديما، كان هناك أميرا سماويا يدعى هوان-أونجن وكان ابن إله السماء، وقد أراد مساعدة الجنس البشري، فطلب من والده أن يمنحه شبه الجزيرة الكورية ليحكمها. فحقق هوان-ان رغبة ابنه، وأرسله إلى الأرض مع ثلاثة ألاف من أتباعه.
وقد ظهر هوان-أونج بالقرب من شجرة مقدسة من خشب الصندل على جبل تايبكسان، وأطلق عليه لقب ملك الجنة، وقد أنشأ مدينة شين شي، مدينة الإله، وعين ثلاثة وزراء ليكونوا مسؤولين عن الرياح والأمطار والسحب. وقام بتعليم الناس ثلاثمائة وستين حرفة وفن، منها الزراعة ، التجارة، الطب، النسيج، والصيد. وكذلك علمهم الطيب والخبيث، ووضع لذلك قانونا.
وفي هذه الأثناء، كان هنالك دب ونمر يعيشان في كهف كبير بجانب شجرة خشب من الصندل، فكانا يذهبان يوميا إلى الشجرة المقدسة التي يجاورها هوان أونج ويصلون له، فتأثر ملك الجنة من صلواتهما، ودعاهم في أحد الأيام وأعطاهم عشرين نبتة من الثوم، وغصنا مزهرا سماويا من الموجورت، وقال: كلا هذه النباتات! وابتعدا عن أي ضوء لمدة مائة يوم، فحينما تفعلان تتحولان إلى آدميين!. فأكلا النباتات، وعادا إلى كهفهما. ولكن النمر كان قليل الصبر في طاعة الأوامر، فرحل بعد فترة وجيزة. بينما انتظر الدب في صبر وجلد؛ فتحول بعد واحد وعشرين يوما إلى امرأة جميلة سميت أونج-نيو، وكانت فاتنة جدا، ولكنها كانت وحيدة فظلت تزور شجرة الصندل وتبتهل أن يرزقها الإله بطفل؛ فأخذت الرأفة هوان-أونج ؛فحول نفسه آدميا بصورة مؤقتة، وتزوجها لينجبا صبيا سماه تان جون!
وقد احتفل الناس بميلاد الصبي، الذي أصبح بعد ذلك أول ملك من البشر يحكم شبه الجزيرة، فأنشأ عاصمته في مدينة بيونج يانج، وأطلق على مملكته اسم تشوسون، ثم نقل عاصمته إلى أسادال، على جبل تايبكسان، وقد حكم قرابة ألف وخمسمائة عام، وبعد ذلك أصبح إلها للجبل!!
من لا يهاب الموت سوف يحيا،
ومن ينشد الحياة سوف يموت!
يحتل الأدميرال يي سون شين في كتاب تاريخ البحرية مكانة كواحد من أعظم قواد البحرية. ويمكن القول أنه من أعظم القواد الذين أنجبتهم كوريا(1545-1598)، والكوريون إذ يفخرون بالقائد يي، فليس ذلك لأنه كان قائدا عظيما وصاحب استراتيجيات عسكرية فحسب، ولكنه كان أيضا رجلا ذا شخصية قويمة، وولاء منقطع النظير للأمة، وقد كان يعتبر الطريق الوحيد للحفاظ على الحياة هو المجازفة من أجلها، فليس غريبا إذن أن يمنحه الكوريون اسم تشيونج-بوجونج، أو سيد الولاء والشجاعة. ومما يعجب له أن هذا القائد كان شاعرا ومن مقطوعاته اللافتة:
في ضوء القمر على جزيرة هانسان،
وأنا وحدي في الخلاء،
أقبض على سيفي المعلق إلى جانبي،
وأنا مستغرق في أفكاري من كل اتجاه،
أحس بصوت «الفلوت» ينفذ إلى قلبي!
طاقات تفاجئ الجميع!
سارة، عازفة الكمان، التي لم تتجاوز السابعة عشر ربيعا أصدرت أول ألبوماتها وهي في التاسعة من عمرها! والكوري تشونج كيون تم اختياره كواحد من أفضل الموسيقيين على الساحة العالمية لأكثر من خمسة وعشرين عاما، أما السوبرانو الكورية جوسومي التي اكتشفها المايسترو العالمي هاربرت فون، فقد وصفت على لسانه بأن صوتها هبة من السماء! ومما يفاجأ له الجميع أن بيك نام، رائد فن الفيديو بدأ حياته موسيقيا ومؤلفا، وهو أول من عرض مجموعة من أجهزة التليفزيون تعمل في منظومة واحدة مع بعضها البعض عام 1963حيث ربط بين الفن المعاصر وأعمال الفيديو والتلفزيون من جهة وعلم الفن والأعلام من جهة أخرى!
ليس هذا فحسب، بل إن أول مطبعة مصنوعة من المعدن في العالم هي مطبعة كورية، وقد سبقت مطبعة جوتنبرغ الألماني بمائتي عام، يوم بدأت الطباعة على البلوكات الخشبية في القرن الثامن الميلادي.
فن العمارة
الألوان لها دلالات، وحينما تطلى الأجزاء الخشبية في هذه المعابد بألوان رائعة ومتوهجة تسمى التانشونج، فإن الأزرق يشير إلى الربيع، والأحمر يرمز للصيف، والأبيض يحيل إلى الخريف، والأسود يدل على الشتاء، أما الأصفر فمعناه أن الفصول تتغير ، في حين يبرز معنى التناغم في اللون البني المائل للحمرة.
