صدر عن دار مجدلاوي للنشر والتوزيع في عمان معجم مصطلحات الجغرافيا العسكرية والسياسية و كتاب أسماء ومعان جغرافية للمقدم باحث جغرافي متقاعد / هاني عبد الرحيم العزيزي. ولمزيد من المعلومات كان هذا اللقاء مع المقدم العزيزي الذي وصف المعجم بأنه معجم متخصص يقع في نحو 250 صفحة، ويضم نحو 1250 مصطلحا، تتوزع على جزئين أولهما عربي ـ إنجليزي وفيه يرد المصطلح العربي مرتبا ألفبائيا عربيا وما يقابل كل مصطلح بالإنجليزية، وثانيهما إنجليزي ـ عربي ـ عربي وفيه يرد المصطلح الإنجليزي مرتبا ألفبائيا إنجليزيا وما يقابل كل مصطلح بالعربية. ويترافق ذلك مع شرح بالعربية يتفاوت بين الإسهاب والاقتضاب وفق الضرورة.
وعما إذا كان المعجم قد أعد لاستخدام وتداول العسكريين فقط أجاب : إن الجغرافيا العسكرية هي علم تطبيقي، يأخذ المادة العلمية ويضعها في خدمة أغراض القوات المسلحة، وعلى ذلك فإن المادة العلمية لا تتغير ولكن غاية استخدامها هي المختلفة، ومن ذلك أن مشاهدة نجار لشجرة كبيرة وارفة الظلال تجعله يفكر في قطع الأثاث التي يمكنه صناعتها من جذعها، في حين إن مشاهدة شاعر لنفس الشجرة قد تجعله ينظم قصيدة جميلة يصف فيها أغصانها، وحفيف أوراقها، وشاعرية الجلوس تحتها، أما العسكري فسينصرف تفكيره إلى أعداد الجند الذين يمكنهم الاستتار من المراقبة الجوية، وومدى إمكانية حركة الآليات العسكرية بين الأشجار، أو قدرة هذه الأشجار على إعاقة الحركة، وغير ذلك من الاستخدامات العسكرية.. وهكذا الشجرة واحدة والاستخدام مختلف، فتعريف الضباب وأنواعه لا يتغير، ولكن كل يتعامل مع تكون الضباب وفق عمله ومهمته.
أما عن ميزات المعجم فقد أوضح المقدم العزيزي أن المعجم المذكور قد يكون الأول من نوعه بالعربية لوجود شروحات للمصطلحات فهو لا يقتصر على ذكر المصطلح بالعربية وما يقابله بالإنجليزية أو العكس، كما يمتاز بسهولة استخدامه، إذ يمكن الوصول إلى المصطلح وشرحه سواء كان المدخل إليه بالعربية أو الإنجليزية.
وردا على سؤال عن مصادر معلومات المعجم أجاب : إن مصادر معلوماته هي المراجع المتخصصة، إضافة للخبرات الذاتية الشخصية له، من خلال عمله في القوات المسلحة الأردنية والمركز الجغرافي الملكي الأردني، وعمله كمعلم للجغرافيا العسكرية في إحدى الكليات العسكرية العربية، وهي مدة تزيد في مجموعها على 35 عاما.
وانتقل الحديث إلى كتاب أسماء ومعان جغرافية فأفاد العزيزي : إن الكتاب يقع في نحو 100 صفحة، ويورد معاني أسماء الكواكب السيارة بالعربية والإنجليزية، وأسماء القارات والمحيطات، وعددا كبيرا من أسماء البحار والجبال والأنهار والجزر، إضافة لمعاني أسماء جميع دول العالم، ونسبة كبيرة من معاني أسماء عواصمها. ويضيف إن هذا الكتاب جاء وليد شغف بالأسماء الجغرافية يعود إلى عهد المدرسة الثانوية، حيث كان يجمع ما توصله إليه هوايتة للمطالعة عن الجغرافية، وازداد الشغف مع دراسته للجغرافيا في الجامعة، لما لدراسة الأسماء الجغرافية من أهمية كبيرة تكاد تتصل بكل مناحي الحياة، إذ ترد في معظم الوثائق الشخصية للفرد كبطاقة إثبات الشخصية وكذلك الشهادات المدرسية والجامعية وغيرها، حيث تبين البلدة الأصلية ومكان الولادة وما نحو ذلك. وتتداول وسائل الإعلام أسماء أماكن الأحداث ومواقعها.
