ثقافة وفنون

مجمع اللغة العربية يشهر «معجم لسان العرب الاقتصادي» في 7 أجزاء

 

كرّم رئيس مجمع اللغة العربية الأردني الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، صباح أمس، الأستاذ الدكتور عبدالرزاق بني هاني مؤلّف كتاب «معجم لسان العرب الاقتصادي»، وذلك ضمن ندوة احتفائيّة حول الكتاب الصادر ضمن منشورات المجمع، في سبعة أجزاء.

حضر الندوة وحفل التكريم عدد من أعضاء المجمع، وبرلمانيين أردنيين من مجلسي الأعيان والنواب، ونخبة من الأكاديميين والخبراء في مجالي الاقتصاد واللغة.

وفي بداية الندوة، أكّد نائب رئيس المجمع الأستاذ الدكتور إبراهيم بدران، أهمية إصدار المعجم الجديد، بوصفه مشروعًا علميًّا نوعيًّا يجمع بين أصالة اللغة ودقة المفاهيم الاقتصادية.

وأشار إلى أنّ المعجم هو ثمرة جهد متواصل ودؤوب لعدة سنوات، ويتميّز بتقديم المصطلح الاقتصادي باللغة الإنجليزية وما يقابله باللغة العربية، إضافة إلى شرح وافٍ للمقصود من كل مصطلح. وأوضح أنّ الحاجة إلى معجم اقتصادي شامل وموثق تنبع من كون الاقتصاد علمًا متطورًا ومتغيرًا باستمرار، إذ إن كل تقدم صناعي أو تكنولوجي أو اجتماعي يستلزم تقدماً اقتصادياً ومصطلحات جديدة تعبّر عنه.

كما أكّد بدران أنّ المواطن العربي، سواء كان أكاديميًا، أو إعلاميًا، أو سياسيًا، أو رجل أعمال، أو باحثًا، بحاجة إلى المصطلح الاقتصادي الدقيق باللغة العربية لفهم الاتفاقيات والمذكرات والمستجدات الاقتصادية على الساحة الدولية.

وقال إنّ توفر هذا المعجم يسهم في رفع مستوى الوعي والفهم الاقتصادي، ويخدم المتخصصين والطلبة ومعدي البرامج الإعلامية، كما يعزز من مكانة اللغة العربية في مجالات العلوم الحديثة.

وقدّم الخبير الاقتصادي الدكتور بسام الساكت رؤية نقدية حول أهمية تأصيل المصطلح الاقتصادي العربي ودور المعاجم المتخصصة في صياغة خطاب اقتصادي عربي معاصر.

وأكّد الساكت أنّ مجمع اللغة العربية الأردني أتاح له شرف الإسهام في هذا المعجم من خلال مراجعته وتحكيمه، موضحًا أنه جهد علمي ضخم استغرق أكثر من ربع قرن، ويقدّم ثروة من المصطلحات الاقتصادية والمالية المصحوبة برسوم توضيحية وبيانات دقيقة، ما يجعله مرجعًا مهمًا للمتخصصين والمهتمين على حد سواء.

ونوّه الساكت بأن «المعجم» يمثّل جهدًا غير مسبوق يوحّد بين اللغة والفكر الاقتصادي العربي، ويبتعد عن الترجمة الحرفية، معتمدًا على التحليل والمنطق والوضوح. وأضاف أنّ المعجم كشف عن مفارقات مثيرة للتأمل بين ترتيب المصطلحات في المعاجم الغربية والعربية.

وأشار إلى أنّ الدكتور بني هاني، بشخصيته المنفتحة وهمّته العالية، عكف منذ عام 1996 على إعداد هذا المعجم، بإهداء صادق لعائلته وأمته، مؤكّدًا أنّ المعجم ليس حكرًا على الاقتصاديين، بل مفتوح لكل مهتم، وكابح لزحف الجهل في الأسواق.

وفي ختام مداخلته، اقترح إثراء المعجم بمزيد من إشارات فكر ابن خلدون، الذي سبق غيره في المفاهيم الاقتصادية، وربط بين الفكر التنموي والاجتماعي، مشددًا على أنّ اللغة العربية قادرة على استيعاب المفاهيم العلمية الحديثة، كما أظهر هذا العمل المميز.

وفي مداخلته، وصف الخبير الاقتصادي ومستشار السياسات المالية والنقدية الدكتور عدلي قندح، المعجم بأنّه إنجاز معرفي الرائد، مشيدًا بالجهد الاستثنائي المبذول في إعداده.

وأوضح أنّ المعجم يشكل مرجعًا علميًا متينًا يجمع بين أصالة اللغة وحداثة المصطلح الاقتصادي، ويسدّ فجوة اصطلاحية طالما عانى منها الباحثون والممارسون في الحقل الاقتصادي العربي، مشيرًا إلى أنّ المعجم لا يكتفي بجمع المصطلحات، بل يعالجها بعمق لغوي واصطلاحي وتطبيقي يعكس دقة المفهوم وامتداداته.

وأكد الدكتور قندح أهمية هذا المشروع في تطوير المرجعية الاقتصادية العربية، داعيًا إلى تعزيز الجهود التشاركية بين الاقتصاديين واللغويين لمواصلة تطويره، وتوسيع نطاقه ليشمل مصطلحات الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المالية، وتوفير نسخة إلكترونية تفاعلية تسهّل الوصول للمحتوى وتحديثه باستمرار.

كما قدّم جملةً من المقترحات التطويرية، من أبرزها توحيد آلية عرض المصطلحات، وتوسيع الربط المعرفي بالمفاهيم الاقتصادية في التراث العربي والإسلامي، وتطوير نظام الفهرسة الموضوعية للمجلدات.

واختتم كلمته بالإشادة بهذا العمل الموسوعي الذي يعدّ خطوةً نوعيةً في تعريب العلوم وتعزيز حضور اللغة العربية في ميادين المعرفة الحديثة.

من جانبه، عبّر الدكتور عبدالرزاق بني هاني عن بالغ شكره وامتنانه لرئيس المجمع وأعضائه الذين لم يبخلوا في تقديم التسهيلات اللازمة لإخراج هذا العمل إلى النور.