ثقافة وفنون

انطلاق الدورة الثالثة لاحتفالية »الشاي من أجل الوئام« في »الثقافي الصيني«

 

بحضور سموّ الأميرة ريم علي، والأميرة جليلة بنت علي، انطلقت في المركز الثقافي الصيني بعمان، مساء أمس، فعاليات الدورة الثالثة من احتفاليّة «الشاي من أجل الوئام: ترويج ثقافة وسياحة قانسو 2025».

وتحدث في الحفل، السفير الصيني لدى الأردن تشين تشوان دونغ، وأمين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال الأحمد العياصرة، ونائب مدير إدارة الثقافة والسياحة في مقاطعة قانسو غونغ جياجيا، والمستشار الثقافي في السفارة الصينية بعمان/ مدير المركز الثقافي الصيني في عمان شي وي.

وفي كلمتها الافتتاحية، قالت المستشار شي وي إن قانسو هي واحدة من الأماكن المهمة لولادة الحضارة الصينية ومركز رئيسي لطريق الحرير القديم، ولا يحتوي هذا المكان على فن دونغ هوانغ الشهير عالميًا فحسب، بل هو شاهد على تكامل وتعايش الثقافات المتعددة الأعراق، إذ سيقود هذا الحدث «الشاي والعالم» الجمهور إلى تجربة عميقة للتاريخ العميق وحيوية هذه الأرض الغربية من خلال مشاريع التراث الثقافي غير المادي الملونة مثل فن الشاي، ومسرح الظل، ونحت البيض، ورسم القش، والأغاني والرقصات الشعبية.

وأشار السفير تشين تشوان دونغ إلى أن المفهوم الأساسي لـ «الشاي والعالم» هو نقل قيم الصين ومواقفها السياسية التي تلتزم دائمًا بدعم السلام العالمي والحفاظ عليه وتعزيزه. وفي هذه المنطقة التي لا تزال تعاني من الحرب والاضطرابات، يتعين علينا أن نتمسك بمفهوم المجتمع ذي المستقبل المشترك للبشرية، وأن ندعو إلى الحوار بين الحضارات بدلاً من الصراع، وأن نعمل على سد الخلافات بدلاً من توسيعها، وأن نعزز السلام بدلاً من خلق الاضطرابات.

وألقى أمين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال العياصرة، كلمةً مندوبًا عن وزير الثقافة، قال فيها إنّ احتفاليّة «الشاي من أجل الوئام» من أبرز الفعاليات الثقافية السنوية التي تنظمها وزارة الثقافة والسياحة الصينية، مضيفًا أنّ العلاقات الأردنية الصينية شهدت تطورا ملحوظا ونموا على مدى السنوات الماضية في جميع المجالات، وفي مقدمتها التعاون الثقافي والتعليمي.

وقال العياصرة إنّ روابط الصداقة بين الأردن والصين تعود إلى تقارب التقاليد الثقافية والقيم والمفاهيم التي تنتمي لروحانية الشرق، والتاريخ القديم الذي توحد في طريق الحرير منذ نشأتها قبل آلاف السنين بشقيها البري والبحري ونهايتهما في مدينة البتراء.

واعتبر العياصرة أنّ طريق الحرير ليس مجرد طريق للتجارة، وإنما كان خريطة للحوار الثقافي والحضاري الذي نقل المعرفة على امتداد آلاف الأميال بين البلدان العربية ومنها الأردن والصين.

وقال إننا نعتز بالصداقة الأردنية الصينية التي تمتد عبر التاريخ، لافتًا إلى أول توقيع على اتفاق ثقافي بين حكومتي البلدين الصديقين في عمّان قبل أكثر من أربعة عقود، إذ تواصل التوقيع على عدة برامج تنفيذية كان آخرها البرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي بين حكومة المملكة الأردنية الهاشمية وحكومة جمهورية الصين الشعبية للسنوات (2024-2027)، ويشتمل البرنامج على قطاعات (السياحة، التعليم، التعليم العالي، الثقافة، الشباب)، كما تم تنظيم الكثير من الفعاليات لفرق فنية صينية في مهرجان جرش وعدد من المحافظات الأردنية، وتشارك فر?ة «colorful china» ضمن فعاليات مهرجان جرش لهذا العام، إضافةً إلى مشاركة مجموعة من موظفي وزارة الثقافة بدورة تدريبية في الصين حول «حماية وتنمية التراث الثقافي».

وقال العياصرة إنّه، وخلال زيارات جلالة الملك عبدالله الثاني للصين، فقد صرح جلالته بأن للصين دوراً رئيسياً في العالم في الوقت الحاضر لتحقيق السلام العادل الذي يوفر للشعوب الأمن والاستقرار والتسامح.

واضاف العياصرة أننا ونحن نحتفل بمناسبة «الشاي من أجل الوئام»، لا بد من القول: إن الشاي، هو ثقافة تتصل بتفاصيل الحياة اليومية، وتعبرعن طقوس الشرق الروحانية التي تنشر المحبة والبهجة باجتماع الأسرة والأصدقاء حول إبريق الشاي، أو للتداوي والشفاء بهذه النبتة الخضراء، كما كان لانتقال الشاي من الصين إلى دول العالم انتشار الكثير من المفردات الثقافية التي تتصل بثقافة عمل الشاي وطريقة احتسائه، والتي حملت معها معاني الاعتذار والتسامح والمحبة والشكر والاحترام.

وأشار غونغ جياجيا نائب مدير إدارة الثقافة والسياحة بمقاطعة قانسو إلى أن مدينة البترا القديمة في الأردن كانت في يوم من الأيام بمثابة محطة مهمة على طريق الحرير، وقد شهدت التبادل التجاري والثقافي بين الصين والأردن، إذ ترمز إلى الصداقة التقليدية العميقة والدائمة بين البلدين.

وفي الاحتفاليّة، تم عرض فيديو ترويجي للسياحة في قانسو، أبرز لؤلؤة طريق الحرير والجبال والأنهار الخلابة والعادات الشعبية الملونة، مما سمح للحضور بالشعور الطبيعي بسحر قانسو الفريد ومواردها السياحية الغنية.

وتواصل الحفل بعروض فنية لافتة ذات خصائص فريدة لمنطقة قانسو، مثل: رقصات «أبسارا الطائرة التي تتناثر الزهور»، و'رقصة ريش قوس قزح»، والعزف المنفرد الرائع على آلة الإرهو «كابريتشيو طريق الحرير» والعزف المنفرد على آلة البيبا «كمين من جميع الجوانب» أذهلت الجمهور.

واستمتع الحضور بعرض مهارات التراث الثقافي غير المادي، بما في ذلك نحت البيض، ولعب الظل، ورسم القش، وفن الشاي، والوخز بالإبر في الطب الصيني التقليدي. وأبدت سمو الأميرة ريم علي، والأميرة جليلة بنت علي، اهتمامًا بالثقافة الصينية، في حديث مع فنانين من قانسو، وكذلك مسرح الظل وتشخيص نبض الطب الصيني.

وحضر الحفل، الذي أدار فعالياته مساعد مدير عام المركز الثقافي الصيني، كلٌّ من: مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبدالرزاق عربيات، ومدير عام الهيئة الملكية الأردنية للأفلام مهند البكري، ومدير عام التلفزيون الأردني إبراهيم البواريد، وسفير تايلاند في الأردن، وأكثر من 300 شخص من الضيوف والأصدقاء.