كتب : بسام السلمان - بعد ان كانت مهنة يتحرج منها كثير من الشباب، صارت الآن وتحت وطأة البطالة مقصداً لهم خصوصاً وانها من وظائف الفئة الرابعة.
الاذنة او «المراسلون» ورغم ان بعض المواطنين يبالغون في اعتبارهم في الدوائر الحكومية - الرجل الثاني في المؤسسة بحكم تسييرهم المعاملات حتى انهم ينهونها بجهد وتكلفة قليلين الا انهم يعانون من ضيم كبير وضغط في العمل خصوصاً في الدوائر التي لا تقتضي طبيعة عملها توفير الخدمات للجمهور فيعتمد عليهم احياناً في التنظيف وتلبية طلبات المدير والموظفين الخاصة خارج الدائرة .
ويقول محمود هايل الذيابات يعمل مراسلا في بلدية الرمثا انه الكل بالكل بالدائرة وكلمته مسموعة مشيرا الى ان طبيعة عمله مع رئيسه جعلت له مكانته التي يحترم عليها.
وبين أن الكثير من الموظفين اذا احتاجوا امرا من المدير فإنهم يلجأون اليه.
واشار الى ان رئيس البلدية يتعامل معه بمحبة لافتا الى ان الكثير من الموظفين يعتقدون ان المراسل هو لخدمتهم خارج الدائرة الرسمية وحتى خارج أوقات الدوام الرسمي مؤكدا إن الموظفات يطلبن من المراسل إحضار الغداء الذي تريد إن تطبخه هذا اليوم وربما تصل بهن إلى الطلب من المراسل ملاعبة الأطفال الذين تجلبهم الأمهات إلى الدائرة.
اما المراسل موسى الشرع فيقول إن عمل المراسل مهني وظيفي وهو غير ما هو متعارف عليه من توفير خدمة شخصية للموظفين وإنما هو مراسل للأمور الرسمية وخاصة الأوراق وإرسال المعاملات بين الموظفين وبين الدوائر الرسمية.
وأشار إلى إن الموظفين ينظرون إلى المراسل نظرة دونية في الأوقات التي لا يحتاجونه فيها وفي وقت الحاجة تبدأ المفاوضات والمساومات مع المراسل.
وتقول مراسلة في إحدى الدوائر الحكومية - فضلت عدم الافصاح عن اسمها - إن عمل المرأة كمراسل في الدوائر الحكومية جديد عليها مشيرة إلى إن الموظفين لا يطلبون منها خدمات خارج الدائرة كونها سيدة بل يطلب من المراسل الرجل كل ما يحتاجونه من اغراض شخصية.
الى ذلك يفتخر عبد الله الصويتي المراسل الذي يعمل بجد ونشاط حتى انه يقوم بما هو مطلوب منه بامانة وصدق لافتا الى ان المراسل في دوائر الخدمات يصير غاية المراجع كونه قريب جدا من صاحب القرار.
وتحاول الموظفة زهور ابو سرحان انصاف المراسل وتقول ان المراسل موظف سواء كان تصنيفه درجة رابعة او غيرها والموظف له حقوق وعليه واجبات مؤكدة ان المراسل يعمل اكثر من كثير من الموظفين في بعض الدوائر.
واشارت الى ان الأذنة والمراسلين في الدوائر الحكومية يعدون من قبل الكثيرين رجالاً مهمين من حيث تسيير امور المعاملات وانهائها بجهد اقل وتكلفة قد تزيد قليلا وذلك بدل طوابع او اوراق او استدعاء يكون المراسل قد تمرس على كتابته يضطر المراجع دفعه له كاكراميه بدل تمشية حال.
في موازاة ذلك يرى محمد الزعبي ان المراسل يعاني من ضيم كبير وضغط في العمل فيمارس عليه امور يعتقد انها قهرية من حيث تسخيرهم لعمل اشياء هم لم يعينوا لها مثل التنظيف وتلبية طلبات المدير والموظفين خارج الدائرة مثل احضار الادوات المنزلية والخضار والخبز والسندويش و الدخان وحتى البحث عن جريدة مجانية سيرا على الاقدام قاطعا في سبيل البحث عنها المسافات الطويلة حتى يجدها ويقدمها لرئيسه فيحظى برضاه.
لكن الموظف في (الاشغال العامة) ابراهيم الشقران فيرى ان مهنة المراسل مهمة جدا كونه مطلع على كل امور الدائرة واسرارها مطالبا بزيادة رواتبهم كونها من ادنى اجور العاملين في دوائر الدولة.
وبين ان الكثيرين ينظرون الى المراسل على انه اقل درجة .. لكن دوره في تسيير امور الدائرة وتخفيف العبء على الموظف والمراجع وتسهيل امور المعاملات.