ويضيف العزيزي عن أهمية الموضوع : إن للأسماء الجغرافية جذورها التاريخية، وما تشير إليه، فهي دليل هوية الإنسان والمكان، ومؤشر للانتماء، لا بد من معرفته جيدا، والتأكيد عليه وتعزيزه عبر السنين، وتعريف الأجيال الصاعدة به. فهذا العلم يمكنه الكشف عن معلومات تاريخية هامة لمكان بعينه عبر حقبة زمنية مضت وذلك من خلال تتبع أصول الأسماء الجغرافية، ومصادرها اللغوية، ولعلم الأسماء الجغرافية أهميته البالغة في صناعة الخرائط والأطالس حيث تعتبر الأسماء عنصرا أساسيا فيها.
ويضيف العزيزي قائلا : يعنى علم الأسماء الجغرافية بالتطور اللغوي من حيث الاشتقاق لأسماء الأماكن، أي البحث في أصل الكلمة وتاريخها، والسبب الذي سميت لأجله سواء من حيث الجوانب التاريخية والجغرافية، ويقال : أن معظم دراسة الأسماء الجغرافية تركزت على الدراسة الاشتقاقية لأسماء المراكز العمرانية، وعادة ما تهمل دراسة أسماء المعالم، والدوافع وراء تسمياتها.
وعن عدم الخوض بعمق عن معاني الأسماء الجغرافية الواردة بالكتاب يقول : إن الكتاب قد وضع لعامة القراء والمهتمين، فالأمر يشبه ورقة معلومات الدواء التي تحوي قدرا هائلا من المعلومات التي يهم بعضها الطبيب، وبعضها يهم الصيدلي، لكن أهم ما يعني المريض منها هو الجرعة وتاريخ الصلاحية وهو صفوة الموضوع.
ويختم الحديث عن موضوع الأسماء الجغرافية بالتأكيد على أهمية معرفة المواطن لمعنى اسم بلده والجبال والأودية، وأي معالم جغرافية مجاورة لها ما أمكنه ذلك، وقد يكون في ما يرويه كبار السن ويتناقلونه من معلومات فرصة قد لا تعوض لتدوين مثل هذه المعلومات، أما الدراسة الأكاديمية فيفترض بأساتذة الجامعات والباحثين والمؤسسات ذات العلاقة، القيام بهذه المهمة الجليلة، ومثال ذلك أسماء المواقع الجغرافية في محافظة الكرك دراسة اشتقاقية ودلالية للدكتور سلطان عبد الله المعاني، وهو من منشورات عمادة البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة مؤتة عام 1994، إضافة لكتيب أسس الأسماء الجغرافية الذي صدرعن المركز الجغرافي الملكي الأردني، والذي وضعه الباحث إبراهيم موسى الزقرطي عام 1997، إضافة لما كتبه بشكل مقالات متفرقة في نشرة المقياس التي يصدرها المركز دون انتظام.
أما عن أعماله المطبوعة الأخرى فيقول : صدرت لي عن دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عدة كتب أهمها : ألفاظ في العسكرية الإسلامية ويتناول مصطلحات ومفاهيم في الشأن العسكري الإسلامي كأقسام الجيش والأسلحة والرتب وغيرها، وكتاب جغرافيا للجميع وهو كتاب يحوي 50 نشاطا جغرافيا تطبيقيا يجمع بين الفائدة والتسلية، وكتبا أخرى. كما نشرت لي عشرات المقالات في موضوع الجغرافيا العسكرية والثقافة العامة العسكرية في مجلات عسكرية في الأردن وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والسعودية.