المدينة الاعلامية تقوم باستقبال واعادة بث 93 فضائية ..الأردن فتح الباب واسعا أمام الاستثمار فـي الاعلام

المدينة الاعلامية تقوم باستقبال واعادة بث 93 فضائية ..الأردن فتح الباب واسعا أمام الاستثمار فـي الاعلام

عمان - عبدالله العتوم - تحولات كثيرة طرأت على صناعة الافلام، تصدعت معها الكثير من الابنية الاعلامية الكلاسيكية، تم خلالها الابتعاد عن الوجبات «المعلبة» والرسائل المفبركة، والاعلام الرسمي تراجع عن دوره التقليدي، فلم يعد لاعبا رئيسيا في العمل السياسي والاعلامي، وادواره اصبحت ثانوية.
وفي الاردن فتح الباب واسعا امام كل من يرغب في الاستثمار الاعلامي ضمن حدود القانون من دون تقييد لجنسيات المستثمرين، وتشكلت هيئة للاعلام المرئي والمسموع، واقر قانونها وبدأت بتنظيم عمل الاستثمار الاعلامي الخاص، وتلقت حتى الآن عشرات الطلبات من مستثمرين اردنيين وعرب، خاصة لمحطات اذاعية وتلفزيونية، واصدر مجلس الوزراء تراخيص لفضائيات عملت او ستعمل في الاردن، وفق ارادة سياسية، لاطلاق تجربة الاعلام الخاص، معتمدين على رؤية مفادها ان عملنا لا يشتمل على محظورات بل ضوابط.
ومع هذا الواقع حلت وزارة الاعلام، وبات الاعلام الرسمي يعدو في كل الاتجاهات، والمخرجات الاعلامية لا زالت متواضعة في مراحل حرجة.

93 قناة فضائية
شركة المدينة الاعلامية الاردنية هي منطقة حرة خاصة تتمتع بخاصية الاعفاء من كافة انواع الضرائب والرسوم الجمركية ولهذا فهي تستقطب العديد من المستثمرين العرب والاجانب بتقديم العديد من الخدمات ما يختص ببث واستقبال واعادة البث الفضائي للقنوات التلفزيونية.
تقوم شركة المدينة الاعلامية الاردنية باستقبال واعادة بث وبث 93 قناة فضائية حيث تستقبل 53 قناة من الاقمار الاسيوية ويعاد بثها على اقمار النايلسات وتقوم ايضا ببث 16 قناة لراديو وتلفزيون العرب على القمر المصري النايلسات بالاضافة الى انها تبث قناة الديار، سمارتس وي، نورمينا، ممنوع، سفن ستارز، عشتار، SSM قناة هندية وقناة السومرية، وتبث 7 قنوات على القمر العربي عربسات وهي اطفال السلام، المربد، غنوة، مرسال، قناة افضل تقنية، LESCAPE MUS CHANNE وقناة تلفزيون جدة، كما يتم استقبال 9 قنوات من القمر العربي عربسات KU BAND ويتم اعادة بثها على القمر عربسات C BAND وبث اذاعتين.
وقد تعاقدت شركة المدينة الاعلامية مع شركة العربسات على استقبال واعادة بث قنوات العربسات في جيلها الرابع والذي سيغطي العالم العربي وشرق اوروبا وذلك في نهاية عام 2006 كما تجري مباحثات مع شركة النايلسات واقمار EUTELSAT لاستقبال واعادة بث وبث قنوات فضائية، وهذا يعمل على رفع عدد موظفي الشركة (يبلغ عددهم حاليا حوالي 250 موظفا).
التحدي القائم هو التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في البث من خلال اجهزة الحاسوب والكوادر البشرية الاردنية المؤهلة فنيا، والاستقرار والامن السياسي اضافة الى مناخ الاردن المعتدل وموقعه الجغرافي المتوسط وبتوفر العديد من الخدمات في شركة المدينة الاعلامية الاردنية لتسجيل وانتاج الاعمال الدرامية والبرامج التلفزيونية حيث يتوفر استوديوهان مساحة 540م2 مجهزة بكامل الخدمات والامكانات للعمل الانتاجي. بالاضافة الى ستوديو مساحته 70م2 يستخدم لغايات بث وتسجيل المقابلات الاخبارية والبرامج الحوارية والتي تبث على الهواء مباشرة، ووحدتي مونتاج NON LINEAR ووحدة مونتاج رقمية وعربة نقل خارجي متكامل ومزودة باربع كاميرات، ومحطتي بث متنقلة.

مراعاة للقوانين
وبهذا، فان شركة المدينة الاعلامية الاردنية كانت النواة الاولى كالاستثمار في مجال الاعلام، وتخضع لمتطلبات «المرئي والمسموع» كأن تكون شركة وليس شخصا، وعدم بث كل ما من شأنه اثارة النعرات الطائفية، والعرقية او الاخلال بالوحدة الوطنية او الحض على الارهاب والتفرقة العنصرية او الدينية، او الاساءة الى علاقات المملكة بالدول الاخرى.
كما يلزم القانون المستثمر المحافظة على النظام العام والآداب العامة، وعدم بث اي موضوع او تعليق اقتصادي من شأنه التأثير على سلامة الاقتصاد والنقد الوطني، مع ملاحظة ان الاردن حينما يدخل في هذه التجربة الجديدة وفق «رؤيته» يحب ان يكون متأكدا ان الرخصة التي يمنحها يجب ان تستمر وان تبدأ البث وفق تلك الرؤية التي نكرر ونقول بأنها يجب ان تستمر، وان تتمتع بسقف عال من الحرية والمهنية.

