كتاب

الأردنيون: بنادق الحق في وجه الأقلام المأجورة

في مسيرة الأردن المشرفة، لم تخلُ صفحات التاريخ من محاولات يائسة للنيل من أمنه واستقراره. فكما استُهدفت شخصيات وطنية بالاغتيال الجسدي، تعرض الوطن لمحاولات اغتيال معنوي عبر الأقلام المأجورة التي تسعى لبث الفتنة والتشكيك في مسيرته.
لطالما راهن القلة القليلة على صمود هذا الوطن وقدرته على مواجهة العاتيات، إلا أنa الأردن، بقيادته وشعبه، أثبت مرارًا وتكرارًا أنه عصي على الانكسار. ففي كل أزمة، كان القرار ينبع من رؤية متوازنة، تراعي مصلحة الدولة وتحفظ كرامة المواطن. ولم يكن النهج قائمًا على الوعود الفارغة، بل على المصارحة والمواجهة المباشرة للحقائق. فالأردنيون لم يسمعوا يومًا من قيادتهم أن الأوضاع مثالية، لكنهم سمعوا دائمًا خطابًا واقعيًا يؤكد أن الحلول لا تأتي بالانفعال، بل بالعمل المشترك والتصميم على تجاوز الصعاب.
وفي أوقات الأزمات، يكون الشعب هو الاختبار الحقيقي لصلابة الدول، وفي الأردن أثبتت كل تجربة أن الرهان على الجبهة الداخلية هو الرهان الصحيح. الذين اعتقدوا أن الضغوط الخارجية قد تضعف الدولة، اكتشفوا أن الداخل أكثر قوة مما تصوروا، وأن الأردنيين لا يلتفون حول دولتهم في الرخاء فقط، بل في الشدائد أيضًا. حين حاول البعض زعزعة الثقة، كانت النتيجة عكسية، وحين تصور آخرون أن الظروف الاقتصادية قد تكون كافية لإثارة الفوضى، جاء الرد من الشارع نفسه، بأن الأردن ليس ساحةً للاضطراب، وأن الاستقرار ليس ترفًا، بل ضرورة لا تقبل المجازفة.
وهذه القناعة الراسخة بأن الوطن لا يُحفظ بالمطالبات العابرة، بل بالعمل المشترك، وبالوعي الذي يجعل كل أردني يدرك أن الدولة ليست مسؤولية القيادة وحدها، بل هي مسؤولية الجميع لا سيما في ظل مشهد دولي تتغير فيه التحالفات، وتتحرك فيه القوى الكبرى وفق مصالحها، حتى يبقى الأردن ثابتًا، لا يساوم على مواقفه، ولا يبدل ثوابته، ولا يخضع إلا لصوت شعبه. هذه ليست مجرد كلمات، بل حقيقة عاشتها الأجيال، وأثبتها التاريخ، وستظل قائمة ما دام هناك شعب يعرف أن هذا الوطن يستحق الصمود، وأن وحدته ليست شعارًا، بل هي السلاح الأول والأقوى في مواجهة أي تحدٍ قادم.
وفي العصر الحديث، أصبح للأقلام المأجورة دورٌ بارز في نشر الفتنة والتشكيك في مسيرة الوطن، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الأقلام لا تقل خطرًا عن البنادق المأجورة، التي اغتالات شخصيات وطنية بارزة، كان لها دور كبير في بناء الدولة الأردنية الحديثة، وهذه الاغتيالات كانت محاولات يائسة للنيل من عزيمة الأردن وثنيه عن أداء واجبه الوطني. لكنها لم تكن سوى محطات في مسيرة وطنية حافلة بالتضحيات والإنجازات. فالأردن، بقيادته وشعبه، أثبت مرارًا وتكرارًا أنه عصي على الانكسار، وأنه مستمر في مسيرته نحو المستقبل، مستمدًا قوته من تاريخه، ووعيه، وانتمائه الراسخ وأن الاردنيين درع الوطن الحصين، وسياجه المنيع في وجه كل من تسوّل له نفسه المساس بأمنه واستقراره. فوعيهم العميق، وانتماؤهم الصادق، وولاؤهم الراسخ للقيادة الهاشمية، جعل منهم صفًا واحدًا في مواجهة التحديات والمؤامرات.