استذكر منتدى زي الثقافي في ندوة ثقافيّة رعاها وزير الثقافة مصطفى الرواشدة مساء أمس، عددًا من أعضائه الراحلين، وهم: الشاعر علي الفزاع، والشاعر الدكتور محمد العطيات، والشاعر الدكتور حارث أبو سليم، والشاعر عيد النسور.
وفي كلمته، قال وزير الثقافة مصطفى الرواشدة إنّ حفل التكريم هو جزءٌ من ردّ الوفاء لمبدعين كانوا بيننا بالأمس؛ وكان لهم حضورهم الأدبي والنقدي، وخدمتهم في مؤسسات الدولة وهيئاتها الثقافيّة، ولهم تأثيرهم المحلي والعربي، كمثقفين ومبدعين.
وقال إنّ إقامة هذه الندوة التكريميّة، لشعراء يشتركون أنّهم كانوا جميعًا من أعضاء منتدى زيّ الثقافي، الذي تأسس منتصف تسعينيات القرن الماضي، إنّما هي استعادة لجزءٍ من مشوارهم الأدبي وسيرتهم الإبداعيّة والأدبيّة والنقديّة والثقافيّة، كما أنّها تأتي تأكيدًا للأجيال الجديدة في أننا دائمًا على تماس وارتباط بروّاد الحركة الثقافية في الأردن، وأنّ الأردنّ الذي دخل مئويته الثانية، كان للثقافة والمثقفين فيه أكبر الحضور، هذا الحضور الذي يتجلّى اليوم في التكريم الملكي الهاشمي لهم، ومشاركتهم ظروفهم والسؤال عنهم دائمًا، ?هو جزءٌ من احترام الدولة الأردنيّة لكتّابها ومثقفيها على الدوام.
وأكّد الرواشدة الأثر الثقافي والمعرفي الذي تؤديه الملتقيات والمنتديات وجميع الهيئات الثقافية في السلط والبلقاء، وفي كلّ المحافظات الأردنيّة، من خلال التنسيق ما بين هذه الهيئات والوزارة، وهو ما يحمل معنى الوفاء واحترام قامات ثقافية رحلت وتركت بصمةً صادقةً ومخلصة في مشروعها الثقافي والأدبي والنقدي، فلكلّ واحدٍ منهم قصّة نجاح، ومسيرة جادّة، وما نزال نقرأ أشعاهم وكتبهم النقدية، وقد كانوا استمرارًا لحركة ثقافية أردنيّة ناجحة، تتوارثها الأجيال ويسير عليها الأبناء..
وأضاف الوزير أنّ وجود نخبة من النقاد والمبدعين والأكاديميين يقدّمون شهاداتهم حول أولئك الرواد، من واقع معرفتهم بهم، وزمالتهم لهم، إنّما يعزز معنى التواصل الثقافي، والتذكير بالمنجز الرائع الذي قدموه.
وتحدث الناقد الدكتور إبراهيم خليل عن الراحل الشاعر علي الفزاع مشيرًا إلى علاقته الجيدة مع الكتاب والشعراء، ومحاولته أن يستفيد استفادة تطبيقية مما وصل إليه الشعر العربي الحديث، كما لوحظ في أشعاره الكاملة نموذج بناء القصيدة الذي يقوم على حكاية من حكايات التراث وقصص القرآن، لضمان إرسال الرسالة المطلوبة والهدف المنشود.
وقدم الدكتور محمد ناجي العمايرة نبذة عن الشاعر الراحل الدكتور محمد عطيات أكد فيها أنّ الراحل كان شخصية وازنة وشاعرًا مؤثرًا وباحثًا متميزًا وخبيرًا تربويًّا، وحمل تطوراً واضحاً في المستوى الفني، والذي ظلّ يدور حول القضايا الوطنية والإنسانية ويعبّر عن الاعتزاز بمدينة السلط، كما كان يدعو إلى استنهاض الهمم.
وتحدثت الشاعرة مريم الصيفي عن الشاعر الراحل عيد النسور، مشيرةً إلى أنّه كان حكيماً يتصف بكل الصفات الطبية الحقّة، وكان إنساناً كريماً خلوقاً وصاحب نخوة وشهامة وشارك بأعمال ثقافية كثيرة.
أمّا الروائي مصطفى أبورمان، فتحدث عن صفات الشاعر الراحل الدكتور حارث أبو سليم، مطالبًا بتخصيص يوم وفاء ثقافي وطني في كل عام ترفع فيه أسماء الشعراء الراحلين على منابر الذاكرة، وأن تتولى ذلك جهة رسمية لحماية وحفظ كنوز الراحلين من الاندثار.
وكان رئيس المنتدى الأديب يوسف العمايرة ألقى كلمة ترحيبية أكد من خلالها أن هذا التكريم يأتي لاستذكار الشعراء الذين رحلوا عنا ولكن ذكرهم يبقى فينا وروحهم تعيش معنا من خلال شعرهم، حيث كانوا روادًا للمنتدى، وقد فقدت الساحة الثقافية قامات وأدباء ومنارات شعرية وثقافية وسياسية كتبوا أجمل القصائد والشعر.
وفي نهاية الحفل الذي حضره محافظ البلقاء سلمان النجادا ورئيس مجلس محافظة البلقاء إبراهيم العواملة ومدير قضاء زي محمد القادري وعضو بلدية زي المحامي علي العمايرة وعضو مجلس محافظة البلقاء الدكتور محمد العطيات ومدير ثقافة البلقاء وصفي الطويل ووممثلون عن القطاعات الثقافية وأبناء المجتمع المحلي، وزع الوزير الدروع على المتحدثين وأبناء المكرمين الراحلين.