رسالة ذات مضمون
المهندس راضي الخص مدير عام شركة المدينة الاعلامية الاردنية خصص وقتا كافيا لجولة لنا داخل مدينة تتميز بالعلمية والتقنية ولديها كوادر من المهندسين والفنيين والخبراء، يدبرون هذه المدينة على مدار الساعة.
يقول المهندس الخص:
احتل الاعلام دورا كبيرا في الاقتصاد العالمي، ويساهم بدور اكبر في العلاقات الدولية، لأننا عندما بدأنا هذه التجربة - وانا قادم من الاعلام الرسمي - لاحظنا بروز الاختلال العميق بين بلدان متقدمة ونامية، وتوقفنا امام هذا التحدي، وكان جوابنا بأن لدينا المهندسين المميزين، والفنيين وخبراء الكمبيوتر، وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك جامعات متخصصة بالعلوم والتكنولوجيا .. فلماذا لا نبدأ؟
كيف بدأنا .. لأن الاقتصاد الاعلامي اصبح له دوره في التنمية، وكان مبلغ الـ 100 مليون دولار الذي وظفناه لهذه المدينة متوفرا، وانفقنا منه حتى الآن نصفه، ووضعنا استراتيجية حقيقية للاعلام، مستفيدين من المناخ الصالح الذي هيىء لنا ممارسة عملنا وفق تشجيع الاستثمار في الاعلام، وازعم بأننا من الاوائل في هذا المضمار.
المهندس الخص يضيف .. نعم كان هناك ضعف في مبادرات المستثمرين في مجال الاعلام، رغم ان مردود الاستثمار في هذه المجالات، اصبح اعلى مما هو عليه في مجالات الاستثمار الاخرى، وهناك فرص عمل توفرها الصناعات الاعلامية، لكن المشكلة لدينا انه رغم توفر الكوادر المؤهلة بقينا نعتمد على فضائيات تهبط الينا، ونحن في دور المتلقي.
ويقول .. تشاهدون في هذه الجولة ان وسائل الاتصال وهذا الكم من المعلومات كلها عناصر جديدة من شأنها التأثير في وزن التطوير الاعلامي، وتصب في قنواته المتعددة، وما يحدث في المدينة الاعلامية لا يعبر عن رغبات او حاجات مادية او شخصية، وانما رسالة .. وهذه الرسالة لها مضمون، ولها انماط من السلوك لم نعهده في ستوديوهات ذات امكانات متواضعة.

مفاصل في العملية الاعلامية
ويتابع المهندس الخص .. اننا نحمل وسائل الاعلام مسؤولية تأثر الرأي العام بالصورة التي نقدمها، ولهذا طالبنا باصلاح هذه الصورة التي شوهتها المنشورات الاعلامية واللغة العامية والاعلانات هابطة المستوى.
في الواقع الملموس ومن خلال ما تشاهدونه اليوم فانه لا يرجح كفة المواضيع ذات السطحية والنزعة التجارية، على كفة المواضيع الجادة التي تستدعي البحث والتنقيب .. وهناك مفاصل في العملية الاعلامية لا نتعامل معها ظرفيا وفي مناسبات محددة مثل الرياضة والشباب والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.
في المدينة الاعلامية تشاهدون نقلا للاعلام بخطوات ثابتة الى مواقع اعلامية حضارية متقدمة، تبعده عن الهزات الناتجة عن التأرجح المادي المالي، وتدفع به نحو التطور الحقيقي لواقع الاعلام، وتحديد المرتكزات للتغيير نحو الأفضل، ورسم اساليب تفكير تحقق التقدم على هذا المسار، وتجربتنا في المدينة الاعلامية كأول مشروع رائد في الاردن لا تحمل المفاتيح السحرية للتغيير، لكنها اندمجت في المحيط الاجتماعي، والثقافي ليس في الاردن وحده، وانما في البلدان العربية.
ان دخولنا في حقبة تكون فيها كل من الالياف الضوئية والاقمار الصناعية ذات القوة العالية، والتي تنطلق اليوم من مساحة «10» الاف متر مربع، وسيضاف اليها «24» دونما هي الآن تدخل في النظام الساري العمل فيه في المدينة الاعلامية، نكاد نعلن اننا بدأنا في عملية تحصيل ومعالجة وتخزين، واسترجاع «180» الف ساعة تلفزيونية على شريط معلوماتي، وبث المعلومات المتعلقة بالصوت والصورة والنص بواسطة تزاوج بين الحوسبة والاتصالات السلكية واللاسلكية استنادا الى الميكروالكترونيات، اصبح رائدنا الكفاءة والسرعة من حيث التخزين واسترجاع المعلومة، وحتى «يقول ضاحكا» الرقابة التي خصصنا لها قسما خاصا بها، حتى نحصل على المعلومات عن موضوع معين، وليس الرقابة بالمفهوم الرقابي.