إقتصاد

تكنولوجيا المعلومات ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني

قال الخبير في قطاع الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات وصفي الصفدي أن عيد الاستقلال يعتبر مناسبة وطنية بامتياز للاحتفاء بالمنجزات التي تحققت في مختلف القطاعات، و من أبرزها قطاع تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات.
و أضاف الصفدي في تصريح خاص إلى الرأي أن هذا القطاع الحيوي قد تطور ليصبح اليوم ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، هذا الاقتصاد الذي أصبحت الرقمنة و الريادة تمثلان عمادين جوهريين فيه.
و تابع الصفدي قائلا أنه على مدار العقدين الماضيين، شهد هذا القطاع الحيوي تحولات جذرية و نمواً متسارعاً، حيث بدأت المسيرة بتطوير البنية التحتية للاتصالات، مرورا بالعمل على إدخال أحدث التقنيات العالمية، وصولاً إلى تبني مفاهيم التحول الرقمي الشامل، و دعم منظومة ريادة الأعمال، و كل ذلك ضمن نهج يمضي في تنفيذه القطاع الحكومي.
و لفت الصفدي إلى ما جرى خلال العقدين المنصرمين من تحقيق الأردن قفزات نوعية تجسدت في إطلاق تكنولوجيا الجيل الثالث يليه الجيل الرابع وصولا إلى إطلاق الأردن لتكنولوجيا الجيل الخامس، مما أدى إلى ارتفاع في نسب انتشار اشتراكات الإنترنت و الهواتف الذكية.
و نوه إلى ما تم بالتوازي مع ذلك من عمل حكومي على تطوير البيئة التشريعية و التنظيمية لتكنولوجيا المعلومات في الأردن، الذي أثمر تعزيزا لدور هذا القطاع الهام في الاقتصاد الوطني، و في تطوير عمل العديد من القطاعات الاقتصادية، مضيفا أنه تم أيضا إطلاق العديد من الاستراتيجيات و المبادرات الوطنية الطموحة مثل «الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي» وتطوير خدمات حكومية إلكترونية متقدمة مثل تطبيق «سند»، مما ساهم في تعزيز مكانة الأردن التنافسية إقليمياً في المشهد التكنولوجي ودفع عجلة الاقتصاد الرقمي و الريادة في الأردن.
في سياق متصل، فقد تم الإعلان عن جملة من المبادرات والاستراتيجيات التي من شأنها العمل على تعزيز عملية التحول الرقمي التي يمضي بها الأردن ومن ضمنها الاستراتيجية الوطنية لمحطات المستقبل 2025، التي أقرها مجلس الوزراء في وقت سابق من العام الجاري والتي قالت وزارة الاقتصاد الرقمي و الريادة حيالها أنها تعمل ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية لمحطات المستقبل على تنفيذ خطة طموحة تهدف إلى تطوير نموذج قياسي لمحطات المستقبل (التي كانت تُعرف سابقا بمحطات المعرفة)، مضيفة أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى المساهمة في تعزيز التنمية المجتمعية، و خدمة الفئات السكانية في مختلف المحافظات الأردنية.
و بموجب هذه الاستراتيجية، سيتم وفقا لوزارة الاقتصاد الرقمي و الريادة تحويل محطات المعرفة التقليدية إلى مراكز رقمية شاملة و متكاملة تُعرف بـ'محطات المستقبل»، بحيث تقدم هذه المحطات خدمات متعددة مثل التدريب الرقمي، و حاضنات الأعمال و الابتكار.
كما جرى الإعلان في وقت سابق من هذا العام عن تشغيل خدمات الانترنت عبر الأقمار الصناعية في الأردن، وهو الأمر الذي يعتبر حكوميا يقع ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز الشمول الرقمي في الأردن، ويعد خطوة محورية لتحقيق العدالة الاجتماعية و التنمية الاقتصادية من خلال توفير فرص متكافئة في الوصول إلى خدمات الاتصالات المتطورة.
كما أظهرت مؤشرات رسمية مؤخرا أن عدد الاشتراكات بتكنولوجيا الجيل الخامس المتنقل قد ارتفع في الربع الأخير من العام 2024، مسجلا بلوغه 112.9 ألف اشتراك مقارنة مع الربع الثالث من ذات العام و الذي سجل حوالي 70.42 ألف اشتراك. كما وصل عدد اشتراكات خدمات الاتصالات المتنقلة عريضة النطاق في الأردن خلال الفترة ذاتها إلى 8.046 مليون اشتراك.
فيما بلغ في تلك الفترة أعداد المشتركين في خدمات الاتصالات الصوتية الثابتة حوالي 486 ألف اشتراك.