المعلومات المتوفرة بشأن توافر الغذاء في قطاع غزة، أخذت صدى كبيرا بعد قرار المنظمات الدولية بانتقاد سياسة إسرائيل تجاه المساعدات الإنسانية علنًا، و هذه من المحاولات التي تقدم حلولا تقنية للأزمة الإنسانية بعد أكثر من شهرين من انهيار وقف إطلاق النار، حيث استمرت الأوضاع في غزة في التدهور، وكان الجميع ينتظرون أكثر من دخول الشاحنات خارج القطاع ولا يُسمح لها بالدخول، بعد أكثر من ستين يومًا من الحصار الكامل، فإن ما تبقى من المنتجات الغذائية في القطاع قد نفد من كافة اللحوم المجمدة والجبن ومنتجات الألبان، غير الموجو?ة تقريبا أصبحت الخضراوات نادرة في أواخر نيسان وأغلقت حوالي ثلث المطابخ المجتمعية العاملة في قطاع غزة أبوابها خلال الأسبوعين الماضيين.
لذلك فقد قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أن على نتنياهو أن ينهي الحصار على غزة فورا ويسمح بإدخال المساعدات، ولهذا فقد تم تعليق المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاق التجارة الحرة الجديد، التي علقتها الحكومة البريطانية في مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل كما استدعت سفيرتها في لندن، وذلك على خلفية توسيع واستمرار الحرب المدمرة على قطاع غزة وذكرت الحكومة البريطانية، أنه لا يمكن إحراز تقدم في محادثات التجارة الحرة مع حكومة نتنياهو التي تنتهج سياسات فظيعة في الضفة الغربية وقطاع غزة كما است?عت بريطانيا، السفيرة الإسرائيلية على خلفية توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة،
وللأسف الشديد تأتي حملات الإغاثة من دول أوروبية لمساعدة سكان قطاع غزة، ورغم ذلك فإن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة قد تفاقمت بشكل سريع إذ يعاني القطاع الإنساني الدولي من أزمة حادة، حيث قامت مجموعة من الدول الكبرى المانحة بتقليص الميزانيات المخصصة للمساعدات الإغاثية، مثل الولايات المتحدة و بريطانيا وسويسرا، حيث باتت غالبية السكان في قطاع غزة خارج نطاق الغذاء والماء، ومع جولات القتال التي يقوم بها سلاح الجو الصهيوني ودباباته، تأتي المساعدات الكاذبة من قبل الإدارة الإسرائيلية كي يقول نتنياهو أنه يمد قطاع غزة ب?لإمدادات والأطعمة ليرى دول العالم أنه يقوم بها كي يحافظ على ماء وجهه الكئيب.
ولكن مع عدم استقرار الاقتصاد العالمي، من المفهوم أن تتراجع المساهمات من الدول الكبرى، فهناك دول تنتظر وصول المساعدات، خصوصا في القرن الأفريقي التي لا تزال الحروب فيها قائمة ومنها السودان، وقد يكون من الممكن حث الحكومات العربية على التعاون لإيصال المعونات من كافة المواد الإغاثية حيث أن الجوع قد فتك بالسكان ولهذا فإن المعونات تستوجب إعادة النظر بالنظام الإنساني الدولي لتوسيع نطاق الميزانيات على البلدان التي تحتاج إلى هذه المعونات بشكل عاجل ولكن إذا لم تعد المساعدات تصل إلى المحتاجين إليها، فإن ذلك سيؤدي إلى ?طالة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وغيرها من الدول المتخلفة حيث الحروب لا تزال مستعرة هناك.
وهذا ما يجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات أكثر قوة في هذه الحالة ودعم المنظمات الإنسانية، يمكننا جميعًا أن نفعل الخير بدون نظام إنساني دولي كاذب أو صادق فحيثما وجدت الإرادة وجدت الطريقة، ومع هذا بقي الأردن قائما على إيصال المعونات الطبية والأغذية وكل ما يستلزم من معونات، ولو قارنا ما بين الأردن وتعزيزه بالإمدادات وما بين دول أقرب منا لفهمنا آلية النظام العالمي الذي يترك أكبر مجرم في العالم اليوم وهو نتنياهو ليوقف شاحنات الأغذية إلى قطاع غزة المنكوب.
Royal430@hotmail.com