وقد كان أهم عناصر الأبنية القديمة البعد الهندسي، أو فن تحديد مواقع البناء الذي تتوفر فيه فرصة الحصول على أفضل ما في الطبيعة. وكان أفضل تلك المواقع المواجه للجنوب الذي تحده الجبال من الخلف، ويطل على مجرى نهر أمامه.
الموسيقى
الموسيقى الكورية كغيرها من الفنون لها مكانة هامة في التاريخ الكوري؛ فهي الموسيقى المتميزة بآلاتها الستين بمقطوعات عريقة خاصة. وتعتبر الـ«سيجيتش-أو» من أقدم الموسيقات، فهي لا تزال تستعمل كنوع من أنواع الموسيقى الملكية عبر آلاف السنين، وتتكون من آلات الفلوت المصنوع من البامبو، والمزمار الأسطواني، وآلة القانون ذي الأثني عشر وترا بمصاحبة الطبل وغيرها من المساعدات.
أما الأغاني الشعبية، فكانت غالبا ما تتكون من نظام رباعي أو خماسي بخلاف النظام الموسيقي الغربي ذي الإثنتي عشرة نغمة؛ بمعنى استخدامه بدلا للنغمات الأساسية للسلم الموسيقي ( دو، ري، مي، فا،صول،لا،تي)، حيث تحل محله (دو،ري،با،دو،تي). ومن أهم مميزات الأغاني الشعبية الكورية استخدام الميزان الثلاثي(واحد،اثنان،ثلاثة/واحد،اثنان،ثلاثة)، بخلاف الميزان الثنائي الصيني والياباني(واحد،اثنان/واحد،اثنان). وهناك مقولة كورية تقول إن الموسيقى تدل على صاحبها، ويستطيع الكوري أن يعرف أخاه الكوري ومكان سكناه من موسيقاه التي يحبذها.
الرق
تقول الأسطورة إن رقص الطبول يرجع إلى ساحرة حاولت إغراء راهب بارتداء رداء بوذا، والرقص باستخدام عصاتين يقرع بهما الطبول، فكان سحرها الذي لا يقاوم سببا لإذعانه لها في النهاية. ويقال إن الرقصات الكونفوشية كانت تؤدى من أجل سؤال بوذا بالسماح للأرواح بالسمو واللحاق بالروح العليا، أما رقص الفراشات فكان يؤدى من خلال الراهبات، في حين يؤدي الراهبون رقصا يسمى الشيمبل.
وبعد التحرر من الاستعمار الياباني في أواخر الأربعينيات ظهر تكنيك الباليه الحديث من الخارج، ولكن بروح كورية متميزة.
الأدب
شعر سيجو هو الشكل السائد، ويمثل شعر مملكة تشوسون القديمة، أما شعر الماسا فهو نوع من المقاطع الشعرية ولا يتعدى التعبير عن العواطف الشخصية وخلجات النفوس، ويتضمن كذلك جملة محاذير أخلاقية بين طياته.ولكن يمكن القول أن الأدب الكوري بعامة قد أفلت من قبضة التعاليم وبات يتأثر بالأدب الغربي ودول المحيط.
السينما
تم عرض أول فيلم كوري على الجمهور في عام 1919وكان تحت عنوان الانتقام العادل، وهو ما يطلق عليه الكينو-راما، التي وضعت للعرض جنبا إلى جنب مع الأداء المسرحي. وعرض كذلك أول فيلم سينمائي كوري عام 1923بعنوان قسم تحت القمر، وفي عام 1926انتج المخرج نا أون جيو فيلم اريرانج، وهو بمنزلة صرخة ضد القهر الياباني.
وبعد الحرب الكورية في الخمسينيات بدأت صناعة السينما الكورية بالانتشار والازدهار لتمر بفتور عام في العقدين التاليين، ولكن في بداية التسعينيات حققت نجاحا وحصدت جوائز عالمية، وخاصة فيلم الربيع إلى مدينتي الذي عرض بالإنجليزية في قلب العاصمة الكورية، سيؤول. ولكن، ومع ذلك ما تزال هذه الصناعة في بداية الطريق.
ألواح التربتيكاكوريانا
في كوريا واحدة من أهم المجموعات البوذية المقارنة في آسيا، والمحفوظة في معبد هاينسا في مقاطعة كيونجسانجبوك، وهي ثمانون لوحا كتبت عليها كل التعاليم التي تخص البوذية في العالم، ولا زالت بحالة ممتازة، وبدون أي خطأ واحد منذ الغزو المغولي، وقد تم ضمها إلى قائمة التراث الثقافي في العالم.
الصحافة
يزيد عدد الصحف في كوريا على 107 صحيفة يومية، وتعد صحيفتا تشوسون-إلبو، ودونج- إيه إلبو من أقدم الصحف في كوريا، وهذه الصحف متحررة سياسيا ، وهي على عمومها تواجه تحديات تأصيل الروح الوطنية ضمن مساق التغييرات المحيطة في العالم. وقد لعبت الصحافة دورا كبيرا في التحرر من نير الاستعمار الياباني في الفترة من 1910-1945ميلادية.